أقدم صبيحة أمس شابّ على إضرام النّار في جسده أمام مقرّ الدائرة بالجلفة، بعد أن أحضر قارورة من البنزين احتجاجا على أزمة السكن، وتسبّبت النّيران في إصابتة بحروق وصفت بالخطيرة جدّا· وحسب شهود عيان من قلب الحدث، فإن هذا الشابّ المدعو "ض·م" 29 سنة، والذي يقيم بحي عين أسرار بعاصمة الولاية وبطّال، قام بإضرام النّار في جسده بسبب الأوضاع المعيشية الصّعبة التي يعيشها، وكذا معاناته من أزمة السكن· وأوضحت مصادرنا أن الشابّ كان في حالة يرثى لها، إذ تجمهر طالبو السكن من الشباب من خلال هذه الحادثة أمام مقرّ الدائرة منتقدين بذلك التأخّر والتجاوزات التي قد تحدث على تعليق القائمة الإسمية للسكنات الاجتماعية، مشكّكين في نفس الوقت من التلاعب الذي قد ينجرّ عنها وطالبوا بذلك بالإفراج عنها في أقرب الآجال· وقد تدخّلت عناصر الدرك والأمن الوطنيين ومصالح الحماية المدنية إلى عين المكان لتهدئة الأوضاع، ومنع أيّ إنزلقات قد تحدث جرّاء هذه الحادثة، وفتحت بذلك تحقيقا معمّقا حول أسباب وملابسات القضية، في حين تمّ نقل على جناح السرعة هذا الشابّ إلى المؤسسة الاستشفائية لمصلحة الاستعجالات بالجلفة· وحسب مصادرنا من المستشفى، فإن هذا الأخير سيتمّ نقله إلى العاصمة بمستشفى الدويرة نظرا لخطورة الإصابة التي لحقته· في سياق ذي صلة، اعتصم أمس العشرات من سكان سيدي لعجال شمال ولاية الجلفة أمام الدائرة احتجاجا منهم على البطالة والسكن، ومنع الشباب المنضوي تحت المنظّمة الوطنية للشبيبة الجزائرية جميع الموظّفين من عمّال الدائرة من الدخول إلى مقرّ عملهم تنديدا منهم بما وصفوه بالتهميش والإقصاء الذي طالهم في مختلف المجالات· إذ طالب الشباب الغاضب من السلطات المحلّية والولائية بالنّظر في انشغالاتهم التي وصفوها بالمزرية، وهذا من خلال البطالة التي استفحلت بشكل رهيب في المنطقة، بالإضافة إلى مشكل السكن الذي يشكّل أحد أضلاعه الرئيسية·