ينزعج الكثير من المواطنين المتنقلين عبر اغلب مدن وأزقة العاصمة من بعض فئات المتسولين الذين انتشروا هنا وهناك بحيث راحت بعض الفئات إلى جذب استعطاف الناس عن طريق الكشف عن بعض أعضائها المبتورة والتي كانت محل إزعاج للمتنقلين سيما من رهفاء الحس الذين ينزعجون إلى تلك المناظر التي تمس مناطق حساسة من الجسد حتى منها ما يجلب الخجل، بحيث يظهر هؤلاء المتسولين نصف عراة والغريب في الأمر أنها أصبحت عادة التزم بها اغلب المتسولون من اجل كسب استعطاف الناس والتصدق عليهم، إلا أن اغلب المواطنين باتوا لا يصدقونهم بعد أن اضمحلت ثقتهم بهم، وما زاد من شكوكهم هو لجوء بعض هؤلاء إلى استغلال أوضاعهم وظروفهم الصحية ومنهم من راح حتى إلى بعض التمثيليات من اجل الاحتيال والنصب على المتصدقين. في هذا الصدد اقتربنا من بعض المواطنين فبينوا استياءهم من بعض المناظر التي باتت منتشرة بمختلف الشوارع ولم يسلم منها ولو زقاق واحد تجسدت في ظهور بعض المتسولين وهم نصف عراة مرادهم من ذلك الكشف عن تشوهاتهم الجسدية وكذا أعضائهم المبتورة إلى درجة أزعجت المتنقلين وجعلتهم يتنقلون وكلهم خوفا من اصطدامهم ببعض المناظر الخادشة للحياء أو حتى تلك التشوهات التي لا يقوى رهفاء الحس على مشاهدتها وربما قد تؤدي إلى هلع الأطفال وهم يتنقلون هنا وهناك. عن هذا قالت السيدة نصيرة أنها لا تقوى على مشاهدة تلك المناظر وهي تتنقل ومن سوء الحظ أنها كثرت في الوقت الحالي وأصبح الكل يتخذها كحيل لاصطياد المتصدقين وكسب شفاعتهم واستعطافهم لكن رأت انه بالعكس صار الناس يبتعدون عنهم بل أن المقدم على ذلك الفعل يعبر عن سلوكه غير السوي، لاسيما وان كان البتر قد لحق بمناطق حساسة ففي أوقات كثيرة تتجسد مناظر مخجلة لا يقوى المرء منا على الاصطدام بها مع الآخرين في الشارع. نفس ما راحت إليه السيدة رشيدة والتي قالت أن متسولو اليوم غابت عنهم كل القيم بعد أن لهثوا إلى السطو على جيوب المتصدقين ونجد منهم تلك الفئات التي استغلت بعض التشوهات الخلقية أو المكتسبة وراحت إلى إظهارها إلى عامة الناس مهما كانت المنطقة التي لحقها العيب الخلقي أو المكتسب حتى ولو كان إظهارها جالبا للخجل، فالمهم والاهم لدى بعض المتسولين هو الحصول على المال مهما كانت الوسيلة المستعملة حتى ولو كانت طرقا ملتوية لا تمت بصلة للأخلاق والسلوكات المهذبة. وما لاحظناه هو انزعاج الكثيرين من تلك السلوكات المخجلة التي ملأت طرقاتنا فذلك يكشف عن ذراعه المبتور والآخر عن رجله المبتورة والأخر عن بطنه وصدره.. حتى انقلبت طرقاتنا إلى شبه مصحات عمومية تقشعر بدن المرء لمجرد مصادفتها ناهيك عن فئات الأطفال الذين ينتابهم الهلع سيما وأنهم فئات تتميز برهافة الحس ومن شان تلك المناظر أن ترعبهم، لذلك وجب الكف عن تلك السلوكات، خاصة وان الشخص العاجز يتبين عجزه للكل من دون حاجة إلى التعري والكشف عنه والتشهير به فوق الأرصفة بالنظر إلى الإفرازات السلبية المنجرّة عن تلك السلوكات.