تواصل إندونيسيا لملمة جراحها والبحث عن ناجين محتملين من كارثتي الزلزال وتسونامي اللذين ضربا جزيرة سولاويزي. وبينما تجاوزت الحصيلة الرسمية أربعمئة قتيل ذكر يوسف كالا نائب الرئيس أن عدد القتلى قد يصل إلى الآلاف. وتتأهب السلطات لما هو أسوأ لأن عدد القتلى حتى الآن من مدينة بالو عاصمة إقليم سولاويزي الأوسط فقط بينما تأتي تقارير ببطء من دونغالا وهي منطقة يقطنها ثلاثمئة ألف نسمة إلى الشمال من بالو وتعدّ أقرب إلى مركز الزلزال. وقالت هيلين زوكي التي تعمل بمنظمة أوكسفام الإغاثية ما يثير القلق أن الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث لم تتلق أي معلومات من دونغالا القريبة من مركز الهزة . واستمرت الهزات الارتدادية القوية بالمدينة الساحلية وذكرت الوكالة الإندونيسية المعنية بتقييم وتطبيق التكنولوجيا في بيان أن الطاقة التي نجمت عن الزلزال كانت تزيد بنحو مئتي مرة عن قوة القنبلة النووية التي أُسقطت على هيروشيما في الحرب الكونية الثانية. وأظهرت فيديوهات نشرت بمواقع التواصل الموجات البحرية أثناء اجتياحها المباني على الشاطئ وتدميرها وظهر في التسجيلات أشخاص يصرخون أثناء تدفق المياه بشكل مخيف داخل المباني. وقد غصت المستشفيات بمئات الجرحى وسط مواصلة فرق الإنقاذ جهودها للوصول إلى المنطقة المنكوبة. وأظهر تسجيل فيديو -تم تصويره من الدور الأعلى لموقف سيارات- أمواجا تجتاح مباني وتدمرها وتغمر مسجدا كبيرا وسويت منازل بالأرض وكذلك فندق صغير في حين دمر جسر يعد معلما بالمدينة. وكان المئات تجمعوا لحضور مهرجان على شاطئ مدينة بالو الجمعة عندما اجتاحت أمواج وصل ارتفاعها ستة أمتار المدينة وقت الغروب لتجرف الكثيرين وتدمر كل ما في مسارها بعد الزلزال الذي بلغت قوته 7.5 درجات على مقياس ريختر. وقال سوتوبو بورو نوغروهو المتحدث باسم الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث للصحفيين في جاكرتا عندما أطلقنا الإنذار من أمواج المد العاتية (تسونامي) بالأمس كان الناس ما زالوا يمارسون أنشطتهم على الشواطئ ولم يفروا على الفور وأصبحوا ضحايا . وأضاف لم تكن أمواجا فقط إذ أنها جرفت السيارات والأشجار والمنازل واجتاحت كل شيء على الأرض كاشفا أن أمواج المد وصلت سرعتها إلى ثمانمئة كيلومتر بالساعة قبل أن تصل إلى الشاطئ.