ووري الثرى جثمان الشيخ الراحل ناصر بن محمد المرموري أحد المراجع الدينية للمذهب الإباضي يوم الإثنين بمسقط رأسه بمدينة القرارة. وجرت مراسم الدفن في أجواء مهيبة بحضور وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد بوعبد الله غلام الله وولاة ولايات غرداية وورقلة والأغواط وسفير سلطنة عمان بالجزائر وحشود غفيرة من المشائخ وأعضاء حلقة العزابة والعلماء الأجلاء ووفود قدمت من عدة مناطق بالوطن. وأبرز وزير الشؤون الدينية والأوقاف في كلمته جانبا من مناقب الشيخ الراحل مؤكدا بأن الجزائر قد "فقدت برحيل الشيخ ناصر بن محمد المرموري واحدا من الوجوه الإسلامية البارزة". وبالمناسبة ألقى أحد أعضاء حلقة العزابة (أعلى هيئة دينية بالمذهب الإباضي) كلمة تأبينية أبرز فيها على الخصوص جانبا من بعض مناقب الشيخ الراحل الذي وهب حياته جلها لخدمة الإسلام والتعليم والوعظ والإرشاد. وكان الشيخ الجليل ناصر بن محمد المرموري الذي ولد سنة 1927 بمدينة القرارة رفيق درب مؤسس الحركة الإصلاحية في منطقة وادي ميزاب الشيخ العلامة الراحل إبراهيم بن عمر بيوض الذي لازمه جنبا إلى جنب في مسار إرساء الحركة الإصلاحية. ويعتبر الفقيد عضو مؤسس لمعهد الحياة بالقرارة سنة 1925 حيث تقلد عدة مسؤوليات على مستوى هذه المنارة العلمية كما ترأس منبر الوعظ والإرشاد بذات المعهد وتولى منصب مفتي المذهب الإباضي في الجزائر وفي العالم الإسلامي بعد وفاة الشيخ القطب إبراهيم بن عمر بيوض إبراهيم في 1981. وتولى الشيخ ناصر المرموري سنة 2004 إدارة معهد الحياة بالقرارة بعد رحيل الشيخ الشريفي سعيد المعروف ب"الشيخ عدون" ومسؤولية حلقة العزابة. وعرف عن الراحل الإجتهاد والعطاء الديني والعلمي المستمر حيث تولى لسنوات طويلة مهمة التدريس وتربية الأجيال. ويعد أحد رجالات وأعلام وأقطاب ومراجع العلم بالجزائر. وقد خلف الفقيد الذي وافته المنية ليلة الأحد إلى الإثنين بغرداية عن عمر يناهز 84 سنة إثر سكتة قلبية عدة مؤلفات دينية في الفقه الإباضي والشريعة الإسلامية عموما.