اختيرت فرنسا على حساب المغرب، فباتت ثالث دولة تحتضن النهائيات للمرة الثانية بعد إيطاليا (34 و90) والمكسيك (70 و86). أقيمت النهائيات من 10 جوان إلى 12 جويلية بمشاركة 32 منتخبا للمرة الأولى في تاريخ كأس العالم بعد أن كان العدد منذ عام 1982 يقتصر على 24 منتخبا فقط. أرقام قياسية قبل الانطلاقة شهد مونديال فرنسا 1998 تسجيل الكثير من الأرقام القياسية، نذكر منها رفع عدد المنتخبات في الأدوار النهائية إلى 32 بدل من 24، مشاركة 174 منتخب في التصفيات (بينها 168 لعبت مباراة على الأقل)، 643 مباراة وأكثر من 15 مليون متفرج. إيران فازت على جزر المالديف بأكبر نتيجة في تاريخ تصفيات كأس العالم عندما تغلبت عليها 17-0. وسجل كريم باقري سبعة أهداف وهو رقم قياسي جديد أيضا. دزيري يقصي الجزائر في التصفيات فشل المنتخب الوطني في تجاوز الدور التمهيدي الأول، بخروجه من المنافسة على يد المنتخب الكيني، فبعد انتهاء لقاء الذهاب الذي جرى بنيروبي بفوز المنتخب الكيني بثلاثة أهداف لواحد، كان لزاما على منتخبنا الفوز في مواجهة العودة بهدفين لصفر، لكن هذا لم يحدث، حيث اكتفى منتخبنا بهدف واحد، وكان أشبال المدرب مهداوي قاب قوسين أو أدنى من بلوغ الدور الثاني، لو لم يخفق اللاعب بلال دزيري في ضربة الجزاء التي حصل عليها منتخبنا في الأنفاس الأخيرة من اللقاء، والإقصاء شكل صدمة قوية للجمهور الجزائري الذي كان يراهن على رؤية منتخبنا بفرنسا خاصة الجالية الجزائرية المقيمة بأوروبا. تركيبات المجموعات: المجموعة الأولى: البرازيل - النرويج - المغرب - اسكوتلندا المجموعة الثانية: إيطاليا - الشيلي -النمسا -الكاميرون- المجموعة الثالثة: فرنسا - الدنمارك - جنوب إفريقيا - السعودية. المجموعة الرابعة: نيجيريا - البارغواي - إسبانيا - بلغاريا. المجموعة الخامسة: هولندا - المكسيك - بلجيكا - كوريا الجنوبية. المجموعة السادسة: ألمانيا - يوغوسلافيا - إيران - الولاياتالمتحدة. المجموعة السابعة: رومانيا - انجلترا - كولومبيا - تونس. المجموعة الثامنة: الأرجنتين - كرواتيا - جامايكا - اليابان. الانطلاقة إسبانيا خارج الدور الثاني شهد لقاء الافتتاح فوز حامل اللقب المنتخب البرازيلي على اسكتلندا بنتيجة 2-1، بفضل هدف سجله اللاعب الاسكتلندي »توم بويد« في شباك فريقه. وتمثلت أكبر مفاجآت مرحلة المجموعات في إخفاق أسبانيا في بلوغ الدور الثاني، حيث دفع منتخب »لاروخا« ثمن بدايته المتعثرة ضمن المجموعة الرابعة. فبعد خسارة أمام نيجيريا بثلاثة أهداف مقابل هدفين وتعادل سلبي مع الباراغواي، حقق الأسبان ستة أهداف في شباك بلغاريا، لكن هذه النتيجة المبهرة في ختام المرحلة الأولى لم تعد بأي نفع على أبناء المدرب »خافيير كليمنتي«، بعدما تغلّبت باراغواي على نيجيريا في الليلة ذاتها. وتأهلت بذلك الباراغواي على حساب أسبانيا، فيما أنهى أبطال أفريقيا الدور الأول على رأس المجموعة. ومن جهة أخرى، أنهت رومانيا الدور الأول بتصدرها المجموعة السابعة، متقدمة على إنجلترا وكولومبيا. وكانت احتفالات الرومانيين سابقة لأوانها، حيث خرج الفريق بعد ذلك في أول مباراة عن الدور الثاني. وفي المجموعة الأولى، ضمنت النرويج تأهلها إلى ثمن النهائي بعد فوزها في الأنفاس الأخيرة على منتخب البرازيل بفضل ضربة جزاء نجح في تنفيذها »كيتيل ريكدال«. وكان ذلك الهدف حاسما لمرور المنتخب النرويجي على حساب نظيره المغربي. أما الفريق الإيراني، فقد جمع حقائبه باكراً، حاملاً معه جائزة ترضية بفوزه على الولاياتالمتحدة. وبالنسبة لمشجعي كل من اسكتلندا وجامايكا، فقد حملوا معهم ذكريات سعيدة عن مشاركتهم في نهائيات كأس العالم رغم خروجهم المبكر من البطولة. وفي ختام الدور الأول تصدرت البرازيل المجموعة الأولى أمام النرويج والمغرب واسكوتلندا، وإيطاليا المجموعة الثانية امام الشيلي والنمسا والكاميرون، وفرنسا المجموعة الثالثة أمام الدنمارك وجنوب إفريقيا والسعودية، ونيجيريا المجموعة الرابعة أمام البارغواي وإسبانيا وبلغاريا، وهولندا المجموعة الخامسة أمام المكسيك وبلجيكا وكوريا الجنوبية، وألمانيا المجموعة السادسة أمام يوغوسلافيا وإيرانوالولاياتالمتحدة، ورومانيا المجموعة السابعة أمام انجلترا وكولومبيا وتونس، والأرجنتين المجموعة الثامنة أمام كرواتيا وجامايكا واليابان. الدور ثمن النهائي ... سانت إيتيان تعيش على أعصابها استضاف ملعب سانت إتيان موقعة حاسمة بين إنجلترا والأرجنتين ضمن مباريات الدور ثمن النهائي. وكان شوط المباراة الأول من الطراز الرفيع، فبعد هدف حققه كل من الفريقين من ضربتي جزاء في الدقائق العشر الأولى من المباراة، سدد النجم الصاعد »مايكل أوين« أفضل هدف في البطولة، مانحا التقدم لمنتخب بلاده، إلا أن »خافيير زانيتي« عادل الكفة لصالح الأرجنتين قبل فترة الاستراحة من ضربة حرة محكمة. وجاء الشوط الثاني خاليا من الأهداف، حيث شهدت المباراة إثارة من نوع آخر. فقد تم طرد »ديفيد بيكام« بعدما اعتدى على الأرجنتيني »دييغو سيميوني«، ورفض الحكم بعد ذلك احتساب هدف »سول كامبل« الذي كان من شأنه أن يضمن الفوز للإنجليز، بدعوى خطأ في حق حارس المرمى. وانتهت المباراة بالتعادل بعد الوقتين الأصلي والإضافي، ليحتكم الفريقان إلى الضربات الترجيحية، التي صد فيها حارس الأرجنتين "كارلوس روا" الركلة الأخيرة من رجل »ديفيد باتي«، مانحا بذلك منتخب الأرجنتين بطاقة التأهل إلى الدور ربع النهائي. وبدورها، عاشت فرنسا على أعصابها طوال مراحل البطولة حتى يصل فريقها إلى المباراة النهائية ويجابه قدره. ففي مباراة ثمن النهائي أمام باراغواي لم يتأهل أصحاب الأرض إلا بفضل هدف من رجل المدافع »لوران بلان« في الدقيقة 113 بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل، حيث أظهر دفاع الباراغواي استماتة كبيرة بقيادة حارسه العملاق »خوسيه لويس تشيلافيرت«. الدور ربع النهائي ... أصحاب الأرض بشق الأنفس في ربع النهائي، تقابل المنتخب الفرنسي مع جاره الإيطالي، حيث وقف الحظ إلى جانب أصحاب الأرض هذه المرة، بعدما أفلتوا من هزيمة محققة بفضل العارضة الأفقية. فقد تنفس الفرنسيون الصعداء عندما مرت رأسية »روبيرتو باجيو« محادية للمرمى على بعد ثوان قليلة من انتهاء الوقت الإضافي. وفي سلسلة الضربات الترجيحية، أخفق »لويجي دي بياجيو« في هزّ الشباك عندما ارتطمت تسديدته القوية بالعارضة في آخر ركلة حاسمة، لتكون تلك المرة الثالثة على التوالي التي يسقط فيها منتخب »الأزوري« في فخ ضربات الترجيح بعد دورتي إيطاليا والولاياتالمتحدة. وإلى جانب فرنسا تأهل إلى الدور نصف النهائي كل من البرازيل على حساب الدنمارك 3-2، سجل أهداف البرازيل بيبيتو في الدقيقة 11، وريفالدو في الدقيقتين 26 و60، وهدفي الدنمارك مارتن يورغنسون في الدقيقة 2، وبرايان لودروب في الدقيقة 50. وهولندا على الأرجنتين 2-1سجل هدفي هولندا باتريك كلويفرت في الدقيقة 12، ودينيس بيرغكامب في الدقيقة 90، وهدف الأرجنتين كلاوديو لوبيز في الدقيقة 18. وفازت كرواتيا على ألمانيا 3-0 وسجل الأهداف روبرت يارين في الدقيقة 45، وغوران فلاوفيتش في الدقيقة 80، ودافور سوكر في الدقيقة 85 الدور نصف النهائي ... فرنسا والبرازيل إلى النهائي في نصف النهائي، كان للدولة المضيفة لقاء مع مفاجأة البطولة المتمثلة في منتخب كرواتيا، الذي كان يخوض أول مشاركة له في نهائيات كأس العالم منذ استقلال البلاد عن جمهورية يوغوسلافيا السابقة. وكان المدرب »ميروسلاف بلازيفيتش« قد قاد الفريق إلى تحقيق أكبر مفاجأة في ربع النهائي بتحقيق فوز كاسح بثلاثة أهداف نظيفة على بطل أوروبا المنتخب الألماني. حبس ملعب فرنسا الدولي أنفاسه عندما حقق »دافور سوكر« هدفاً في الشباك الفرنسية بعد فترة قصيرة من بداية الشوط الثاني، مؤكدا بذلك أحقيته في الفوز بجائزة »الحذاء الذهبي«. لكن الشخص المناسب أتى في الوقت المناسب عندما اختار الظهير الأيمن الفرنسي »ليليان تورام« اللحظة الصحيحة لمساندة الهجوم، حيث سجّل المدافع الفرنسي هدفه الأول في مباراة دولية، قبل أن يعود لهز الشباك مرة ثانية ويضمن مكاناً لفرنسا في المباراة النهائية. أما مدينة مارسيليا، فقد عاشت على إيقاع مباراة نصف النهائي الأخرى بين البرازيل وهولندا، حيث كانت معنويات المنتخب البرتغالي عالية بعدما أقصى الفريق الأرجنتيني بفضل تسديدة متقنة للمهاجم »دينيس بيركامب«. وبعدما أحرز "رونالدو" التقدم لنجوم السامبا، تمكنت هولندا من تعديل النتيجة عن طريق »باتريك كلايفرت«. لكن البرازيل فازت في النهاية بركلات الترجيح، ليخرج الهولنديون مرة أخرى قُبيل الوصول إلى المباراة النهائية. اللقاء الترتيبي ... المركز الثالث لكرواتيا على حساب هولندا أحرزت كرواتيا المركز الثالث بفوزها على هولندا 2-1، سجل هدفي كرواتيا روبرت بروزنييكي في الدقيقة 13، ودافور سوكر في الدقيقة 35، وهدف هولندا بودوين زندن في الدقيقة 21. اللقاء النهائي ... فرنسا تجرد البرازيل من تاجها وتتوج بطلة العالم وكان يوم الثاني عشر من جويلية »يوم مجد« بالنسبة للفرنسيين. فقد بدأت المباراة النهائية بلغز محير، حيث تأخّر مسؤولو الفريق البرازيلي في إدراج اسم »رونالدو« في قائمة اللاعبين بدل »إدموندو«، حيث أشارت بعض التقارير إلى أن عارضاً صحياً ألمّ بنجم منتخب السامبا قُبيل النهائي. وكان أداء رونالدو باهتاً في المباراة الحاسمة، حيث ظهر اللاعب بمستوى بعيد كل البعد عما عرف عنه. أما المنتخب الفرنسي، فرغم غياب "بلان" بسبب الإيقاف، إلا أنه سيطر على زمام الأمور بعد فترة قصيرة من انطلاق المباراة. وبفضل رأسيّتين اثنتين للنجم "زيدان" من ضربتين ركنيتين، انتهى الشوط الأول بتقدّم أصحاب الأرض على نجوم السامبا بهدفين نظيفين. ورغم طرد الفرنسي »مارسيل ديساييه« في الشوط الثاني، إلا أن فريق المدرب الفرنسي »إيمي جاكي« نجح في إحراز هدف ثالث من هجمة مرتدة أنهاها »إيمانويل بيتي« في شباك البرازيليين، على بعد دقيقة واحدة من انتهاء الوقت الأصلي للمباراة. وانطلقت الاحتفالات في كل أرجاء فرنسا مباشرة بعد صافرة النهاية التي أطلقها الحكم المغربي الراحل سعيد بلقولة، والذي دخل التاريخ بكونه أول أفريقي يقود مباراة نهائية في كأس العالم. قصة المونديال (الحلقة الخامسة والعشرين)