هاجم علماء دين سعوديون، وزارة التربية والتعليم لإجهاض أي تحرك محتمل لتعديل نظام الفصل الصارم بين الجنسين في المدارس منذ المرحلة الابتدائية. ورد رجال الدين بحدة بعد أن زار وزير التعليم السعودي الأمير فيصل بن عبد الله آل سعود مدرسة للبنات قبل أسبوعين، بينما زارت نائبته مدرسة للأولاد، حسب ما ذكرت وكالة أنباء رويترز. وكان وزير التعليم، الأمير فيصل بن عبد الله آل سعود، قد صرح سابقاً أن قرارات وزارته بخصوص دمج الطلاب في المرحلة الابتدائية وجميع القرارات الأخرى "قرارات عليا" يجب أن تنفذ، مشيراً إلى أن الجميع من أعلى الهرم في الدولة إلى المواطن العادي "هدفهم خدمة الوطن ورفعته"، حسب صحيفة "الوطن" السعودية. وقال محمد بن سفر الأسمري، وهو أحد رجال الدين في الجنوب، في رسالة مصورة بالفيديو هذا الأسبوع، إن البيانات الصادرة عن وزارة التعليم بشأن تشجيع الاختلاط بين الجنسين في المدارس وفي غيرها من الأماكن "تجرح الأذن ويرفضها العاقل؟"، وانتقد الأسمري وعدد آخر من رجال الدين في الرسالة تحدي بعض النساء مؤخراً لحالتهن في السعودية مثل حظر التصويت في الانتخابات وقيادة السيارات. وكانت مجموعة من المدارس في السعودية خاضت هذه السنة تجربة دمج طلاب الصف الأول والثاني مع بعضهما البعض، فيما اعتبر خبراء الطب النفسي أن دمج تدريس الأطفال في المرحلة الابتدائية، وإسناد المهام التعليمية إلى معلمات مهم جداً للأطفال في تكوينهم في المرحلة العمرية المبكرة. وانتقد كتاب رأي ومثقفون سعوديون هجمة رجال الدين على وزير التربية والتعليم، واعتبروا في مقالات متعددة، أن من قاموا بانتقاده والتجريح الشخصي به هم دعاة الانغلاق والتحجر، خصوصاً وأن الوزير يسير بالبلاد نحو الانفتاح والتحضر. النساء تحت رحمة الرجال وقال رجل دين آخر إن هناك من "يحاولون جر الأمة السعودية إلى الحضيض، بإثارة مسألة النساء". وقال إنهم يتصرفون كما لو كانت المرأة السعودية تعيش في حالة من القمع، بينما المرأة السعودية على العكس تعيش عيشة مكرمة. كما شن رجل الدين السوري محمد المنجد الذي يعيش في السعودية هجوماً قاسياً على مطالب المرأة الحقوقية، ووصفهن في تسجيل صوتي بث على "يوتوب" بأنهن " منافقات وفاسقات وأهل شرٍّ وكفر؟". وألقي القبض في وقت سابق هذا الأسبوع على الناشطة السعودية منال الشريف لقيادتها السيارة، بعد أن نشرت مقطعاً مصوراً بالفيديو على الموقع الإلكتروني "يوتوب" لنفسها وهي تقود سيارة، وجذبت انتباه الجماعات الحقوقية في أنحاء العالم. وقالت في الشريط المصور إن الأمهات محرومات من القيادة، لذا لا يمكنهن حتى توصيل صغارهن إلى المدارس، وأضافت أن النساء تحت رحمة الرجال في القيام بأكثر الرحلات أساسية. ويقود الملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل السعودية إصلاحات واسعة منذ توليه الحكم في 2005، وحقق نجاحاً على صعد مختلفة، مثل فتح أول جامعة علمية مختلطة، وهي جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية "كاويت" والتي أنشئت عام 2009 وتبعد قرابة 80 كلم عن مدينة جدة الساحلية. كما أمر الملك عبد الله في مارس بحزمة إصلاحات على مستوى الاقتصاد والتنمية والتعليم والإعلام بمليارات الريالات.