أثار دخول إضراب عمّال قطاع البريد والمواصلات استياء كبيرا لدى المواطنين، خاصّة وأنه جاء في وقت جدّ حسّاس، حيث ينتظر الملايين من العمّال والمتقاعدين الحصول على رواتبهم الشهرية، لا سيّما وأن الكثير منهم استنفدوا الرّاتب المالي لشهر أفريل الماضي. وما وقفنا عنده في مركز بريد مفتاح بالبليدة صبيحة أمس، ما هو إلاّ عيّنة وصورة حقيقية لمعاناة الملايين من المواطنين عبر أرجاء الوطن للحصول على رواتبهم الشهرية باصطدامهم بكلمة " نحن في إضراب. بعض المواطنين حاولوا استفسار العمّال عن سبب الإضراب والهدف منه، خاصّة في هذا الظرف الحسّاس، لكنهم صدموا بعبارة: " قالونا ما تخدموش... احنا ما نخدموش". "أخبار اليوم" اقتربت من إحدى الموظّفات بمركز بريد مفتاح لسؤالها حول فحوى هذا الإضراب فكان جوابها: "الإضراب حقّ أقرّه الدستور، فلو تمّت تلبية مطالبنا في وقت سابق لما دخلنا في هذا الإضراب، ولن نضع حدّا له إلاّ بعد تلبية جميع المطالب التي ننادي بها". ترى ما هي مطالب رجال البريد والمواصلات؟ تجيب نفس الموظّفة: "رفع الأجور وتحسين ظروف العمل". وإلى أن تجد هذه المطالب آذانا صاغية أو يضع عمّال البريد حدّا لإضرابهم، يبقى المواطن "الزّوالي" المتضرّر الأكبر كما هو حاله عند أيّ إضراب.