المجتمعون أكدوا على مركزية فلسطينوالقدس اختتام القمة الإسلامية بمكةالمكرمة *الرئاسة الفلسطينية: قرارات قمتي مكة انتصار للموقف الفلسطيني ورسالة لواشنطن أكد البيان الختامي للقمة الدورية لمنظمة التعاون الإسلامي -التي اختتمت أشغالها بمكةالمكرمة فجر أمس السبت- على مركزية القضية الفلسطينيةوالقدس الشريف وحق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة. ق.د/وكالات أدان البيان أي قرار غير قانوني وغير مسؤول بالاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال داعيا الدول الأعضاء إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة ضد الدول التي نقلت سفاراتها أو فتحت مكاتب تجارية لها في القدسالمحتلة. كما أدان ما اعتبرها اعتداءات تعرضت لها كل من المملكة العربية السعودية والإمارات. وقد خلت كلمات المشاركين في القمة من ذكر إيران واكتفت بالإشارة إلى شجب الدعم الخارجي الذي يتلقاه الحوثيون في اليمن والتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية. قضايا أخرى وفي الشأن السوري أكدت منظمة التعاون الإسلامي عدم اعترافها بأي قرار يستهدف تغيير الوضع القانوني والديمغرافي لمرتفعات الجولان السورية التي اعترف بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب كجزء من الاحتلال ونددت المنظمة في البيان الختامي بالوضع اللاإنساني الذي تعيشه أقلية الروهينغا المسلمة محملة حكومة ميانمار المسؤولية الكاملة عن حماية مواطنيها. كما أبدت قلقها من تصاعد الإسلاموفوبيا في أنحاء كثيرة من العالم وأدانت بأشد العبارات الممكنة الهجوم الإرهابي المروع والشنيع الذي ينضح بكراهية للإسلام والذي استهدف مصلين أبرياء في مسجد النور ومسجد لينوود في مدينة كرايس تشيرش بنيوزيلندا يوم 15 مارس 2019 . غيابات وقد غاب عن القمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومثّله وزير خارجيته مولود جاويش أوغلو الذي ناب عنه في تسليم رئاسة المنظمة الدورية للسعودية بعد استلامها عام 2016. كما غاب عنها الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي أعرب عن أسفه لعدم مشاركته فيها بسبب عدم احترام الأعراف المتعامل بها في دعوة الرؤساء . وقد جدد الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في كلمته في افتتاح القمة التأكيد على الرفض القاطع لأي إجراءات من شأنها المساس بالوضع التاريخي والقانوني للقدس الشريف. وعلق على تعرض سفن تجارية قرب المياه الإقليمية للإمارات لعمليات تخريب ومحطتي ضخ نفط في السعودية للهجوم معتبرا أن هذه الأعمال الإرهابية والتخريبية لا تستهدف السعودية ومنطقة الخليج فقط بل أمن الملاحة وإمدادات الطاقة للعالم. أما أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح فقال إن الوتيرة المتسارعة للتصعيد في المنطقة تنبئ بتداعيات خطيرة على الأمة واستقرارها مطالبا منظمة التعاون الإسلامي بالتعامل مع هذه الأوضاع بأقصى درجات الحيطة والحذر. دعم الصمود من جهته قال الملك الأردني عبد الله الثاني إن الفلسطينيين يواجهون ظروفاً اقتصادية صعبة تستدعي تكثيف الجهود لدعم صمودهم. وقال وزير الخارجية التركي إن منظمة التعاون الإسلامي ما زالت تعاني بعد 50 عاما من إنشائها تحديات معقدة تخص مستقبل قضية فلسطين ووضع القدس. وأضاف جاويش أوغلو أن قضية فلسطين ستبقى القضية الأساسية وأن أي صفقة سلام لا تنص على إنشاء دولة فلسطينية تقع على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف ستكون مرفوضة من منظمة التعاون. وبينما خلت كلمات معظم المشاركين والبيان الختامي من أي ذكر مباشر لإيران قال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير -خلال مؤتمر صحفي في ختام أعمال القمة- إن إيران تدعم الإرهاب وتتدخل في شؤون الدول الإسلامية وتسعى لنشر الطائفية. بدوره قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن اليمن لا يزال يعاني من جماعة الحوثي واستقوائها بما سماه الدعم الأجنبي. انتصار للموقف الفلسطيني ورسالة لواشنطن من جانبها اعتبرت الرئاسة الفلسطينية أمس السبت أن قرارات القمتين العربية والإسلامية اللتان عقدتا في مكةالمكرمة في السعودية اليومين الماضيين انتصار للموقف الفلسطيني ورسالة واضحة للإدارة الأمريكية . وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في تصريح نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) إن قرارات قمتي مكة شكلتا انتصارا للموقف الفلسطيني الثابت والواضح في وجه كل المؤامرات والمحاولات الرامية لتصفية قضيتنا الوطنية . وأضاف أبو ردينة أن تبني الامتين العربية والإسلامية للموقف الفلسطيني وجه رسالة شديدة الوضوح للإدارة الأمريكية ولإسرائيل أن الطريق الوحيد لتحقيق السلام الشامل والعادل هو عبر تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ورفض أي صفقة لا تنسجم مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967 . وتابع يجب أن يفهم الجميع بأن السلام طريقه واضح وعنوانه القيادة الشرعية للشعب الفلسطيني وليس عبر صفقات وهمية أو مشاريع اقتصادية لا تساوي الحبر الذي تكتب به . وأكد أبو ردينة أن القيادة الفلسطينية لم تفوض أحدا بالتكلم نيابة عنها أو باسم الشعب الفلسطيني ولن تقبل بأي مؤتمرات أو صفقات هدفها النيل من حقوق شعبنا . وشدد على أن حقوق الشعب الفلسطيني وثوابته وفي مقدمتها القدس بمقدساتها ليست للبيع أو المساومة والشعب الفلسطيني سينتصر مهما كان حجم التحديات والصعاب التي يواجهها . وختم الناطق بالقول إن الموقف الفلسطيني الشجاع الذي أكد عليه الرئيس محمود عباس في قمتي مكةالمكرمة بأننا لن نقبل ببيع القدس ولا بالتخلي عن ثوابتنا الوطنية هو موقف الاجماع الفلسطيني والعربي والدولي وموقف كل أحرار العالم في وجه الغطرسة والانحياز وتدمير الشرعية الدولية الذي تنتهجه الإدارة الأمريكية ومن ورائها الاحتلال الذي سينتهي عاجلا أم اجلا .