قال رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة إسماعيل هنية أمس الثلاثاء إن الدولة الفلسطينية الموعودة "لا يمكن أن تأتي من بوابة المنّ" الأمريكي أو الغربي، مشدداً على أن شعوب المنطقة هي التي باتت تحدد المعادلة. ورأى هنية في كلمة له خلال افتتاح نصب تذكاري لشهداء أسطول الحرية (1) بميناء غزة ظهر أمس الثلاثاء أن "الدولة تتحقق بصمود هذا الشعب وبدمه وجهاده وتضحياته ومقاومته الباسلة ودعم شعوب الأمة العربية والإسلامية". وقال هنية، الذي يعتبر من أبرز قادة حماس في قطاع غزة، إن "التحالف الثلاثي الذي كان يحمي الاحتلال من زمن طويل بدأ يتهاوى"، مشيرًا إلى أن إيران خرجت من هذا التحالف منذ عقود من الزمن، فيما بدأت تركيا الخروج من هذا التحالف ثم مصر اخيراً. وأضاف "تركيا بقيادتها الجديدة وسياستها المعتمدة على حفظ كرامة الأمة بدأت تخرج عمليًا من هذا التحالف الذي كان يعتمد عليه الاحتلال، وأخيرًا الثورة المصرية أذهبت نظامًا للأسف عاش عقودا من الزمن لخدمة السياسة الأمريكية والإسرائيلية". ورأى أن مستقبل إسرائيل سيكون في "ظلام دامس"، وقال "المنطقة سوف تشهد خيرا كثيرا لقضية فلسطين وشعوب هذه المنطقة". وقال"نزيح اليوم الستار لنكتشف مرحلة جديدة، ونسدل الستار عن مرحلة مظلمة، كان للاحتلال اليد العليا، واليوم شعوب المنطقة هي التي تقرر، وما عادت تنتظر إشارة أو إذنا من أمريكا". وأشاد هنية بدور تركيا ومواقفها المشرفة مع الشعب الفلسطيني، وقال "تركيا اليوم في قلب الصورة وهذا الحدث الكبير، وأصبحت في تفاصيل السياسة اليومية، وفي اهتماماتنا نحن هنا على أرض فلسطين". وجدد هنية ثناءه على مصر، بعد قرارها بفتح معبر رفح البري بالرغم من أنه جاء في ظل ضغوطات أمريكية وإسرائيلية شديدة. وقال "هذا القرار تعبير عن إرادة حرة وتؤكد سيادة مصر على المعبر، ويعني عودة مصر كثقل استراتيجي في دعم القضية الفلسطينية". وأضاف "الشعب المصري- الذي لم يشارك يوما في حصار غزة بل شارك فيه الحكم المصري- هو الذي يقرر اليوم ولا يقبل إملاءات من أحد".