ق. حنان في الوقت الذي تسجل فيه الجزائر نسبة كبيرة من الأطفال المدخنين، يبدو من المهم، التنبيه لبعض الخطوات والإرشادات الكفيلة بجعل الأولياء يحسنون التعامل مع هذه الآفة، ولعل أولى الخطوات هي معرفة سبب ميل بعض الأطفال والمراهقين للتدخين، حيث يقول الأخصائيون أن السبب يختلف من طفل لآخر ومن مراهق لآخر، غير انه وفي كل الحالات يلعب التقليد دورا هاما إضافة لبعض الأسباب الأخرى، ويكون تقليد أحد أو كلا الوالدين على رأس القائمة، كما أن بعض الأطفال والمراهقين يشعرون أنهم سيبدون أكثر جاذبية وهم يدخنون، أو قد يتوهم الطفل أن التدخين من علامات الرجولة والبلوغ والاستقلالية، ويظن البعض أن ذلك سيساعده على تخفيف الوزن، هذا ناهيك عن عدم ممارسة الطفل والمراهق لنشاطات ترفيهية كالرياضة ووجود الفراغ في حياته، الأمر الذي يدفعه إلى التدخين، ويمكن أن يتساءل الكثير من الأولياء عن الطريقة التي يحمون بها أطفالهم من التدخين، وفي ذلك يجيب الخبراء أيضا، بضرورة أن يكون الأب أو الأم المثل الأعلى للطفل، وتنبيهه لمخاطر التدخين، كجزء من تربية الطفل منذ الصغر وعدم انتظار مفاجأة أنه قد جرب التدخين، كما على الأولياء محاولة معرفة رأي الطفل والمراهق في التدخين بين وقت وآخر، وتجنب التلميح خلال مناقشة مخاطر التدخين لإمكانية معاقبة الطفل أو المراهق، مع تعزيز ثقة الطفل والمراهق بنفسه وتجنب التشديد على السلبيات. ويؤكد المختصون في المجال، على ضرورة اجعل الطفل ينخرط في نشاطات تبعده عن التفكير في التدخين، خاصة النشاطات الرياضية منها والانتباه للإعلانات التي تسوق للدخان وإفهام الطفل والمراهق أن الهدف منها ربحي فقط، مع اظهار مختلف الأضرار الخاصة بالتبغ رائحته ومضاره وتكلفته المادية، ولا يمكن الحديث عن كل هذا، دون الانتباه إلى ضرورة إقناع الطفل أو المراهق بعدم مصاحبة المدخنين، وجعل قاعدة التدخين ممنوع، قاعدة أساسية في المنزل. ويضيف الأخصائيون أن هنالك بعض المؤشرات التي يمكن ملاحظتها على الطفل والمراهق كعلامات لبدء محاولاته التدخين، وإذا كانت أول تلك العلامات هي رائحة ملابسه، فلا يجب الفزع واتهامه فورا، لكن سؤاله عن سبب رائحة ملابسه، فقد يكون مجالسا لأشخاص مدخنين أو انه قد جرب تدخين سيجارة واحدة، فلا يعني ذلك أنه سيصبح مدخنا، ولكن هناك بعض العلامات التي يمكن أن تجعل الأولياء يشكون في محاولات تدخين أطفالهم، ومن بينها السعال وضيق النفس، بحة الصوت، رائحة النفس المزعجة، تراجع اهتمامه بالرياضة، زيادة عدد مرات الرشح عنده وتصبغ أسنانه. وهنا يطرح الأولياء سؤالا مهما: ماذا علينا أن نفعل؟ والإجابة هي أن على الأب أو الأم العلم بأنه، حتى الهيئات المتخصصة قد تفشل في إقناع الطفل أو المراهق بالإقلاع عن التدخين، ولذلك ينصح الأولياء بمحاولة التركيز في بدء الأمر على تحسين التواصل مع الأبناء، وعدم اليأس من تكرار المحاولات وتقديم للطفل نشرات مكتوبة حول مخاطر التدخين، وإتباع ما سبق من نصائح وتوجيهات لإقناعه شيئا فشيئا بالتخلي عنه.