مشاركون في ندوة تاريخية حول الشهيد: مسار سي الحواس تجسيد للوحدة الوطنية أجمع مشاركون في ندوة تاريخية نظمت أمس السبت حول الشهيد العقيد أحمد بن عبد الرزاق حمودة المعروف باسم سي الحواس احتضنتها بلدية مشونش بسكرة على أن المسار النضالي للشهيد يعد بمثابة تجسيد فعلي للوحدة الوطنية الجزائرية . وفي مداخلته خلال هذه الندوة المنظمة بمناسبة الذكرى ال60 لاستشهاد العقيد سي الحواس 1923/1959 بمعية العقيد عميروش 1926/1959 أوضح الدكتور مسعود فلوسي من جامعة باتنة بأن التوجه الوطني الذي تميز به سي الحواس جعل هدفه الأسمى هو توحيد الكلمة لطرد المحتل ونبذ الاعتبارات الجهوية والعصبية حيث كان معروفا بصرامته في التعامل مع من يحاول إثارة المشاكل في صفوف المجاهدين والشعب وكل مظاهر التفرقة اللفظية والمادية . وأضاف بأن الشهيد كان يدعو إلى اللحمة الوطنية حيث كان منفتحا على مختلف أطياف المجتمع الجزائري من خلال ربط علاقات متينة مع الجميع من منطقة الأوراس وغيرها واستطاع بعد فترة من محاربة الاستعمار بالمنطقة الثالثة للولاية الأولى التاريخية أن يؤسس للولاية السادسة التاريخية في الصحراء حيث جمع بين المجاهدين من مختلف الأرجاء . بدوره ذكر المجاهد عمار معاليم في شهادته بأن العقيد سي الحواس كان قد اتصل في بداية سنة 1955 بعدد من المناضلين بالصحراء لإطلاعهم على حقيقة العمل الثوري المسلح وأهمية تكاثف الجهود لتحرير الوطن إيمانا منه بأن كل التراب الجزائري لا يتجزأ لافتا الانتباه إلى أن سي الحواس نقل أفكاره بشأن الوحدة الوطنية إلى ضباط الولاية السادسة وكانت نقطة قوة ضاغطة في مفاوضات الاستقلال . وبنفس المناسبة أفاد المجاهد بلقاسم ديديش بأن الشهيد الذي انخرط في النضال السياسي في صفوف حركة انتصار الحريات الديمقراطية قبل الثورة ليلتحق بصفوفها سنة 1955 حيث كان متشبعا بالروح الوطنية ويحارب السياسة الاستعمارية في التفرقة بين الجزائريين وانعكس ذلك في تعامله مع المجاهدين من خلال منع التخاطب بالجهوية والعشائرية والعمل على القضاء على مظاهر الإقصاء والعنصرية . وتم ضمن مراسم إحياء الذكرى التي أشرفت عليها السلطات الولائية رفع العلم الوطني وتلاوة فاتحة الكتاب ووضع إكليل من الزهور ترحما على أرواح الشهداء بحضور جمع من أعضاء الأسرة الثورية والشباب قبل زيارة منزل الشهيد سي الحواس ببلدية مشونش. للتذكير بتاريخ 29 مارس من سنة 1959 وقع العقيدان عميروش وسي الحواس في اشتباك مع قوات العدو الفرنسي بجبل ثامر المسيلة تحول إلى معركة ضارية استشهدا فيها معا.