قال تعالى: {وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: 69]. قال الإمام البغوي في تفسيره: نزلت في ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان شديد الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم قليل الصبر عنه فأتاه ذات يوم وقد تغيَّر لونه يعرف الحزن في وجهه فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: ما غيَّر لونك؟ فقال: يا رسول الله ما بي مرض ولا وجع غير أنّي إذا لم أرك استوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك ثم ذكرت الآخرة فأخاف أني لا أراك لأنك تُرفَع مع النبيين وإني إن دخلت الجنة في منزلة أدنى من منزلتك وإن لم أدخل الجنة لا أراك أبدًا فنزلت هذه الآية . ومن نماذج المحبين: - عبد الله بن زيد (رضي الله عنه) كان يعمل في حديقة له فأتاه ابنه فأخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم قد توفي فقال: اللهم أذهب بصري حتى لا أرى بعد حبيبي محمد أحدًا. فكُفَّ بصره واستجاب الله دعاءه! - وهذا بلال الحبشي مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم نشأ منذ إيمانه على حب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاءه الموت فسمع بعض أهله يقول: واكرباه! فإذا بلال قد فتح عينه مبتسمًا ثغره قائلاً: واطرباه! غدًا نلقى الأحبة محمدًا وحزبه. o وكان عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- إذا ذُكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم بكى حتى لا يبقى في عينيه دموع!