عبر عبد الكريم عبيدات رئيس المنظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب عن رغبته الكبيرة في أن توسع جلسات العلاج التي تنظمها كل سنة لطلبة البكالوريا على المستوى الوطني حتى يستفيد منها جميع الطلبة المقبلين على هذه الامتحانات المصيرية ، مشيرا أن عدد الطلبة المشاركين فيها قد بلغ خلال اليوم الأول 1795 طالبا توافدوا على حديقة الحامة التي تحتضن هذه الجلسات لهذه السنة من مختلف ولايات الوطن بحتا عن أسباب الهدوء و الراحة هروبا من الضغط الذي يتعرضون له خلال هذه الفترة والذي يؤثر في نفسيتهم و إجاباتهم فيما يدفع بالبعض إلى درجة الاكتئاب . كانت حديقة التجارب بالحامة نهاية الأسبوع الماضي قبلة للعديد من الطلبة المرشحين لنيل شهادة البكالوريا 2010 يقول عبيدات رئيس المنظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب من أجل الاستفادة من الجلسات الجماعية لعلاج القلق والتوتر النفسي الذي عادة ما ينتابهم قبل الامتحانات وخلالها و التي تقوم بتنظيمها ذات المنظمة للسنة الثانية على التوالي، حيث تعجب محدثنا من تلك الحشود التي تدفقت بشكل كبير لم يتمكن المشرفون على العملية استيعابه خاصة و أن الكثيرين قدموا من ولايات داخلية كورقلة وعنابة وقسنطينة وغيرها من الولايات، ومن المنتظرأن تكون هذه الجلسات الجماعية التي تُنظم كل سبت بداية من الأسبوع القادم ابتداء من التاسعة صباحا عكس الأسبوع الفارط الذي كانت فيه على الثانية زوالا فيما ستدوم إلى التاسع والعشرين من هذا الشهر خاصة وأن عدد الطلبة مرشح للزيادة. موسيقى "التيتانيك" لتهدئة الأعصاب وشهدت الحصة الأولى من الجلسات العلاجية الجماعية -يضيف عبيدات - إقبالا كبيرا واهتمام ملحوظ من طرف الطلبة الذين لم يترددوا لحظة في المشاركة في هذه الجلسات التي يشرف عليها طاقم متكون من 31 أستاذ منهم أخصائيون نفسانيون يضمنون تمارين وحركات رياضية استرخائية مع تقديم النصائح اللازمة تفيدهم في تحضيرهم للامتحانات وكذا مربين و أطباء عامون تجنبا لأي طارئ قد يتعرض له الطلبة،ولم يخف هؤلاء –يقول - إعجابهم بالتجربة التي يعيشها البعض منهم لأول مرة بينما سبق للبعض الآخر أن استفاد منها في السنة الماضية ،كما سجل آخرون يزاولون حاليا دراستهم الجامعية حضورهم إلى جانب الآخرين تأكيدا لهم على نجاعة هذه التجربة في تخليص المترشح من مختلف الضغوط النفسية التي يتعرض لها . وكانت الطبعتين السابقتين قد سجلت نسبة نجاح جيدة - فتلك التي نظمت سنة 2008 في غابة بوشاوي بلغت نسبة نجاحها 50 بالمائة ، أما سنة2009 فقدرت ب60 بالمائة و كانت قد احتضنتها بحيرة الرغاية ولم يكن من المتوقع أن تصل نسبة النجاح بين المشاركين فيها إلى59 بالمائة وهو ما شجع على إكمال المبادرة والتطلع هذه المرة إلى تحقيق نسبة نجاح تفوق تلك المحققة في السنوات الماضية. و كثيرا ما يتعرض أغلب المقبلين على الشهادات النهائية، وبشكل أخص، شهادة البكالوريا إلى حالة شديدة من الخوف والتشنج والتوتر وفقدان الثقة بالنفس أيّاما قبل الامتحان وحتى أثناءه، مما قد يؤثر سلبا على مستوى أدائهم وبالتالي على نتائجهم، ويساهم بشكل أكبر الأولياء في زيادة هذا التوتر بتذكيرهم في كل مرة بأنهم مقبلين على شهادة هامة وهي البكالوريا وعليه فإن التكفل النفسي بهم يصبح حاجة ملحة وعلى جميع المستويات الأسرية والمدرسية . حديقة الحامة تحتضن الطلبة وقد وقع الاختيار هذه السنة على حديقة التجارب الحامة بالعاصمة وهو الاختيار الذي يرجع إلى ما تتميز به الحديقة من مناظرطبيعية تبعت في النفس الراحة والهدوء وهما عاملان أساسيان في العلاج النفسي ، ناهيك عن شساعتها وهو الأمر الذي يسمح باستقبال أكبر عدد ممكن من طلبة البكالوريا مع أوليائهم الذين فضلوا مرافقتهم خلال هذه العملية وفي هذا الإطار أكد عبيدات أن التاسع والعشرين من هذا الشهر سيعرف إخضاع الأولياء ذاتهم للعلاج في مبادرة تهدف إلى توعيتهم بظروف أبنائهم للتخفيف منها. وعن كيفية التكفل بالطلبة المقبلين على الامتحانات أوضح لنا محدثنا أن الحصص المبرمجة تعلم الطالب كيفية تسيير الضغط النفسي والقلق والسلوك الواجب اعتماده لتفادي الخوف بالإضافة إلى تزويدهم بالنصائح البيداغوجية التي تسمح بتحقيق مراجعة جيدة، ووضعت تحت تصرف الطلبة خلال هذه الحصص العلاجية الجماعية التي ستتواصل طيلة شهر ماي الجاري أجهزة استرخاء حديثة تضمن لهم حركات رياضية استرخائية بالإضافة إلى حصص لتدليك العضلات والأنسجة العصبية وتمارين تنفسية وحصص موسيقية علاجية التي تساعد على التخلص من القلق والرفع من قدرة التركيز حيث يقسّم الطلبة إلى مجموعات تضم كل واحدة ما بين 10 إلى 20 طالبا يؤطرهم مختصون نفسانيون ويخضعونهم لتمارين وحركات في جلسات تدوم 45 دقيقة على أن لا تقل عن ال30 دقيقة تساعدهم على الاسترخاء والتركيز وتعلمهم الثقة في النفس ومكافحة الضغط النفسي. من جهة أخرى عبررئيس منظمة جمعيات رعاية الشباب عن أسفه من غياب الجهات المعنية عن هذه المناسبة الهامة بما في ذلك وزارة التربية الوطنية ووزارة التعليم الحالي والبحث العلمي ،إضافة إلى وزارة التضامن التي يناشدها توفير التجهيزات اللازمة لتعميم هذه التجربة على جميع ولايات الوطن مطالبا الجهات المعنية اغتنام هذه المبادرة من أجل تحقيق نسبة نجاح كبيرة في امتحانات شهادة البكالوريا.