ندد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بكل تصرف يؤدي إلى الفتنة الطائفية في مصر ودعا مسلمي ومسيحيي البلاد وجميع الأطياف السياسية فيها إلى قطع دابر الفتن، وأهلها وإلى الحذر الشديد "من المؤامرات التي تحاك ضد أهداف الثورة"، لافتا إلى قوله تعالى "وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ". ودعا الاتحاد في بيانه مصر شعبا وحكومة إلى حل المشكلات المؤدية إلى الفتنة بأقصى سرعة، ووضع الآليات لعدم تكرارها· ورفض بشدة "استعمال العنف من أي فريق، أو حزب، أو جماعة"، معبرا عن ألمه مما حدث وما ترتب عليه من قتلى وجرحى· وشهدت منطقة إمبابة بمحافظة الجيزة مواجهات دامية بين مسلمين ومسيحيين، بسبب مشكلة لسيدة مسيحية اعتنقت الإسلام، قتل فيها 12 شخصا وأصيب أكثر من 230، في حين أصيب 16 شخصا في توتر بمحافظتي الجيزة والإسكندرية كما يعتصم مسيحيون أمام مبنى ماسبيرو بالقاهرة· ودعا الاتحاد أبناء مصر إلى الالتفاف حول الثوابت المشتركة والتحلي بروح التسامح، وأن يكون الحوار هو الأساس الوحيد لحل جميع المشاكل· ورأى أن "وحدة المصريين فريضة شرعية، ودينية، وضرورة عقلية وواقعية"· وناشد بيان الاتحاد جميع المصريين "التفرغ للتنمية والتقدم والحضارة ليعود إلى مصر دورها المنشود عربياً وإسلامياً ودولياً"· - نص البيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يدعو مصر إلى: - قطع دابر الفتن وأهلها، وإلى تقوية الوحدة الوطنية وعدم المساس بالنسيج المشترك· - بذل كل الجهود لتثبيت الأمن والاستقرار والازدهار من خلال دولة العدل والحرية والشورى (الديمقراطية)· - التفرغ للتنمية والتقدم وبناء الحضارة ليعود إلى مصر دورها المنشود عربياً وإسلامياً ودولياً· فقد هال الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وآلمه ما حدث في مصر بين بعض الإسلاميين، وبعض المسيحيين مما ترتب عليه سقوط عدد من القتلى والجرحى··· ومع أن الاتحاد على يقين بأن هذه الحادثة لن تؤثر على المسيرة المباركة التي رسمتها الثورة الشبابية، ولا على أهدافها، وغاياتها النبيلة فإن الاتحاد من منطلق حرصه الشديد على هذه الثورة المباركة وأهدافها النبيلة وغاياتها العظيمة يوجه الى مصر شعباً وثورة وحكومة ما يلي: 1- يندد الاتحاد بكل تصرف يؤدي إلى الفتنة الطائفية يمس أمن طرف آخر، ويعتبره أمراً خطيراً، ويعتبر الاتحاد إن هذه التصرفات عارضة لا يُمكن أن يُعبر عن المعدن الأصيل للشعب المصري الذي استطاع أن يظهر للعالم أجمع تحضره وقيمه العظيمة خلال أيام الثورة· ولذلك يدعو الاتحاد إلى حلها بأقصى سرعة، ووضع الآليات لعدم تكرارها· 2- يدعو الاتحاد الإخوة في مصر، مسلمين ومسيحيين، وجميع الأطياف السياسية إلى الحذر الشديد واليقظة من المؤامرات التي تحاك ضد أهداف الثورة بإشغالها بالفتن والمشاكل حتى لا تحقق الثورة أهدافها المرجوة، فقال تعالى (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ). ولذلك يدعوهم جميعأ إلى تقوية الوحدة الوطنية بكل الوسائل المتاحة، وإلى قطع دابر الفتن، وأهلها الذين يبذلون كل جهودهم لإفشال مقاصد الثورة وأهدافها، فقال تعالى (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ _ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ). 3- يرفض الاتحاد بشدة استعمال العنف من أي فريق، أو حزب، أو جماعة، ويدعو إلى أن يكون الحوار هو الأساس الوحيد لحل جميع المشاكل فقال تعالى (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ _ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)). فقد عاش المصريون مسلمين ومسيحيين في ظل الدولة الإسلامية التي حققت الاخوة والعدل والمساواة طوال عدة قرون، وتحملوا جميعأ أعباء التحرير والدفاع عن الوطن بدمائهم الغالية، ولذلك يرى الاتحاد أن وحدتهم فريضة شرعية، ودينية، وضرورة عقلية وواقعية (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا). 4- يدعو الاتحاد كل القوى الفاعلة بمصر الحبيبة وكل أبناء مصر إلى الالتفاف حول الثوابت المشتركة، وأن يتحلوا بروح التسامح والعيش المشترك· 5- يدعو الاتحاد جميع المصريين إلى بذل كل الجهود لتثبيت الأمن والاستقرار، والازدهار في بلدهم العزيز، وإلى تحقيق دولة العدل والحرية والشورى (الديمقراطية) ويناشدهم التفرغ للتنمية والتقدم والحضارة ليعود الى مصر دورها المنشود عربياً وإسلامياً ودولياً· (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ).