في ظل التحول الذي أصاب اللهجة في الجزائر دعوة لإنجاز مدونة معجمية تؤرخ لجغرافيا التوزيع اللهجي دعا مشاركون في ملتقى وطني حول الوظائف اللهجية في الفنون الأدبية الجزائريةبوهران إلى التفكير في إنجاز مدونة معجمية تؤرخ لجغرافيا التوزيع اللهجي في الجزائر مع تأكيد المتدخلون في هذا اللقاء المنظم من قبل مختبر اللهجات ومعالجة الكلام التابع لكلية الآداب والفنون بجامعة وهران 1 أحمد بن بلة على أهمية دراسة مراحل تطور اللهجات التي تعتبر لسان التخاطب اليومي من أجل ترقيتها وتنقيتها وتهذيبها . وأبرزت عميدة كلية الآداب والفنون بسناس سعاد في تدخلها في افتتاح اللقاء أن اللهجة تربطها علاقة تكاملية مع الفصحى ولا تنفصل عنها كونها في الأساس فصحى فقدت بعض الخصوصيات لا سيما تلك المتعلقة بقواعد اللغة التي صارت غير خاضعة لها مع تأكيدها أن التحول الذي أصاب اللهجة فرضته النشاطات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتكنولوجية مشددة على ضرورة أن لا ينجم عن هذا التحول فرق شاسع بين اللهجة والفصحى . ومن جهتها تطرقت الدكتورة سعادة حميدة من جامعة ميلة إلى تنوع اللهجات في الجزائر ملاحظة أن ذلك ناجم عن البيئات المنعزلة عن بعضها البعض التي كانت تميز المجتمع في الماضي مشيرة الى أن توظيف العامية والتراث الشعبي في الأعمال والفنون الأدبية يحقق الفعالية في توصيل الفكرة لدى المتلقي كما تناول الأستاذ احمد بودية من جامعة سطيف موضوع اللهجة الجزائرية وأثرها على الكتابة المسرحية مبرزا أن بداية المسرح في الجزائر كانت في سنوات العشرينيات من القرن الماضي وكانت الكتابة المسرحية باللغة العربية الفصحى مضيفا أن تقديم المسرحيات بالفصحى آنذاك لم يلق إقبالا لعدم معرفة الجمهور للغة العربية مما أدى بالعاملين في هذا المجال إلى المزج بالدارجة والفصحى قصد الوصول إلى أقصى درجات التأثير . ومن جهتها أثارت الدكتورة نصيرة شيادي من جامعة تلمسان موضوع توظيف العامية في المنطوق التعليمي بالمدارس الابتدائية محذرة من أن ذلك ينعكس سلبا على التحصيل اللغوي للمتعلمين كما ابرزت ذات المتدخلة أن استعمال العامية عند هذا المستوى من التدريس يكون لدى التلميذ رصيدا من المعارف يشوبه الكثير من الأخطاء ويؤثر سلبا على حياته الأكاديمية المستقبلية .