شهدت سلطة عمان مظاهرات عقب صلاة الجمعة طافت شوارع ثلاث مدن عمانية هي صلالة وصور ومسقط، في ما يبدو أنه عودة إلى تظاهرات حاشدة ستشهدها الأيّام القادمة وذلك بعد فترة هدوء نسبي أعقبت القمع الأمني والعسكري العنيف لاعتصام صحار وموجة اعتقالات طالت في حينها أكثر من أربعمائة متظاهر ينتظر بعضهم محاكمات قريبة بتهم التحريض على التظاهر والإخلال بالنّظام العام· في مدينة صلالة (جنوب عُمان) طاف متظاهرون شوارع المدينة وساروا بشكل منظّم رافعين عشرات اللاّفتات الكبيرة وهتفوا بعشرات الشعارات التي تعبّر عن مطالب الإصلاح السياسي الشامل ومحاكمة رموز الفساد، وظلّوا يردّدون "الشعب يريد الإصلاح" و"العدالة العدالة·· الحساب الحساب" و"الكرامة الكرامة"· ورفعت بعض اللاّفتات باللّغة الإنجليزية كتب عليها "نريد ديمقراطية وإعلام حرّ"· ووجّه المتظاهرون الذين يقدّرون بنحو أربعة آلاف رسائل مباشرة للسلطان قابوس عبر هتافات أو عبارات مكتوبة على لافتات ومنها "يا ناسي عهد السبعين تذكّر أحفاد الشهداء"، "لا نريد توجيهات بلجان المطالب عندك يا سلطان"، "كلّما تأخّر السلطان غضب الشعب" و"ثورية ثورية·· فكر فكر يا قابوس نحن أحفاد الثوار"· كما أشار المتظاهرون أوّل أمس في صلالة إلى تزايد التعامل الأمني بدل السياسي مع حركة الاحتجاجات الشعبية ورفعوا لافتات كتب عليها "كفاية إرهاب الشعب" و"لا لسياسة التركيع"· وكانت صلالة أوّل المدن العمانية التي شهدت احتجاجات نوعية بتدشين حركة الاعتصامات في 25 فيفري الماضي، وهو الاعتصام الذي مايزال قائما في وسط المدينة ويخرج منه المتظاهرون إلى شوارع المدينة للجمعة الرابعة على التوالي· وفي مدينة صور(شرق عُمان) سار نحو ألف وخمسمائة متظاهر بمشاركة عشرات الأطفال مطالبين بالإصلاح والتغيير ومحاكمة قتلة الشهداء في صحار· وفي العاصمة مسقط تجمّع أقلّ من مائة شخص وساروا وسط حي الوزارات مطالبين بإصلاحات سياسية وهتفوا "صامدون صامدون للسجون مستعدّون"· وقال نشطاء على الأنترنت إن مظاهرة مسقط على قلّة عددها لها تأثير كبير على استعادة المحتجّين لزمام المبادرة بعد برود نسبي في الأسابيع الماضية·