لاقى إتفاق المصالحة الفلسطينية الذي جرت أمس الاربعاء في القاهرة مراسم الاحتفال الرسمى بتوقيعه بين حركتي «فتح» و«حماس» بعد إنشقاق دام أربع سنوات ترحيبا داخليا ومن المجتمع الدولي الذي اعتبره خطوة تاريخية وهامة في مسار اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة المنشودة. وقد إحتضنت القاهرة أمس الحفل الرسمي باتفاق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الإنقسام الداخلي بين حركتي فتح وحماس بمشاركة رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل وذلك بعد توقيع الفصائل الفلسطينية ال11 على وثيقة المصالحة في العاصمة المصرية أمس الأول الثلاثاء. وبهذه المناسبة أكد كل من الرئيس محمود عباس والسيد خالد مشعل على ضرورة العمل على ترجمة اتفاق المصالحة الفلسطنية على أرض الواقع والسعي نحو اقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس. عباس يجدد رفضه للتهديدات الإسرائيلية وشدد الرئيس عباس في كلمة في بداية الاحتفال الرسمي باتفاق المصالحة الفلسطينية على رفضه للتهديدات الإسرائيلية لمنع إجراء المصالحة الفلسطينية التي تعتبر شأنا داخليا . ومن جانبه قال الناطق باسم حركة التحرير الفلسطيني «فتح» أحمد عساف أن الانقسام ''ألحق ضررا كبيرا بالشعب الفلسطيني وقضيته خصوصا في قطاع غزة حيث شوه صورة النضال الوطني والثورة التي كانت مدرسة وقدوة للثورات العالمية'' مبرزا أن هذه الصورة ''اهتزت بسبب الانقسام الأمر الذي أظهر الشعب الفلسطيني في صورة المختلف على السلطة وأعطى مبررا بأن الفلسطينيين غير جاهزين لحكم أنفسهم''. مشعل يؤكد على اقامة الدولة الفلسطينية وفي تصريح له قال خالد مشعل: إن حركة حماس قررت أن تدفع كل ثمن من أجل إتمام المصالحة وتحويل النصوص إلى واقع ومعركتنا مع الاحتلال وليس مع الفصائل داعيا الى ضرورة الإسراع في ترتيب البيت الداخلي في إطار السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، مضيفا ''نريد أن تكون لنا قيادة واحدة ومرجعية واحدة لأننا شعب واحد''. وشدد المسؤول على ''ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة على الضفة الغربية وقطاع غزة بدون مستوطنين وبدون التنازل عن شبر واحد وبدون التنازل عن حق العودة''. الشعب الفلسطيني يشارك قادته الفرحة ولم يتوان الشعب الفلسطيني عن مشاركة قادة بلاده فرحة الالتحام من جديد فخرج في مواكب كبيرة بالآلاف في مسيرات ابتهاجية في قطاع غزة والضفة الغربية وخاصة في ميادين وساحات مدينتي غزة ورام الله احتفالا بمراسم توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية. وذكرت تقارير اعلامية ان الفلسطينيين رددو هتافات وشعارات في العديد من الشوارع الرئيسية بمدينة غزة للتعبير عن فرحتهم بانهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية. الملك عبد الله والحريري يباركان إبرام الاتفاق وعلى الصعيد العربي رحب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بإبرام اتفاق المصالحة الوطنية والتي من شأنها كما قال أن تنهي الانقسام الفلسطيني وتوحد كلمة الشعب الفلسطيني . وقال الملك عبد الله الثاني خلال لقائه أمس مع شخصيات فلسطينية من الضفة الغربية وقطاع غزة: إن الأردن سيبقى المساند لكم وسيواصل الدعم السياسي والاقتصادي في المرحلة المقبلة وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الأرض الفلسطينية. كما أشاد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية سعد الحريري بالتوقيع على اتفاق المصالحة ووصفه في بيان له ب''الخطوة بالمباركة في المسار المطلوب لنضال الشعب الفلسطيني في سبيل حماية وحدته الوطنية وإقامة دولته المستقلة''. وإعتبر أيضا أن الاتفاق يضع حدا لمسلسل الانقسام والخلافات ويوفر أسباب الانتقال نحو مرحلة جديدة من العلاقات ترتكز إلى الحوار الداخلي وتؤسس لانشاء سلطة فلسطينية موحدة وحقيقية تكون قادرة على مواجهة التحديات والضغوط الإسرائيلية. وباركت الاماراتالمتحدة العربية من جهتها الاتفاق على لسان السيد محمد الظاهري سفير الإمارات لدى مصر الذي قال في تصريح له: ''نأمل في أن يشكل هذا الاتفاق قاعدة متينة لتوحيد الصف الفلسطيني وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في إنهاء الانقسام إلى غير رجعة ونبذ الخلافات الداخلية وتوحيد الجهود والقدرات حتى ينال حقوقه المشروعة''. منظمة المؤتمر الإسلامي: على أطراف الاتفاق تنفيذ بنوده وبدوره أثنى الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو على الاتفاق وقال: أنه إنجاز تاريخي من شأنه أن يعيد للقضية الفلسطينية زخمها وحضورها على الساحة الدولية بعد التراجع الذي شابها جراء الانقسام . واضاف أوغلو في بيان له: أنه على الفلسطينيين أن يتجاوزوا صفحة الخلافات السابقة داعيا أطراف الاتفاق إلى تنفيذ بنوده. السفارة الأمريكيةبالقاهرة: سنقيم الوضع فور تشكيل الحكومة وفي أول ردة فعل أمريكية أكدت السفارة الأمريكيةبالقاهرة أن الإدارة الأمريكية ''ستستمر في العمل مع الحكومة الفلسطينية الحالية وأنه سيتم تقييم الوضع حال تشكيل حكومة جديدة على أساس تكوينها وسياستها''. وأوضحت السفارة في بيان لها أمس: أن المفاوضات تعتبر الطريق الوحيد لكافة الأطراف لتحقيق طموحاتهم. مؤكدا أن ''واشنطن ستستمر في الضغط على كافة الأطراف لحل القضايا الجوهرية في إطار اتفاق السلام''. كما دعا الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي إلى دعم اتفاق المصالحة الذي يسمح لهما بالتنافس في الانتخابات الرئاسية والتشريعية في غضون عام. وكتب كارتر في صحيفة واشنطن بوست الأميركية أنه ''إذا دعمت الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي هذا الجهد فيمكنهما مساعدة الديمقراطية الفلسطينية وإرساء الأساس لدولة فلسطينية موحدة في الضفة الغربية وقطاع غزة يمكن أن تحقق سلام آمن مع إسرائيل''. ومن جهتها دعت الخارجية النمساوية بعد الترحيب باتفاق المصالحة الجانبين الفلسطينيين إلى التعاون مرة أخرى لمصلحة الشعب الفلسطيني بالكامل والعمل على بناء دولة قانون ديمقراطية على جميع الأراضي. وأعربت عن أملها في أن يؤدي توقيع اتفاقية المصالحة بين فتح وحماس إلى التغلب على حالة الجمود السياسي الذي أصاب عملية السلام في الشرق الأوسط وفتح آفاق أمال جديدة في المنطقة. قادة الفصائل الفلسطينية يحتفلون بالاتفاق وقبيل بدء الاحتفال الذي يدخل اتفاق المصالحة حيز التنفيذ عقد الرئيس الفلسطيني وخالد مشعل اجتماعا تشاوريا بحضور الامين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى ونائب رئيس الوزراء المصري السيد يحيى الجمل ووزير االخارجية المصري السيد نبيل العربى وعدد من الوزراء العرب، وذكرت مصادر فلسطينية ان الاجتماع استعرض تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية وسبل تنفيذ اتفاق المصالحة على الأرض والتشاور حول كافة المستجدات على الساحة الفلسطينية. وكانت الفصائل الفلسطينية وعددها 11 قد اتمت امس الأول التوقيع على وثيقة المصالحة الوطنية التي تنهي انقساما بين الفلسطينيين استمر أربعة أعوام واتخذ شكل قيادتين للعمل الوطني واحدة في الضفة الغربية والأخرى في قطاع غزة المحاصر. وقد وقع كل فصيل على حده خلال لقائه مع المسؤولين المصريين الذي يطلعونه على الاتفاق لابداء ملاحظاته وموقفه من نقاط الوثيقة للاخذ بها عند التطبيق . وكانت حركة فتح قد وقعت على وثيقة المصالحة الفلسطينية يوم 15 اكتوبر 2009 بينما وقعت حركة حماس على الوثيقة الاربعاء الماضي. لجنة عربية برئاسة مصرية من أجل متابعة تنفيذ الاتفاق من المقرر ان تبدأ مشاورات تشكيل الحكومة حسب الاتفاق، كما ستتوجه لجنة عربية برئاسة مصرية إلى الاراضي الفلسطينية من أجل تنفيذ الإتفاق على الارض وإزالة أي عقبات أمام تنفيذ بنوده خاصة المتعلقة بالشق الامني ودمج المؤسسات في الضفة وغزة. وينص الاتفاق على الافراج عن جميع المعتقليين من حماس في سجون السلطة ومعتقلي فتح فى سجون حماس فى قطاع غزة عقب التوقيع. وسيتم دعوة المجلس التشريعى لممارسة دوره التشريعى والرقابي في الضفة الغربيةوغزة . وكانت مصادر فلسطينية قد كشفت أن حركتي فتح وحماس توصلتا إلى تفاهم شفوي بضرورة استمرار التهدئة بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وإسرائيل بعد توقيع اتفاق المصالحة. وأوضحت تلك المصادر ان قيادة حركة حماس في دمشقوغزة أطلعت ممثلي الفصائل الأخرى على هذا التفاهم الشفوي والذي تم التوصل إليه للسماح للحكومة التي سيتم تشكيلها بعد الاتفاق النهائي على المصالحة بالقيام بعملية إعادة إعمار غزة وتسلم الأموال التي عرضتها الدول المانحة في اجتماع شرم الشيخ في فيفري 2009 والتي تزيد عن أربعة مليارات دولار. هنية يهاتف عباس ومشعل وشلح ويهنئهم بتوقيع اتفاق المصالحة هنأ رئيس الحكومة المقالة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس» في قطاع غزة إسماعيل هنية أمس الاربعاء القادة الفلسطينيين بالتوقيع على اتفاق المصالحة الفلسطينية. وقال مكتب هنية أن الأخير هاتف أمس الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان شلح وهنئهم بتوقيع اتفاق المصالحة. وكان هنية أعلن أن حكومته جاهزة لتنفيذ الاستحقاق المترتب على اتفاق المصالحة في إشارة إلى استقالة الحكومة.