من الأمراض النفسية الأكثر شيوعاً اضطراب قلق الانفصال لدى الأطفال اضطرابات القلق هي نوع من الأمراض النفسية الأكثر شيوعاً في الوقت الحالي حيث يؤثر على 5-25 بالمائة من الأطفال في جميع أنحاء العالم. ومن هذه الاضطرابات اضطراب قلق الانفصال وهو يمثل نسبة كبيرة من الحالات المشخصة فيمكن أن تصل نسبة الإصابة بهذا المرض إلى 50بالمائة كما هو مدون في سجلات المصاح العقلية. وتعتبر اضطرابات القلق من أكثر الاضطرابات حدوثاً فتبلغ نسبة الإصابة به بين البالغين حوالي 7بالمائة. وتشير الأبحاث إلى أن 4.1بالمائة من الأطفال قد تتطور إصابتهم إلى مرحلة المرض السريري وأن معاناة ما يقارب ثلث هذه الحالات سوف تستمر إلى مرحلة البلوغ إن لم يتم معالجتها. وتستمر الأبحاث في اكتشاف ما إذا كان الميل المبكر للإصابة باضطراب قلق الانفصال عاملا خطيرا لتطور الاضطرابات العقلية خلال فترة المراهقة والبلوغ. ويحتمل أن نسبة أعلى من ذلك بكثير من الأطفال يعانون من حالات بسيطة من قلق الانفصال ولم يتم تشخيصهم فعليا. وقد وجدت دراسات متعددة أن معدلات الإصابة باضطراب قلق الانفصال أكبر عند الفتيات منها عند الفتيان وأن غياب الوالدين قد يزيد من احتمال الإصابة بهذا النوع من الاضطراب عند الفتيات. الأعراض قد تختلف الأعراض حسب ما يراها الأطفال وحسب سياقها وشدتها. بعض الأعراض الشائعة التي تظهر على الأطفال المصابين باضطراب قلق الانفصال قد تتضمن الضيق الشديد والقلق والخوف من فكرة أو حدث الانفصال التشبث بالوالدين والبكاء والإصابة بنوبات غضب والامتناع عن المشاركة في الأنشطة التي تتطلب الانفصال عن الشخص المقرب. الخوف من الأذى الذي قد يلحق بالشخص المقرب أو الشخص نفسه عند الانفصال إن حدث هذا الانفصال وكذا صعوبة النوم بدون وجود الشخص المقرب وكذلك رؤية كوابيس متكررة وأعراض عضوية تتضمن شكوى من آلام في البطن وغثيان أو صداع والتي قد تحدث أو لا تحدث في الواقع. الإرتباط العصبي تشير الأدلة الأولية إلى أن ازدياد نشاط لوزة المخيخ قد يترافق مع أعراض اضطراب قلق الانفصال. بالإضافة إلى أن هناك ارتباط بين العيوب الخلقية في مناطق الفص البطني والظهري من الفص الجبهي باضطرابات القلق لدى الأطفال وبالتالي فان العوامل التي تسهم في الاضطراب تشمل تفاعل العديد من العوامل البيولوجية والمعرفية والوراثية والبيئية والسلوكية بالاضافة إلى حالة الطفل المزاجية. السلوكيات الوالدية المفرطة إن هذا الأسلوب التربوي قد يثبط من استقلال الطفل ويفرض المزيد من التبعية الأبوية ويمكن أن يؤثر مزاج الطفل أيضا على الإصابة باضطراب قلق الانفصال.وقد تتم الإشارة إلى السلوكيات الخجولة والجبانة باسم الحالات المزاجية المكبوتة سلوكيا التي قد تواجه الطفل القلق عندما يكون في مكان غريب أو يقابل شخص غير مألوف.