بعد أن ودعنا في حلقة أمس مونديال إيطاليا 1990، نطير بكم إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية التي احتضنت المونديال الخامس عشر، ومرة أخرى تغيب الراية الجزائرية عن نهائيات كأس العالم، بعد فشل زملاء تاسفاوت في اجتياز التصفيات. رفع عدد المنتخبات الإفريقية إلى ثلاثة بعد النتائج الرائعة التي حصدها المنتخب الكاميروني في مونديال إيطاليا 1990 ببلوغ الدور ربع النهائي، وقبل ذلك تأهل المنتخب المغربي إلى الدور الثاني، دون أن ننسى ما فعله منتخبنا في مونديال إسبانيا 1982 بتحقيقه لانتصارين وكان يستحق التأهل إلى الدور الثاني لولا لقاء العار بين المنتخبين النمساوي والألماني، اضطر الاتحاد الدولي لكرة القدم »الفيفا« إلى رفع عدد المنتخبات الإفريقية في الأدوار النهائية إلى ثلاث منتخبات، وهو ما أسعد حينها رئيس الاتحاد الإفريقي الحالي الكامروني عيسى حياتو، ووصف ذلك بالإنتصار العظيم لكرة القدم الإفريقية. هكذا فشل المنتخب الجزائر من بلوغ مونديال أمريكا بالرغم من الظروف الصعبة التي كانت عليها الجزائر إبان تصفيات مونديال الولاياتالمتحدةالأمريكية، إلا أن زملاء تاسفاوت تمكنوا من اجتياز عقبة المنتخب الغاني. في الدور الثاني جاء المنتخب الوطني ضمن المجموعة الثانية إلى جانب كل من المنتخبين الغاني والنيجيري، حيث حلا في الصف الثالث، من تعادلين أما كوت دبفوار ونيجيريا بالجزائر بنفس النتيجة 1 - 1، وخسارة أمام نيجيريا بملعب هذا الأخير 4 - 1 و3 - 0 أمام كوت ديفوار بأبيدجان. تركيبة المجموعات المجموعة الأولى: أمريكا - سويسرا - كولومبيا - رومانيا المجموعة الثانية :البرازيل - روسيا - الكامرون - السويد المجموعة الثالثة: ألمانيا - بوليفيا - إسبانيا - كوريا الجنوبية المجموعة الرابعة :الأرجنتين - اليونان - نيجيريا - بلغاريا المجموعة الخامسة: إيطاليا - إيرلندا - النرويج - المكسيك المجموعة السادسة: بلجيكا - المغرب - هولندا - السعودية صافرة البداية.. ألمانيا تهزم بوليفيا بهدف يتيم شهد لقاء الافتتاح مباراة غير متساوية بين منتخبين، واحد سبق له وأن فاز بكأس العالم ثلاث مرات ونعني به المنتخب الألماني بطل دورة إيطاليا 1990، وآخر يشارك لأول مرة ونعني به المنتخب البوليفي. ورغم ذلك، فقد أثبت هذا الأخير وجوده بقيادة نجمه الأول اتشيفيري، حيث انتهى اللقاء بفوز ألمانيا بهدف دون رد، في لقاء لم يقدم فيه زملاء ماتيوس أي شيئ يذكر. الدور الأول.. أرقام قياسية جاء الدور الأول مثيرا في المجموعات الست بلا استثناء، ولم يشهد مفاجآت مدوية عدا خروج الكاميرون التي بلغت الدور ربع النهائي في البطولة السابقة بعد تعادل مع السويد 1 - 1 وخسارتين مذلتين مع البرازيل 3 - 0 وروسيا بنتيجة 6 - 1، وكان الهدف الأخير بواسطة النجم روجي ميلا الذي صار أكبر لاعب يسجل هدفا في تاريخ نهائيات كأس العالم وهو في الثانية والأربعين و39 يوما من عمره، أما أهداف روسيا الست فجاء خمسة منها بواسطة أوليج سالينكو الذي سجل رقما قياسيا جديدا. نيجيريا ظاهرة الدول الأول كانت نيجيريا ظاهرة الدور الأول بحق، ولن ينسى الأفارقة مشهد الهداف رشيدي ياكيني يحتفل بهدفه الأول في شباك بلغاريا خلال المباراة التي انتهت لصالح النسور الخضر بثلاثية نظيفة. ياكيني »اقتحم« المرمى بالكرة وأخذ يعانق الشباك صارخا: »انتبه أيها العالم.. الأفارقة قادمون«، ومن خلف المرمى كان المصورون يلتقطون صورته ليفوز واحد منهم بجائزة أفضل صورة صحفية في البطولة. وتواصلت العروض النيجيرية الممتعة رغم الخسارة أمام الأرجنتين بنتيجة 2 - 1 في أحد أمتع مباريات البطولة، ثم بالفوز على اليونان 2 - صفر، ليصعد النسور لمواجهة إيطاليا في دور الستة عشر. المنتخب السعودي.. حصان الدور الأول لم يكن المنتخب العربي السعودي أقل من نيجيريا، حيث قدم أفضل عروضه على الإطلاق في تاريخ المونديال، فرغم فشله في الحفاظ على تقدمه بهدف فؤاد أنور وخسارته على يد هولندا 2 -1 في أول مبارياته، تمكن »الأخضر« من الفوز على شقيقه المغربي بذات النتيجة. وفي مباراته المصيرية الأخيرة ضد بلجيكا فوجئ العالم بالسعودي سعيد العويران يتقمص شخصية »مارادونا« ويراوغ خمسة من لاعبي الفريق المنافس من نصف الملعب ويسجل هدفا رائعا، سيتم اختياره فيما بعد كثاني أفضل هدف في تاريخ المونديال. فضيحة المونديال الخامس عشر .. مارادونا والكوكايين شهد كأس العالم بالولاياتالمتحدة عام 1994 نهاية مأسوية لأسطورة كروية كبيرة وهو النجم الأرجنتيني »دييغو أرماندو مارادونا«، حيث تمت إدانته بتعاطي المنشطات وذلك على خلفية التحاليل التي أجريت له عقب مباراة اليونان التي أحرز خلالها هدفًا رائعًا، ولكن النهاية المأسوية كانت بانتظاره عقب تلك المباراة، وعلى الرغم من محاولاته نفي إيجابية التحاليل مؤكدًا أنه تناول مشروبًا للطاقة ولم يتناول منشطات ممنوعة، إلا أن المواد المحظورة ظهرت في العينة التي تم أخذها من مارادونا وكانت بذلك فضحية كأس العالم 1994. وكما فعل الاتحاد الدولي لكرة القدم مع اللاعب الاسكتلندي ويللي جونستون في عام 1978، طرد مارادونا على الفور من البطولة لتهبط أسهم المنتخب الأرجنتيني ويخسر في دور ال 16 مع رومانيا ويخرج من البطولة. الدور الثاني.. إقصاء الأرجنتين وتوقف مسيرة نيجيريا والسعودية شهد الدور الثاني مفاجأة من العيار الثقيل بخروج بطل دورة 1978 و1986 ووصيف الدورة الأخيرة 1990 ونعني به المنتخب الأرجنتيني من البطولة إثر خسارته أمام المنتخب الروماني. واجه المنتخب الأرجنتيني نظيره الروماني تحت صدمة خبر إبعاد مارادونا عن المونديال، الأمر الذي شكل صدمة قوية لزملاء باتيستوتا الذين تلقوا ثلاثة أهداف أبعدتهم من المونديال. المنتخب السعودي ودّع البطولة أمام السويد وخسر بثلاثة أهداف لهدف، هذه الخسارة كانت وليدة نقص الخبرة فقط، فمن ناحية العرض لم يكن هناك فرق يذكر بين المنتخب السعودي ونظيره السويدي الذي استخدم في اللقاء خبرته الطويلة في النهائيات فظفر بالفوز. من جهته خرج المنتخب النيجيري من البطولة على يد المنتخب الإيطالي بهدفين لواحد، ولم يكن يفصل العملاق الإفريقي آنذاك، منتخب نيجيريا، عن تحقيق فوز تاريخي على إيطاليا سوى 90 ثانية في دور ثمن النهائي حتى جاء »روبيرتو باجيو« لينقذ فريق »الأزوري« من هزيمة محققة، بعدما كان الفريق يلعب بعشرة لاعبين. وقد تمكن أبطال إفريقيا من التربع على قمة مجموعتهم، وأوشكوا على إحداث صدمة كبيرة في الأوساط الكروية، قبل أن يتمكن »باجيو« من إحراز هدف التعادل ثم الفوز في الوقت الإضافي. منظم البطولة المنتخب الأمريكي توقفت مسيرته هو الآخر بخسارته أمام البرازيل بهدف دون رد، ولحق بعد ذلك بالمنتخب الأمريكي كل من بلجيكا إثر خسارتها أمام المنتخب الألماني بثلاثة أهداف لهدفين، وبثلاثة أهدف لصفر فاز المنتخب الإسباني على سويسرا، وكان وراء هذا التأهل اللاعب روبيرتو باجيو بفضل الهدف الذي وقعه في الثواني الأخيرة من اللقاء، فيما فاز المنتخب الهولندي على إيرلندا بهدفين نظيفين. آخر المتأهلين إلى الدور ربع النهائي كان المنتخب البلغاري على حساب المكسيك بضربات الجزاء، بعد انتهاء الوقت القانوني والإضافي بهدف لمثله، ليبتسم الحظ في نهاية المطاف لزملاء ستايشكوف. الدور ربع النهائي.. إقصاء بطل 1990 شهدت مباراتا الدور النصف النهائي أربع مباريات من العيار الثقيل، حيث واجه المنتخب البرازيلي نظيره الهولندي، وإيطاليا واجهت إسبانيا، والسويد واجهت رومانيا، وأخيرا لعبت ألمانيا أمام بلغاريا. في اللقاء الأول تمكن المنتخب البرازيلي من الفوز على المنتخب الهولندي، وبلغ النصف النهائي، حيث تمكن روماريو وزميله »بيبيتو« من الوصول إلى الشباك ثلاث مرات أمام هولندا في مباراة ربع النهائي التي فازت بها البرازيل بنتيجة 3 - 2، وشهدت تلك المباراة طريقة جديدة في التعبير عن الفرحة بتسجيل الأهداف، حيث احتقل »بيبيتو« على شرف ولادة إبنه الجديد بعدما وقع الهدف في المرمى الهولندي. نفس الصعوبة لاقاها المنتخب الإيطالي أمام السويد، بهدفين لواحد، وقعها اللاعب باجيو، وبنفس النتيجة فاز المنتخب البلغاري على نظيره الألماني، وشكل تأهل هذا الأخير مفاجأة من العيار الثقيل، فلا أحد كان يرشح زملاء ستايشكوف لبلوغ المربع الذهبي شأنهم شأن المنتخب السويدي على حساب المنتخب الروماني بضربات الجزاء 5 - 4، بعد انتهاء ال120 دقيقة من اللعب بالتعادل هدفين لمثلهما. الدور نصف النهائي إيطاليا والبرازيل إلى النهائي على حساب بلغاريا والسويد جمع الدور النهائي المنتخبين السويدي والبرازيلي، من جهة وبلغاريا وإيطاليا من جهة ثانية. في اللقاء الأول تمكن المنتخب البرازيلي وبعد جهد جهيد من حسم ورقة عبوره إلى النهائي بفضل الهدف الوحيد الذي وقعه اللاعب البرازيلي روماريو، ليلغ منتخب الصامبا النهائي العالمي للمرة الأولى بعد نهائي 1970. المتأهل الثاني إلى النهائي كان المنتخب الإيطالي بفوزه على بلغاريا بهدفين لواحد سجلهما اللاعب روبيرتو باجيو. إيطاليا والبرازيل في النهائي بعد 24 سنة بتأهلهما إلى المباراة النهائية، تذكر عشاق »الساحرة« نهائي »الحلم« الذي جمع المنتخبين في نهائي عام 1970 بالمكسيك وانتهى بفوز البرازيل ب 4 - 1. لكن إذا كان المنتخب البرازيلي ومنذ أن فاز بكأس العالم الثالثة له في عام 1970، وفشل في بلوغ جميع كؤوس العالم الموالية، فإن المنتخب الإيطالي فاز بالكأس عام 1982 باسبانيا بفوزه في النهائي على ألمانيا 3 - 1. اللقاء الترتيبي.. السويد تسحق بلغاريا عكس كل التوقعات، شهد اللقاء الترتيبي حول المركز الثالث والرابع مباراة غير متكافئة بين المنتخبين الجريحين السويد وبلغاريا، وذهب المركز الثالث للمنتخب الأول بعد تغلبه على منافسه بنتيجة لا تقبل أي جدل 4 - 0. النهائي... روبارتو باجيو يضع البرازيل فوق العالم فازت البرازيل على إيطاليا في المباراة النهائية بضربات الجزاء الترجيحية 3 - 2 بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل الإيجابي 2 - .2 شهدت المباراة النهائية إهدار النجم الايطالي باجيو للضربة الخامسة للطليان، ما منح البرازيليين اللقب بعد أن تقدم قائد الفريق البرازيلي دونغا وسجل الركلة ببراعة لتفوز السامبا من جديد بعد أن قدم البرازيليون بقيادة روماريو وبيبيتو عرضاً وأهدافاً لا تنسى من ذاكرة عشاق كرة القدم في كل أنحاء العالم. كان الفريق البرازيلي الذي ضم مجموعة من الهدافين أمثال روماريو وبيبتو (سجلا 8 أهداف معا) والذي قاده المدرب كارلوس ألبرتو باريرا خير خلف للفريق الذي فاز بكأس العالم للمرة الأخيرة في عام 1970 في المكسيك محققا انتصارا لم يتمكن نجوم كبار مثل زيكو وسقراطس وجونيور وكاريكا وفالكاو وديرساو وإيدر من تحقيقه وساهموا في عودة الكأس للبرازيل بعد 24 سنة من الضياع. قصة المونديال (الحلقة الرابعة والعشرين) إعداد / كريم مادي الدورة الخامسة عشر (الولاياتالمتحدةالأمريكية 1994)