أوضح البروفيسور نافتي أن معطيات وزارة الصحة تشير إلى أن أكثر من نصف الرجال في الجزائر من المدخنين و40 بالمائة منهم من فئة المراهقين والشباب، وهي أرقام تنذر بالخطر المحدق بصحة الشباب الجزائري من الجنسين جراء التدخين، حيث بلغت نسبة النساء المدخنات 9 بالمائة محذرا في ذات الوقت من أضرار التدخين السلبي الذي لا تقل أخطاره عن الأول، إذ تشير الدراسات العلمية في مجال التدخين واستنشاق الشيشة أن هذه السلوكيات غير الصحية تسبب الموت المفاجئ للمريض، كما تتسبب في أنواع لا تحصى من الامراض أخطرها السرطان الرئوي والحنجرة. تمس ظاهرة التدخين في الجزائر كل فئات المجتمع وحسب آخر الإحصائيات الرسمية فهناك واحد من أصل كل اثنين ذكور يدخن، ما يمثل نسبة 44 بالمائة من مجموع الذكور فوق سن15، كما أن هناك مدخنة واحدة من أصل كل 10 نساء وهو ما يمثل نسبة 9 بالمائة عند الإناث، ورغم البيئة المحافظة للمجتمع الجزائري إلا أن انتشار التدخين أصبح ظاهرة تقلق المختصين والدولة على السواء ،نتيجة انغماس فئات مختلفة ومن الجنسين في هذا العالم الذي لا فائدة ترجى منه بالإضافة الى مخاطرها الكبيرة على الصحة العمومية والوفيات التي تسجل سنويا بسبب الامراض التي يحدثها التدخين، أخطرها السرطان إلا ان نداءات التوعية وحملات التحسيس لم تؤت ثمارها رغم معرفة المدمنين بخطورة السجائر. 5بالمائة من تلاميذ الابتدائي يدخنون أشار البروفيسور نافتي الى خطورة انتشار ظاهرة التدخين عند الأطفال حيث تشير الدراسات المنجزة من مختلف الهيئات الوطنية الى انتشار التدخين في الأوساط المدرسية بصورة كبيرة حسب نفس الأخصائي الذي ذكر أن التحقيق الميداني الذي أنجز من طرف الجمعية التي يترأسها على مستوى عينات من مدارس العاصمة في الأطوار الثلاثة كشف بأنه في الطور الأول هناك ما بين 3 إلى 5 بالمائة من المتمدرسين يدخنون، وفي الطور الثاني هناك ما بين 10 إلى 15 بالمائة يدخنون، وفي الطور الثالث هناك 20 بالمائة من التلاميذ يدخنون. وحذر البروفسور من خطورة استفحال ظاهرة التدخين وسط الشباب الجزائري وخاصة الاطفال منهم، حيث ذكر ان غياب الرقابة الأسرية وتمركز باعة السجائر في الطرقات ساهم في انتشار التدخين، كما أن العديد من الاطفال والمراهقين يعتبرون السيجارة عنوانا للرجولة دون ان يعوا ان إقدامهم المبكر جدا على تناول السيجارة يضاعف من إمكانية إصابتهم بأمراض لا تعد ولا تحصى، ويجب على المدارس والجمعيات الشبانية ان تقوم بحملات توعوية وسط تلاميذ المدارس لتبيان الخطر الحقيقي للسجائر والتدخين بأنواعه لإبعاد الاطفال عن دائرة المدخنين، كما ينصح المختصون الأولياء والمدرسين بتجنب التدخين أمام الاطفال، حيث يعمد الكثير منهم الى تقليد أولياءهم وإخوتهم الكبار وحتى أساتذتهم. س.ح