حينما بدأت شعبية كرة قدم بالازدياد في مختلف أنحاء العالم مع نهاية القرن، اعتبرت كرياضة استعراضية ''بدون منح أوسمة'' في أولمبياد عام 1900 وعام 1904؛ إلى أن أصبحت كرة القدم منافسة رسمية في الألعاب الأولمبية منذ الأولمبياد الصيفي لعام .1908 وكان الحدث، المخطط من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم، للاعبين الهواة فقط، وقد اعتبرت كرة القدم كلعبة استعراضية وليست رياضة تنافسية، وفي عامي 1908 و1912ربحت بريطانيا العظمى ''المتمثلة بمنتخب إنجلترا لكرة القدم الهاوي'' في الحدث. تاريخ كأس العالم يبدأ في عام 1904 بعد أن تأسس اتحاد كرة القدم العالمي ''الفيفا'' عام ,1904 وكانت هنالك محاولة من قبل الاتحاد لتنظيم بطولة كرة قدم دولية بين الأمم خارج الإطار الأولمبي في سويسرا عام ,1906 وقد كانت هذه البداية الأولى لكرة القدم الدولية. ومع استمرار الحدث الأولمبي بقيام المباريات بين الفرق الهاوية، نظم السير توماس ليبتون ''بطولة كأس السير توماس ليبتون'' في تورين عام ,1909 كانت بطولة ليبتون بين النوادي ''وليس المنتخبات الوطنية'' من مختلف الأمم، كل نادٍ منهم يمثل الدولة بكاملها. ووصفت المنافسة أحيانا بكأس العالم الأولى، وقد اقتصرت البطولة على الأندية المحترفة الأعلى من حيث المستوى، من إيطاليا وألمانيا وسويسرا، ولكن اتحاد كرة القدم الإنجليزي رفض أن يرتبط بالمنافسة وتجنب إرسال الأندية المحترفة، دعا ليبتون نادي ''غرب أوكلاند''، نادٍ هاوٍ من مقاطعة دورام، لتمثيل إنجلترا بدلا من ذلك، ربح غرب أوكلاند البطولة وعاد في عام 1911 للدفاع عن لقبه بنجاح، وقد أعطي الكأس إلى الأبد، بموجب قواعد المنافسة. وفي عام ,1914 وافق اتحاد كرة القدم العالمي على الاعتراف بالبطولة الأولمبية ك''بطولة كرة قدم عالمية للهواة''، وتحمل مسؤولية إدارة الحدث، هذا ما مهد الطريق لأول منافسة كرة قدم عابرة للقارات في العالم، وذلك في الألعاب الأولمبية الصيفية ,1920 حين تنافس عليها منتخب مصر لكرة القدم ''الذي أقصي من المباراة الأولى'' مع ثلاثة عشر منتخبا أوروبيا، وحينها ربح الميداليات الذهبية منتخب بلجيكا لكرة القدم. بعد ذلك فاز منتخب الأورغواي لكرة القدم ببطولات كرة القدم الأولمبية في عامي 1924 و,1928 ففي عام 1928 قرر اتحاد كرة القدم العالمي تنظيم بطولته الدولية الخاصة خارج نطاق الألعاب الأولمبية، مع كون الأوروغواي أبطال كرة القدم الرسميين آنذاك لمرتين، وللإحتفال بالذكرى المئوية لاستقلال الأوروغواي في عام ,1930 جعل اتحاد كرة القدم العالمي الأورغواي الدولة المضيفة لكأس العالم. في عام 1930 بالأورغواي، خطط رئيس اتحاد كرة القدم العالمي جول ريميه لبطولة كأس العالم التدشينية وتمت دعوة الاتحادات الوطنية للأمم المختارة لكي ترسل منتخبات تمثلها، لكن اختيار الأورغواي كمكان للمنافسة كان يعني سفراً طويلاً ومكلفاً عبر المحيط الأطلسي بالنسبة لأوروبا، وبالفعل، لم ترسل دولة أوروبية فريقاً حتى الشهرين السابقين لبداية المنافسة، في النهاية أقنع رميه منتخبات بلجيكا، وفرنسا، ورومانيا، ويوغسلافيا للقيام بالرحلة، ككل، شاركت 13 دولة في البطولة، سبعة منها من أمريكا الجنوبية، وأربع من أوروبا، واثنتين من أمريكا الشمالية. ولقد كانت البطولات الأولى من كأس العالم لكرة القدم الأكثر صعوبة بسبب مشكلات النقل بين القارات والحرب، وفي هذا السياق تم إلغاء بطولتي 1942 و1946 بسبب الحرب العالمية الثانية، وقد كانت بطولة كأس العالم لكرة القدم 1950 الأولى التي تشارك فيها الدول البريطانية، وقد انسحبت الفرق البريطانية من الفيفا في عام 1920 لأنهم رفضوا اللعب مع الدول التي حاربتهم في الحرب العالمية الأولى، وقد شهدت البطولة عودة منتخب الأوروغواي لكرة القدم بطل كأس العالم لكرة القدم ,1930 وقد فازت باللقب مرة أخرى. كأس العالم وعقد قران مع السياسة والاقتصاد ارتباط البطولة بالخلفيات السياسية والاقتصادية ليس غريبا عن نهائيات كأس العالم فقد رفض عدد من لاعبي المنتخب الهولندي وعلى رأسهم النجم الهولندي يوهان كرويف المشاركة مع منتخب بلادهم في مونديال الأرجنتين 1978 احتجاجا على النظام العسكري وغير الديمقراطي للدولة المضيفة للبطولة. وكانت مباراة إيران والولايات المتحدة في مونديال فرنسا عام 1998 مباراة سياسية بامتياز، فيما تميزت لقاءات ألمانيا مع الجارة اللدود انجلترا، وبدرجة اقل هولندا بالشحن المبالغ فيه بسبب ذكريات الحرب العالمية الثانية وانتهاكات النظام النازي. واعتبر الكثيرون مشاركة منتخب جنوب إفريقيا في مونديال فرنسا لأول 1998 تتويجا لخروج تلك البلاد مع الزعيم نلسن مانديلا من حقبة ''الابارتهايد'' ''الميز العنصري'' التي جعلت الدولة تعيش لسنوات في شبه عزلة عن المجتمع الدولي. لكن الأهم من كل تلك الحساسيات السياسية فإن الحسابات الاقتصادية كانت أكثر العوامل المؤثرة في تنظيم المونديال، لكن المونديال نفسه لم يكن يسلم من الدعاية وقد بدأها الايطاليون الذين فازوا بالكأس في دورتين متتاليتين 1934 و1938 ليمنحوا بذلك الشرعية السياسية لنظام موسوليني الفاشي قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية. ونهائيات كأس العالم 2006 كانت الأولى التي تحتضنها ألمانيا بعد توحيد شطريها الشرقي والغربي وقد اختيرت ألمانيا لاحتضان هذه المنافسات بطريقة تتحكم فيها الاعتبارات الاقتصادية والسياسية قبل الاعتبارات التقنية والرياضية بشكل واضح وغير مسبوق. يشار إلى أن الأجواء الاحتفالية التي تجري فيها نهائيات كأس العالم لكرة القدم والصور النمطية التي ساهمت وسائل الإعلام في إيجادها لدى المتلقي عبر تاريخ هذه المنافسات، تغطي بشكل غير بريء على الوظائف الاقتصادية والأبعاد السياسية والقيمية لهذه اللعبة، إذ كثيراً ما ينظر إلى الرياضة كدعامة للتنشئة الاجتماعية والتربية وتطوير القدرات الشخصية وهي وظائف حقيقية للأنشطة الرياضية، غير ان الأبعاد الاقتصادية والقيمية التي لا يسلط عليها الضوء بشكل كافٍ هي الأكثر تأثيراً والأكثر مدعاة للتساؤل. ولقد تجلى استعمال كرة القدم كمؤسسة للتنشئة الاجتماعية بشكل كبير في كيفية توظيف فرنسا لفوزها بكأس العالم لكرة القدم سنة ,1998 إذ تم تقديم هذا الفوز من طرف وسائل الاعلام الفرنسية كانتصار لقيم التعددية والتسامح والاندماج بين القوميات، إلاّ ان هذه المقاربة لم تساهم في الحقيقة إلاّ في التغطية على واقع العجز والإخفاق السياسي للحكومة الفرنسية وواقع البطالة والتهميش التي تعاني منه شبيبة الضواحي. وفي مناسبات عديدة حاولت فرنسا استعمال كرة قدم كوسيلة للترويج لسياستها الجديدة في التعامل مع الوافدين من المستعمرات السابقة، وقد كان فشل المباراة التي جمعت المنتخب الفرنسي بنظيره الجزائري سنة 2001 إحدى المحطات التجريبية لهذا الأسلوب، حيث حاولت فرنسا الترويج لوجهها الحضاري الداعي إلى رأب الصدع التاريخي والتصالح مع المستعمرات السابقة إلاّ ان هذه المباراة تحولت إلى مناسبة للاحتجاج على التاريخ الاستعماري لفرنسا وسياستها الداخلية. ان هذه التحولات جعلت من الجمعيات واللجان الرياضية كالفيفا واللجنة الدولية للألعاب الأولمبية مؤسسات ذات طبيعة شبه سياسية توازي المنظمات الدولية من حيث الحضور والتأثير في السياسة والعلاقات الدولية، وأصبح الدور الاستراتيجي لهذه اللعبة يدفع الدول الكبرى ومراكز القوى الاقتصادية للتدخل بكل ثقلها للتأثير في قرارات اللجان المتحكمة فيها وتستعمل بعض الأساليب اللاأخلاقية في التأثير عليها كالارتشاء والتزوير وغير ذلك. الفيفا..''غول كبير '' وليس جمعية خيرية يلاحظ كثير من المراقبين باستغراب كبير تغول الاتحاد الدولي لكرة القدم ''فيفا'' خلال العقدين الأخيرين وأصبح هيكلا يتمتع بنفوذ كبير ومهاب الجانب لا يختلف في ذلك عن أكبر الهيئات الدولية مثل مجلس الأمن الدولي أو محكمة العدل الدولية بلاهاي، بعد أن أصبحت دول العالم الفقيرة تقدم الكثير من التنازلات لطلب رضاه والتوقي من عقوباته، كما أصبح رئيسه جوزيف بلاتر شخصية تلاحقها الأضواء في كل مكان تطأه قدماه بل ويحتل هيبة زعيم دولة عظمى. ونحن نرى عندما افتتحت دورة كأس العالم بجنوب أفريقيا كيف أصبح العالم كله يتحدث بلغة الكرة وحتى المبادرات السياسية والمشاريع الاقتصادية توقفت أو كادت، بل وهناك مناسبات سياسية عديدة ألغيت لأنها تزامنت مع مجريات كأس العالم، وهذا دليل آخر على مدى تمكن هذه اللعبة من كافة المجالات والهيمنة عليها، أما على المستوى الاقتصادي والتجاري فقد أصبحت هذه المناسبة أياما من ذهب تضرب فيها الشركات والمؤسسات التجارية الضخمة ضربتها وتستطيع أن تبتز البشرية، إذ يلاحظ أن أي شيء له علاقة بكأس العالم يحتكر، بدءا من الكرة إلى أزياء اللاعبين والمزامير وصولا إلى الاحتكار التلفزي لنقل المباريات، فضلا عن عديد السلوكيات الأخرى التي لا علاقة لها من قريب أو من بعيد بكرة القدم، الرياضة الأكثر شعبية في التاريخ. ومن الطقوس الإقتصادية التي تصاحب أي دورة كثرة المحاذير والممنوعات، من ذلك أنه خلال أي دورة أصبح يمنع منعا باتا ترديد أغاني أو ألحان خاصة بإعلانات شركات غير راعية للمونديال، وذلك في المناطق المحيطة بالملاعب التي تشهد مباريات الفرق المشاركة، وهذه الإجراءات والمحاذير لا تضعها الدولة المضيفة وإنما تفرضها قوانين اتحاد الكرة العالمي ''الفيفا''، بما يكرس مدى نفوذه وهيمنته، وليصبح هذا الاتحاد الفيفا في السنوات الأخيرة عملاقا اقتصاديا، يمتد نفوذه إلى خارج البساط الأخضر وعالم الكرة، بل ويحظى بالكثير من الدعم من القوى الدولية المتنفذة لغايات أبعد ما تكون عن الرياضة. فهناك دول تتخذ من إلهاء العالم بكأس العالم ستارا لتصفية الحسابات والصراعات الإقليمية والعالمية، باستخدام القوة العسكرية والدعايات السياسية والدبلوماسية ايام تنظيم المباريات الرياضية العالمية، لأن الجميع يكون مشغولا بالألعاب فتشن الحروب وتنتهك الحرمات والسيادات للدول الصغيرة والفقيرة، ويلعب في ذلك ''الفيفا'' دورا مشبوها، من خلال مساهمته في سلب قلوب شعوب وأمم بكاملها لفائدة كرة القدم. ويُشبه بعض المتابعين حضور اتحاد الفيفا في بطولات كأس العالم بأنه ''قوة احتلال''، فالاتحاد يشترط في عقوده مع المدن المنظمة ضرب طوق تجاري حول الملاعب التي تجري عليها مباريات البطولة، فلا يحق لأي كيان اقتصادي أو سياسي التواجد بجوار الملاعب باستثناء الشركات الراعية للبطولة، على سبيل المثال ليس من المسموح جوار الملعب بيع أي مشروب سوى مشروب كوكاكولا، لأن شركة كوكاكولا إحدى الرعاة الرسميين. خناجر مسمومة تضرب مصداقية الفيفا تبقى التدخلات الخارجية في شؤونه أبرز المطاعن في صدقيته، كتدخل رؤساء الدول في العالم، والمافيات الاقتصادية في تسيير شؤون الاتحاد حسب الوجهة التي تريدها الجهات الضاغطة، وهو ما ينعكس سلبا في ظاهر كثيرة لا تخدم الإنسانية في شيء بل تزرع الكراهية من خلال الشغب والفوضى في الملاعب التي تنتج عن المشجعين الذين يدخلون ساحات الملاعب الخضراء ويعيثون فسادا وإفسادا، وترتكب في هذه الاضطرابات والقلاقل والجرائم الفردية والجماعية، وتنتشر العنصرية القومية والعرقية والدينية بين الفرق المتنافسة ذاتها، والمشجعين في المدرجات الممتلئة بالمتفرجين، ذلك يفجر حربا نفسية بين المتنافسين الرياضيين ودولهم وإعلامهم، ففي أعقاب الفشل نلاحظ الردح الإعلامي السوقي على مستوى الدول، فتسبب الرياضة العالمية وجع رأس شعبي وإعلامي كبير بين الفريقين المتنافسين فينقلبا إلى فريقين متخاصمين بعيدين عن الوداعة والود والمحبة، وتنشب الهرطقات والسب والشتائم الإعلامية بلا وجه حق، ولدينا في الوطن العربي نموذج غاية في الانحطاط هو ذلك الذي حصل بين مصر والجزائر. وتزداد المخاوف والرعب من الصدامات في الملاعب والشوارع بين المشجعين ليس فقط في أوقات تنظيم المباريات بل في جميع أيام السنة، فهذا يتعصب لفريق كذا وذاك يتعصب لفريق منافس أو مناهض، وتبرز الإشكالات والإشكاليات البغيضة بين الجانبين. وهناك التعصب لمنتخب أو فريق رياضي معين، وما ينجم عن ذلك من صراعات عرقية وقبلية بين أتباع الجنسية الواحدة والجنسيات المتعددة، وتسبب هذه النزاعات والصراعات والمشاجرات العديد من القتلى والجرحى من الرياضيين والمشجعين على السواء، وهذه السوءات ساهم الفيفا في تغذيتها، عن طريق جعل لعبة كرة القدم وسيلة للإلهاء المتعمد وقتل الوقت، فهذه الرياضة تستجلب انتباه مئات ملايين الناس، ويقضى الكثير من الناس جزءا من حياتهم في متابعة لعبة كرة القدم، سواء بين المنتخبات المحلية أو القارية أو الدولية، وهذا الوقت هو وقت ضائع من حياة الإنسان العامة. المشاركات العربية.. صفحة يلطخها السواد رغم قدم لعبة كرة القدم إلا أن كرة القدم العربية لم تحظ بالعديد من المشاركات في بطولات كأس العالم على مدار تاريخها ولكن المنتخبات العربية حققت حضورا بأكثر من فريق في البطولة منذ عام 1982 وحتى بطولة كأس العالم عام 2006 بألمانيا قبل أن تسفر التصفيات المؤهلة لمونديال 2010 عن أضعف حضور للكرة العربية في البطولة منذ نحو ثلاثة عقود، وإذا كانت المشاركات العربية في المونديال قد بدأت مبكرا وبالتحديد منذ مشاركة المنتخب المصري في البطولة الثانية عام 1934 بإيطاليا، فإن الكرة العربية لم تترك بصمتها الفعلية في المونديال إلا في بطولة 1978 بالأرجنتين وأيضا في سنة 1982 بإسبانيا. وشاركت مصر في مونديال 1934 قبل أن تغيب المنتخبات العربية عن البطولة على مدار 36 عاما لتعود بعدها من خلال المنتخب المغربي في مونديال 1970 بالمكسيك ثم المنتخب التونسي في مونديال 1978 بالأرجنتين، وكان الخروج المبكر هو مصير المنتخبات الثلاثة. في مونديال الأرجنتين 1978 شاركت تونس بنجوم كبار وضربت بقوة أمام المكسيك وحققت أول فوز عربي في نهائيات كأس العالم. وفي مونديال 1982 شارك المنتخب الجزائري بنجومه العمالقة رابح ماجر والأخضر بلومي وعصاد وغيرهم ممن سطروا للكرة العربية تاريخا في بطولات كأس العالم وكان بوسعهم الوصول للدور الثاني لولا المؤامرة التي حاكتها ألمانيا والنمسا سويا للإطاحة بمحاربي الصحراء في المونديال الإسباني. وفجر المنتخب الجزائري مفاجأة من العيار الثقيل في بداية مسيرته بالبطولة حيث تغلب على نظيره الألماني 2 / 1 ولكنه سقط في المباراة الثانية أمام نظيره النمساوي صفر/ 2 وعلى الرغم من فوزه في المباراة الثالثة على شيلي 3/ 2 لم يكن ذلك كافيا لعبوره الدور الأول بسبب نتيجة مباراة ألمانيا مع النمسا والتي أطاحت بالجزائريين من البطولة، وفي نفس البطولة، شارك المنتخب الكويتي ولكنه خرج صفر اليدين. وشهد مونديال 1986 تأهل ثلاثة منتخبات إلى النهائيات للمرة الأولى حيث شارك في البطولة منتخبات المغرب والجزائر والعراق، وحاول المنتخب الجزائري تكرار مفاجآت مونديال 1982 ولكنه فشل مجددا في عبور الدور الأول فخرج صفر اليدين. المونديال الأسمر.. وأسباب مشاركة عربية هزيلة يحمل المنتخب الجزائري بمفرده لواء كرة القدم العربية في مونديال جنوب إفريقيا بعدما فشلت جميع المنتخبات العربية في التصفيات. وتعتبر مشاركة الكرة العربية في جنوب إفريقيا، أول بطولة كأس عالم للكبار في القارة السمراء، هزيلة للغاية، حيث ستشهد البطولة أقل عدد من الفرق العربية في النهائيات على مدار بطولات كأس العالم منذ عام 1978 عندما كان إجمالي عدد منتخبات البطولة 16 منتخبا فقط، وعلى مدار سبع بطولات أقيمت بعد ذلك نجحت عدة منتخبات عربية في حجز مقاعدها بالنهائيات مثل تونس والسعودية ومصر والمغرب والإمارات. ويقول المحللون إن المشكلة الرئيسية التي تواجه عددا من الدول العربية، أن هذه الدول ليس لديها القاعدة العريضة من اللاعبين التي تختار منها لاعبي المنتخبات. وتحرص بعض الدول العربية مثل قطر والبحرين على السعي وراء اكتشاف بعض المواهب في القارة الأفريقية وتجنيسها من أجل تدعيم منتخباتها، إن فشل المنتخبات العربية في التأهل لنهائيات كأس العالم 2010 هو مؤشر على على التراجع المخيف لكرة القدم العربية في وقت تتقدم فيه دول أخرى كانت نكرة في عالم الجلد المدور. ولم يقتصر الفشل العربي في لعبة كرة القدم على تقلص عدد المنتخبات العربية التي تصل إلى النهائيات إلى ادنى مستوى لها إنما لاحقها الفشل حتى في الحصول على فرصة تنظيم هذا الحدث الرياضي الأضخم على المستوى العالمي، وخسر المغرب سباق التنظيم 4 مرات في 1994 و1998 و2006 ثم 2010 التي حصلت جنوب إفريقيا على حق تنظيمها متفوقة أيضا على مصر، أثار فشل مصر في الحصول على صوت واحد من أصوات اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم ''الفيفا'' في التصويت الذي أجرى يوم السبت في زيوريخ، لاختيار الدولة التي ستستضيف نهائيات كأس العالم ,2010 ضجة كبيرة في البلاد التي تتباهى بتاريخها وحضارتها. وفازت جنوب إفريقيا بحق استضافة الحدث الرياضي الكبير الذي يقام كل أربعة أعوام بعد حصولها على 14 صوتا من أعضاء اللجنة التنفيذية البالغ عددهم 24 عضوا مقابل عشرة أصوات للمغرب بينما لم تحصل مصر على أي صوت، ووجهت الصحف المصرية انتقادات شديدة لأعضاء اللجنة المسؤولة عن ملف مصر لاستضافة البطولة ووصفت الخسارة في التصويت ''بالفضيحة'' و''النكسة''، فأثناء التصويت على استضافة كأس العالم 2010 خرج الملف المصري من دائرة حسابات الفيفا بنتيجة عدت بمثابة الفضيحة الكبرى لمصر، بعد أن حصل على صفر من 24 صوتا ذهبوا بعدد 14 صوتا لجنوب إفريقيا و10 أصوات للمغرب. وأكد محللون مصريون أن تردي الأوضاع والتأخر بل والتدهور في أغلب المجالات في مصر كان السبب الرئيسي في مثل هذا الفشل الذريع. فخيبة مصر في استضافة المونديال لعام 2010 لا يمكن عزلها عن الخيبة التي تسود أجواء العمل السياسي العام في مصر، إن مشكلة الصفر في المونديال وفي الرياضة هي مشكلة الصفر في السياسة والإصلاح السياسي والاقتصادي وهي مشكلة غياب الرؤية للمستقبل، وتصويت ''الفيفا'' لم يكن على كرة القدم فقط بل كان على كل شئ، على الفشل العام الذي يصيب دواليب الحياة في مصر، فى كل الاتجاهات، ولقد جسد الحصول على هذا ''الصفر'' مشكلة مصرية حقيقية.