ووري فقيه الجزائر الشيخ العلامة محمد شارف، رحمه الله، الثرى، زوال أمس بمقبرة العالية بالعاصمة، وسط جو مهيب. حضر الجنازة إطارات وزارة الشؤون الدينية وأصدقاؤه وتلامذته وشخصيات وطنية، تجمّعوا بدار الإمام بالمحمدية قبل نقل جثمان الرّاحل إلى مثواه الأخير. انتقل إلى جوار ربّه فضيلة الشيخ العلامة محمد شارف، رحمه الله، فجر أمس الخميس، بمنزله الكائن ببئر التوتة، عن عمر يناهز 102 عام قضاها في التعلّم والتّعليم إلى أن وافته المنيّة رحمه الله. يعد الشيخ محمد شارف رحمه الله، الإمام السابق للجامع الكبير بالعاصمة ورئيس المجلس العلمي لولاية الجزائر، أحد أبرز الفقهاء المعاصرين بالجزائر، أفنى حياته في خدمة كتاب الله تعالى وحفظته، وتدريس الفقه المالكي وأصوله واللغة العربية وفنونها وسائر العلوم الشّرعية. وكان المُعلّم والشيخ والأب والمصلح والناصح لكل من عرفه. ولد الشيخ رحمه الله سنة 1325ه/ 1908م، في مدينة مليانة، ولاية عين الدفلى. وحفظ القرآن الكريم ولم يتجاوز عمره 12 سنة، وتلقّى مبادئ علوم اللغة والفقه بمسقط رأسه مليانة وببعض المناطق القريبة منها، ثمّ انتقل إلى الجزائر العاصمة فواصل تحصيله العلمي، وتعرّف على مشايخ نجب، أخذ عنهم ما كانت نفسه تصبو إليه من كمال. رحم الله الشيخ برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جنّاته مع الأنبياء والعلماء والصّالحين، وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان، وأن يُعوض الجزائر عن فقد عالمها خيرا، وأن يهيئ لهذه الأمة العلماء الصادقين الذين يرفعون راية العلم ويُبلّغون رسالات الله. وكان وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بوعبد الله غلام الله، أول المعزين لعائلة الشيخ رحمه الله، راجيا من الله عز وجل أن يتغمد روح الفقيد برحمته الواسعة، وأن يجزل له الثواب وحسن المآب، وأن يبوئه مقعد صدق ويفسح له مكانا عاليا في جنات النعيم مع الأبرار، وأن يلهم الجميع جميل الصبر والسلوان.