شاع التسول في مجتمعنا وهو في حالة تزايد سنة بعد أخرى ومورست فيه كل طرق الاحتيال والنصب بحيث لم يصبح يعبر عن المحتاج الحقيقي بل أن جل ممارسيه تميزوا بالانتهازية واحترفوه من باب النصب والخداع والحصول على عائدات من دون بذل أي جهد. وعلى الرغم من انتشارهم في كامل الأزقة كل يوم إلا أن تزايد عددهم وتضاعفه شيء ظاهر للعيان في يوم الجمعة لاسيما المتسولات اللواتي يقبعن بالمداخل الرئيسية للمساجد جماعات جماعات إلى درجة أصبح يتعذر فيها الدخول إلى المسجد من طرف المصلين، وما زاد من كارثية الوضع هو جلبهن لأطفالهن معهن بغرض كسب شفقة وحسرة الناس عليهم ومن ثمة انتفاعهم ببعض الصدقات كون أن الرضع والأطفال أصبحوا وسيلة في يدهم يحصدون عن طريقهم بعض العائدات. فالمار عبر المساجد يوم الجمعة يقابله منظرهن وهن مجتمعات بمدخله من مختلف الأعمار شابات وسيدات وعجائز التفوا هناك بغرض مدِّ يدهن، ولا تظهر منهن المحتاجة الحقيقية كون أن اغلب الناس فقدوا ثقتهم في تلك الفئات لاسيما بعد إمتهان التسول كحرفة من اجل الحصول على عائدات دون بذل أي جهد، ويتكرر نفس المظهر في اغلب المساجد المنتشرة عبر العاصمة في يوم الجمعة بجل المقاطعات بعد إجماع جل المتسولين على تغيير وجهتهم إلى هناك يوم الجمعة لجذب استعطاف الناس لاسيما وان هناك الكثير ممن يقبلون على التصدق في ذلك اليوم المبارك بالنظر إلى فضل التصدق في ذلك اليوم لكن الكم الهائل من المتسولات المجتمعات عبر اغلب المساجد تكاد لا تغطيه الصدقات المقدمة من ذوي البر والإحسان، إلى جانب أن مكوث بعض المتسولات عبر مداخل المساجد أصبحت بمثابة نقطة تؤرق المصلين وتزعجهم أثناء ولوجهم إلى المسجد بعد اصطفاف المتسولات الواحدة تلو الأخرى ناهيك عن تلك التي اختارت جلب أطفالها معها وأصبح ركن هؤلاء المتسولات إلى هناك يوم الجمعة بمثابة العادة التي لازمتهن منذ سنوات وتزايدت سنة بعد أخرى. مسجد بئر مراد رايس بالعاصمة هو من بين المساجد التي تشهد تلك الظاهرة فالمار من هناك يوم الجمعة يهيأ له أن هناك"وعدة" نظمت هناك بالنظر إلى الاصطفاف الشديد للمتسولات هناك من مختلف الأعمار سيدات وعجائز وحتى أوانس إلى درجة يُستعصى فيها على المصلين العبور لدخول المسجد بعد توافد العشرات من المتسولات ومكوثهن هناك قبل أداء الصلاة والى غاية نهايتها، وينتهزون في ذلك جموع المصلين من اجل التصدق عليهم فلو أن كل واحد منهم قدم مبلغ 10 دنانير فسيعود عليهم ذلك بمبالغ طائلة بالنظر إلى العدد الغفير من المصلين. اقتربنا من بعض المصلين فأظهروا غيظهم من مظهر تلك المتسولات وهن متجمعات هناك في منظر يندى له الجبين بغرض جمع الصدقات وذكروا انه بالنظر إلى تجمعهم الشديد على مستوى مدخل المسجد أصبح يستعصى على المصلين الوفود إليه واجبروا على تخطيهم في العديد من المرات من اجل العبور، كما أعلمنا الكل أن جلهن انتهازيات أبين إلا استبدال وجهتهن إلى المساجد يوم الجمعة لحصد الصدقات إلا أن الكل تيقن بخبايا ذلك العالم الغريب والعجيب وأصبح الكل يعزف عن التصدق عليهم إلا القليلون.