ذكرت تقرير أمريكي أن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن لم يكن محاطاً بحراس مدججين بالسلاح ومجاهدين قاتلوا معه في أفغانستان ضد الاتحاد السوفياتي، بل كان يعتمد على شخصين باكستانيين بينهما رسوله المخلص والاثنان قتلا في العملية الأمريكية على المجمّع حيث كان يختبئ. ونقلت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية عن مسؤول في الشرطة الباكستانية ان الرجلين يعرفان بأرشاد خان وطارق خان وان اسم الشخص الأول ليس حقيقياً وأنه يحمل بطاقة هوية مزوّرة، إلاّ أن مسؤولين أمريكيين قالوا إنهما شقيقان فيما قال أحد جيرانهما في مجمّع آبوت اباد أنهما أولاد عم. وقالت إن الرجلين من البشتون من شارسادا في المنطقة الحدودية الشمالية الشرقية المتاخمة لأفغانستان وأنهما انتقلا إلى آبوت اباد قبل سبع سنوات ولم يتّضح كيف تعرفا على بن لادن وما إذا كانا معروفين للجيش الباكستاني أو أجهزة الاستخبارات. وجالت (نيويورك تايمز) في المجمّع بعد فك الطوق الأمني عنه وأشارت إلى أن ما من أحد هناك كان على علم أن هناك شخصاً مهماً في البيت الذي وجد فيه بن لادن حتى أنهم لم يعرفوا الباكستانيين اللذين يملكان المنزل إلاّ أنهم أكدوا انهما كانا جاران مثاليان لم يسببا أية متاعب لأحد وكانا يحييان الناس بلطف في الشارع ويتنزهان مع أطفالهما حول المنزل. والرجلان في عقدهما الثالث ومتزوجان ولديهما أطفال صغار، أرشاد لديه ثلاثة وطارق أربعة، ولكن مسؤولين أمنيين باكستانيين قالوا انه بعد العملية أخرج الجيش الباكستاني 9 أطفال من المجمّع تتراوح أعمارهم بين عامين و12 عاماً وثلاث نساء واحدة منهنّ عربية. ورأت الصحيفة ان هذا العدد يظهر ان امرأة وطفلين من المجموعة هم من عائلة بن لادن، وقال مسؤول أمني باكستاني ان ابنة بن لادن أصيبت بجروح بالغة نقلت على إثرها إلى المستشفى فيما قال مسؤولون أميركيون ان زوجته هي التي أصيبت. وذكرت الصحيفة ان الرجلين الباكستانيين كانا ثريِّين مقارنة بالسكان الذين يعيشون من حولهم وكانا كريمين؛ إذ كانا يدفعان للعمال في منزلهما حوالي دولارين ونصف دولار يومياً أي ضِعف الأجر اليومي في باكستان وقدما تبرعات لبناء مسجد في الحي. وقال الجيران ان الرجلين قدما تفسيرين مختلفين لثروتهما فقالا مرة أنهما يملكان فندقاً في دبي يديره عمهما ومرة بأنهما يعملان في الصرافة. وقال ناهد عباسي الذي قال انه عمل في بناء المنزل الذي اختبأ فيه بن لادن لاحقاً، ان الرجلين اشتريا الأرض قبل سبع سنوات وشيدا عليها المنزل، وقال مسؤول أمني ان المنزل شيّد عام 2004 بالقرب من أكاديمية كاكول العسكرية. وقالت نساء يعشن في الجوار إن النساء في المنزل حيث أقام بن لادن لم تكنّ اجتماعيات ولم يزرن منازل أخرى ولم يدعين أحداً إلى منزلهن.