حنان قرقاش للمرة الرابعة على التوالي، استفاد عدد كبير من تلامذة وطلبة البكالوريا من جلسات الاسترخاء النفسي التي تنظمها كل سنة المنظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب، فبعد سنة 2008 ببوشاوي التي حققت نسبة نجاح بلغت 50 بالمائة، تلتها بنفس النسبة سنة 2009 ببوشاوي، ثم نسبة 70 بالمائة بحديقة التجارب بالحامة، يأمل المنظمون حسب رئيس المنظمة السيد عبد الكريم عبيدات أن تحقق المبادرة هذه السنة بالمركز الدولي للكشافة بسيدي فرج، نسبة اكبر من الطبعات السابقة، قد تصل إلى نحو 90 بالمائة. وتعتبر هذه المبادرة حسب محدثنا دائما، فرصة يستفيد فيها التلاميذ من جلسات استرخاء نفسي، تتضمن عدة جوانب، من خلال تمارين الاسترخاء، والنصائح العامة والإرشادات، التي تهدف في مجملها، إلى تخفيف الضغط والتوتر والعصبية لدى التلاميذ، وتمنحهم الهدوء والسكينة، وصفاء الذهن والتركيز، وهو أهم شيء يعمل عليه المؤطرون لهذه الجلسات من أساتذة ونفسانيين واجتماعيين ومربين وغيرهم، يعمل كل منهم ضمن مجاله، على تقديم كل ما يحتاج إليه الطالب المقبل على اجتياز امتحان البكالوريا، من نصائح تضمن له الدخول إلى الامتحان ببال صاف غير مشوش ومركز، إضافة إلى جعلهم يدركون أن امتحان البكالوريا هو مجرد امتحان كغيره من الامتحانات، ولا داعي أبدا لكل ذلك التوتر والضغط، الذي من شانه أن يؤثر سلبا في مرودهم وعملهم. وإضافة إلى التلاميذ، قال عبيدات أن المنظمة بادرت إلى تخصيص فضاء كذلك للأولياء، تقدم إليهم فيه مختلف النصائح والإرشادات والتعليمات عن كيفية التعامل مع أبنائهم المقبلين على اجتياز امتحان البكالوريا، وضرورة أن يقدموا لهم دعما نفسيا في المقام الأول، عبر عدم الضغط عليهم وتوتيرهم، أو جعلهم يشعرون بأنهم مطالبون بتحقيق انجاز عظيم، والاهم عدم مقارنتهم بالآخرين، كما تمكن المنظمون من جمع التلاميذ وأوليائهم في مكان واحد، وهو الأمر الذي لم يكن متاحا للكثيرين من قبل، لاسيما مع ما يتمتع به المكان من مناظر جميلة وطبيعية تبعث الراحة والهدوء والسعادة في النفس، وكلها عوامل تخدم الأولياء والتلاميذ على حد سواء. غير أن هذه العملية وان كانت قد جذبت اهتمام الكثير من التلاميذ والأولياء، إلا أنها تبقى للأسف مثلما صرح به السيد عبيدات ل"أخبار اليوم" منحصرة في تلاميذ العاصمة فحسب، متمنيا أن تلتفت بقية الجهات الوصية الأخرى والوزارات المعنية إلى هذه المبادرة، لتقدم لهم المزيد من الدعم والمساندة والإمكانيات، حتى يتمكنوا من فتحها أمام بقية تلاميذ الولايات الأخرى خاصة الولايات الداخلية والجنوبية، خصوصا الولايات التي تسجل نسب نجاح منخفضة، كي يمنح الجميع فرصة عادلة ومتساوية للمشاركة في امتحان البكالوريا، علما أن المنظمة ستحمل المبادرة أيضا لولاية الجلفة. وباقترابنا من أولياء التلاميذ، قالت إحدى الأمهات وهي والدة تلميذة بالقسم العلمي، أنهم كأولياء استفادوا كثيرا من هذه المبادرة، حيث قالت أنها وبعد مشاركته الأولى، لاحظت أن ابنتها أضحت تقدم المزيد من المجهودات في المنزل، فيما يخص المراجعة والحفظ، ورغم أنها كانت تشعر بكثير من الخوف والقلق والتوتر، إلا أنها بعد مشاركتها في هذه الجلسات، صارت تشعر بكثير من الهدوء والاسترخاء والصفاء، حتى بالنسبة إليهم كأولياء، فهموا أن الحالة النفسية لأبنائهم هي الأهم، مضيفة أنهم تعلموا كيفية التعامل مع أبنائهم، وعدم الضغط عليهم، وتوفير الأجواء الملائمة لهم، وتقديم كل المساعدة النفسية للازمة لهم. نفس الرأي شاركتها إياه، ولية تلميذة أخرى، التي قالت أنها بفضل هذه الجلسات أدركت مدى أهمية مساعدتها لابنتها ودعهما نفسيا، لاسيما وان ابنتها كثيرة القلق والتوتر، غير انه من خلال هذه الجلسات، أعجبت بالأمر وشعرت بكثير من الهدوء، وصارت تدرك أهمية التركيز ومواجهة الامتحان بنفسية هادئة وشجاعة، إضافة إلى اختيار الوجبات والنظام الغذائي المتوازن لهم خلال فترة التحضير للامتحانات وفترة الامتحانات نفسها. وتدوم جلسات الاسترخاء حوالي نصف ساعة إلى 45 دقيقة، وهي تضم أفواجاً من 10 تلاميذ، يقوم المؤطرون بالإشراف على توجيههم، وتقديم الكثير من الإرشادات والتقنيات لهم، ووسائل تساعدهم على المراجعة والحفظ، والتعامل مع الدروس وكذا مع ورقة الامتحان ومساعدتهم بشكل اكبر على تصفية ذهنهم وتنقيته، وزيادة معدل التركيز والانتباه لديهم، وهو ما وجدناه لدى التلميذة رمضاني هدى، تلميذة بثانوية محمد خوجة بالدويرة، التي قالت أنها أحست بكثير من التحسن والتغير نحو الأفضل، من خلال هذه الجلسات والنصائح النفسية المقدمة إليهم، وكل ما قدموه إليهم من عوامل ساعدتهم على تخفيف الضغط والتوتر والابتعاد عن مشاعر القلق والخوف التي كانت مسيطرة عليها في السابق فيما يخص البكالوريا. وابرز ما يتم تقدميه للتلاميذ خلال تلك الجلسات، تمارين استرخائية وتنفسية، ومجموعة من النصائح، حول كيفية التحضير للامتحان على كافة المراحل، بدءا من تحضير الهندام الملائم، والانتباه إلى كافة الوثائق، والتعامل مع المراقبين والأساتذة، والتركيز في ورقة الإجابة، والتعامل مع الأسئلة من الأسهل إلى الصعب ثم الأصعب، وعدم الارتباك أو التوتر والقلق، مهما كانت الظروف.