تدشن اليوم منتخبات المجموعة الرابعة المتكونة من ألمانيا وغانا وصربيا وأستراليا نهائيات كأس العالم المقامة حاليا بجنوب إفريقيا، وتبدو مهمة المنتخب الألماني جد مريحة لكسب نقاط اللقاء من خلال مواجهته للمنتخب الأسترالي، فيما تجمع المباراة الثانية بين المنتخبين الغاني والمنتخب الصربي. يرشح التقنيون والاختصاصيون المنتخب الألماني لدخول عرس جنوب إفريقيا الكروي العالمي من أبوابه الواسعة، كون منافسه المنتخب الأسترالي في متناول كتيبة المدرب لوف، فحتى وإن كانت مباريات كرة القدم لا تخضع إلى المنطق، إلا أن عامل المفاجأة يبقى مستبعدا، بالنظر إلى قوة المنتخب الألماني بقيادة هداف المونديال الأخير كلوزه. ألمانيا - أستراليا (اليوم على سا 19.30) ستكون »مصداقية« ألمانيا على المحك عندما تبدأ مشوارها في مونديال جنوب أفريقيا 2010 غداً الأحد على ملعب »دوربن ستاديوم« في مواجهة أستراليا وذلك في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثالثة التي تضم صربيا وغانا أيضاً. ألمانيا بدون بالاك يدخل المانشافت إلى النهائيات الأولى في القارة السمراء دون قائده مايكل بالاك الذي تعرض للإصابة قبيل سفر منتخب بلاده إلى جنوب أفريقيا وذلك خلال نهائي مسابقة كأس إنجلترا بين فريقه تشلسي وبورتسموث بعد تدخل قوي من كيفن برينس- بواتنغ الذي سيدافع عن ألوان غانا في المونديال الأفريقي بعد أن لعب مع منتخب ألمانيا للشباب. فيليب لام قائد الماكينات سيتولى ظهير أيمن بايرن ميونيخ فيليب لام مهمة ارتداء شارة القائد خلال الحملة السابعة عشرة للمنتخب الألماني في تاريخه الذي يتضمن ثلاثة ألقاب توّج بها أعوام 1954 في سويسرا و1974 على أرضه و1990 في إيطاليا. لاعبو ألمانيا بمعنويات مرتفعة يدخل الألمان إلى المونديال بمعنويات جيدة بعدما حققوا ثلاثة انتصارات ودية تحضيرا للعرس الكروي، آخرها على المنتخب البوسني القوي 3-1. من المؤكد أن ألمانيا هي دائما من المنتخبات الحاضرة بقوة في النهائيات وتعتبر من المرشحين التقليديين للفوز باللقب العالمي وحتى وإن كانت في »أسوأ أيامها« وأبرز دليل على ذلك وصولها إلى نهائي 2002 رغم المستوى المتواضع الذي ظهرت به قبيل البطولة، ثم وصولها إلى نصف نهائي 2006 حين خسرت أمام إيطاليا بطلة العالم صفر-2 بعد التمديد. أستراليا أمام اختبار حقيقي وستكون مباراة الأحد أمام المنتخب الأسترالي الذي كان ضحية المنتخب الإيطالي أيضا قبل أربع سنوات عندما خرج على يد »الأزوري« من الدور الثاني في مشاركته الثانية بعد 1974 في ألمانيا أيضاً، الاختبار الذي يعطي فكرة واضحة عن مدى استعداد المنتخب الشاب لكي يقارع الكبار الآخرين على اللقب لأن منافسه »سوكيروس« يعتبر من المنتخبات التي لا يستهان بها على الإطلاق. أستراليا قوة صاعدة في كرة القدم تطورت كرة القدم كثيراً في أستراليا منذ النسخة الأخيرة في ألمانيا، لكنها لم تتمكن حتى الآن من منافسة لعبة الركبي أو الكريكيت، رغم أن معدل حضور المباريات في الدوري المحلي (11 ألف متفرج) يرتفع مقارنة مع المواسم الماضية. ويعتمد الاتحاد الأسترالي على انضمام البلاد إلى كنف الاتحاد الآسيوي لرفع درجة احتكاك أنديته من خلال دوري أبطال آسيا منذ العام 2007. غوس هيدينك مدرب أستراليا محنك يشرف على المنتخب الأسترالي المدرب الهولندي بيم فيربيك (54 عاما) الذي سار على خطى مُعلمه الهولندي »غوس هيدينك« وأوصل »سوكيروس« إلى المونديال الثاني على التوالي والثالث في تاريخه. لكن فيربيك الذي قاد منتخب أستراليا إلى المركز الرابع عشر في تصنيف المنتخبات وذلك للمرة الأولى في تاريخه في سبتمبر الماضي والذي ينتهي عقده مع الاتحاد الأسترالي بعد المونديال مباشرة، قال: »أن تكون مدربا لمنتخب أستراليا هو بدون أي شك أحد أصعب الوظائف في العالم. لماذا؟ حاولوا السفر نحو مليون كلم خلال عامين ونصف العام«، معتبراً أن بعد أستراليا الجغرافي كان سبباً رئيساً في اتخاذ قرار تخليه عن مهام تدريبها بعد مونديال 2010. كتيبة أستراليا كوكبة من اللاعبين المحترفين تعتمد أستراليا على كوكبة من اللاعبين المحترفين في أوروبا وخصوصا في بريطانيا يتقدمهم لاعب الوسط الهجومي تيم كاهيل نجم ايفرتون الانجليزي، والمهاجم المخضرم هاري كيويل الذي حط رحاله مع غلطة سراي التركي بعد تجربة انجليزية ناجحة ومعاناة مع الإصابات. ويبرز في صفوف المنتخب الأسترالي، بريت ايمرتون على الجهة اليمنى، ثنائي الوسط فنس غريلا وجايسون كولينا، والمدافع الصلب لوكاس نيل والحارس المخضرم مارك شفارتسر الذي حافظ على نظافة شباكه في سبع مباريات متتالية في التصفيات. وينحدر شفارتسر (37 عاما) الذي أمضى معظم مسيرته محترفا مع ميدلزبره الانجليزي، من أصول ألمانية وهو استهل مسيرته خارج البلاد مع ناديي دينامو دريسدن (1995) وكايزرسلاوترن (1996). ثاني مواجهة بين المنتخبين بعد مونديال 1974 ستكون مباراة أستراليا وألمانيا في مدينة دوربان، إعادة لمواجهتهما في مونديال 1974، حيث سيحاول أولاد أوقيانيا الثأر من ال»مانشافت« التي لعبت آنذاك تحت اسم ألمانياالغربية وتغلبت على »سوكيروس« 3-صفر بأهداف من وولفغانغ أوفراث وبرند كولمان وغيرد مولر قبل أن يسلك الأخير طريق إحراز اللقب الثاني في تاريخه. ألمانيا مرشح تقليدي للقب من المؤكد أن الترشيحات تصب في مصلحة ألمانيا التي تشارك بأصغر تشكيلة لها منذ 1934 وسجلها التاريخي في كأس العالم وفي كأس أوروبا يؤكد أنها من أعرق المنتخبات وأكثرها هيبة في العالم على مر السنوات. لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هل سيتأثر المانشافت في النسخة التاسعة عشرة من العرس الكروي بعامل افتقاد الغالبية العظمى من لاعبيه للخبرة المطلوبة من أجل الذهاب حتى النهاية في بطولة من هذا العيار. مفارقات في المنتخب الألماني المفارقة أن جيل المخضرمين في تشكيلة ألمانيا الأساسية يضم لام (26 عاماً) وشفاينشتايغر (25) وبير ميرتيساكر (25) ولوكاس بودولسكي (25 أيضاً). وهناك ثلاثة لاعبين فقط يتجاوزون حاجز ال26 عاما، وهم ميروسلاف كلوزه (31) وكاكاو (29) وأرنيه فريدريخ (31)، إضافة إلى الحارس الثالث هانز-يورغ بوت ( 36 عاماً). نجم ألمانيا خائف من الانطلاقة يرى بودولسكي أن هناك بعض الضغط الذي يترافق مع دخول منتخب بلاده إلى المباراة الأولى وهو مرشح للخروج فائزاً، مضيفا »لكننا سندخل إلى مبارياتنا الثلاث في المجموعة بثقة عالية ونريد بشدة أن نفوز بمباراتنا الافتتاحية. نعلم أن أستراليا ستلعب بطريقة دفاعية وسيكون علينا أن نحاول إيجاد الثغرة«.