أصبحت حديقة التجارب بالحامة منذ السبت الماضي قبلة لجموع الطلبة المرشحين لنيل شهادة البكالوريا 2010 حيث تنظم المنظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب الجلسات الجماعية لعلاج القلق والتوتر النفسي الذي عادة ما ينتابهم قبل الامتحانات وخلالها. وينتظر أن يشارك في هذه الجلسات الجماعية التي تُنظم كل ظهيرة سبت وتدوم شهرا كاملا ما يقارب 1775 طالبا تم تسجيلهم على مستوى مكاتب المنظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب في انتظار أن يتزايد العدد في الأيام المقبلة. وقد سجلت ''المساء'' خلال حضورها الحصة الأولى من الجلسات العلاجية الجماعية التي تميزت بإقبال كبير واهتمام ملحوظ من طرف الطلبة الذين لم يترددوا لحظة في المشاركة في هذه الجلسات التي يشرف عليها أساتذة مختصون وأخصائيون نفسانيون يضمنون تمارين وحركات رياضية استرخائية مع تقديم النصائح اللازمة تفيدهم في تحضيرهم للامتحانات. ولم يخف الطلبة الذين التقيناهم سعادتهم وإعجابهم بالتجربة التي يعيشها البعض منهم لأول مرة بينما سبق للبعض الآخر أن استفاد منها في السنة الماضية إلا أن طبعة هذا العام بالنسبة لهؤلاء أفضل بكثير وتعد بتحقيق نتائج أحسن خاصة وأنها تجري في وسط طبيعي خارق للعادة وروعة في الجمال. وقد وقع اختيار موقع هذه الجلسات النفسية هذه المرة على حديقة التجارب الحامة بالعاصمة وبعد أن احتضنت غابة بوشاوي الطبعة الأولى وبحيرة الرغاية الطبعة الثانية، وهو الاختيار الذي أرجعه المنظمون إلى ما يتميز به المكان من مناظر خلابة وطبيعية جميلة تبعث الطمأنينة والراحة في النفس، وبالتالي فإنها تساعد كثيرا في العلاج، ناهيك عن فساحة الموقع التي تسمح باستقبال أكبر عدد ممكن من طلبة البكالوريا الذين يقسّمون خلال تنفيذ البرنامج إلى مجموعات تضم كل واحدة ما بين 10 إلى 20 طالبا يؤطرهم مختصون نفسانيون ويخضعونهم لتمارين وحركات في جلسات تدوم 45 دقيقة على أن لا تقل عن ال30 دقيقة تساعدهم على الاسترخاء والتركيز وتعلمهم الثقة في النفس ومكافحة الضغط النفسي. ويأتي إصرار منظمي هذه المبادرة على تنظيمها للمرة الثالثة، بعد النجاح الذي حققته في الطبعتين السابقتين، حيث كشف رئيس المنظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب عبد الكريم عبيدات أن 95 بالمائة من الطلبة الذين استفادوا من حصص الاسترخاء والتحضير النفسي الموسم الفارط، تحصلوا على البكالوريا. ''لقد تفاجأنا كثيرا بالنتائج التي حققتها هذه التجربة ولم نكن نتوقع أن تصل نسبة النجاح بين المشاركين فيها إلى59 بالمائة وهو ما شجعنا على إكمال ما بدأناه، ونتطلع هذه المرة إلى أن نحقق نسبة نجاح تفوق تلك المحققة في السنة السابقة'' مضيفا ''لقد لمسنا فعالية هذه الجلسات وتأثيرها على مردود من استفادوا من تلك الجلسات، خاصة وأن معظم المقبلين على الشهادات النهائية، وبشكل أخص، شهادة البكالوريا تنتابهم حالة شديدة من الخوف والتشنج والتوتر وفقدان الثقة بالنفس أيّاما قبل الامتحان وحتى أثناءه، مما قد يؤثر سلبا على مستوى أدائهم وبالتالي على نتائجهم . وبهذا فإن عملية التكفل النفسي بهم تصبح أكثر من ضرورة وعلى جميع المستويات الأسرية والمدرسية وحتى الجمعوية. وكانت هذه الجلسات قد نظمت لأول مرة سنة 2008 بغابة بوشاوي حيث حققت نسبة نجاح قدرت ب50 بالمائة في أوساط الطلبة المشاركين وللمرة الثانية ارتفعت نسبة النجاح بين المشاركين في برنامج بحيرة الرغاية للسنة الماضية لتصل 60 بالمائة وتأمل المنظمة في تحقيق نسبة اكبر هذا العام. وعن كيفية التكفل بالطلبة المقبلين على الامتحانات أوضحت لنا أخصائية نفسانية من مستشفى القبة أن الحصص المبرمجة تعلم الطالب كيفية تسيير الضغط النفسي والقلق والسلوك الواجب اعتماده لتفادي الخوف بالإضافة إلى تزويدهم بالنصائح البيداغوجية التي تسمح بتحقيق مراجعة جيدة. ووضعت تحت تصرف الطلبة وخلال هذه الحصص العلاجية الجماعية التي ستتواصل طيلة شهر ماي الجاري لتنتهي قبل السادس من جوان المقبل موعد إجراء امتحانات شهادة البكالوريا من أجهزة استرخاء حديثة تضمن لهم حركات رياضية استرخائية بالإضافة إلى حصص لتدليك العضلات والأنسجة العصبية وتمارين تنفسية وحصص موسيقية علاجية التي تساعد على التخلص من القلق والرفع من قدرة التركيز. وحسب رئيس المنظمة عبد الكريم عبيدات فإن البرنامج المعتمد خلال هذه الجلسات يتكون أساسا من حركات جسدية مكيفة مع مختلف مناطق الضغط في الجسم والتي لها تأثير محدد على المخ كما يتضمن كذلك وضعيات استرخاء مركزة مستوحاة من اليوغا. وتجدر الإشارة إلى أن الموسم الأول للمبادرة عرف مشاركة 995 طالبا في البكالوريا و1295 مشاركا في الموسم الثاني. وينتظر حسب المشرفين على البرنامج الموجه للطلبة المقبلين على امتحانات شهادة البكالوريا وكذلك امتحانات نيل شهادة التعليم المتوسط إقبال المزيد من المهتمين كون أن العديد من الطلبة لم يعلموا بعد بوجود هذه الجلسات العلاجية الجماعية في حين وجه رئيس المنظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب صاحبة المبادرة عبد الكريم عبيدات نداء لوزارتي التربية الوطنية والتضامن الوطني يدعوهما إلى مساندة المبادرة ماليا ومرافقتها قصد تمكين جميع طلبة البكالوريا عبر كامل التراب الوطني من الاستفادة من مثل هذه الجلسات العلاجية المفيدة.