لقد مضى شهر رمضان فماذا فعلت؟ وماذا قدمت من خير؟! هل حافظت فيما مضى من هذا الشهر على الصلوات في المسجد؟! أم أن صلاة الفجر والعصر لم تحسب حسابهما؟ والآن تبقى الثلث الأخير من رمضان؟؟ قال تعالى ((إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابآ موقوتاً)) وقال: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى} ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة) متفق عليه ويقول ابن مسعود رضي الله عنه (من سمع المنادي فلم يجب لم يرد الله به خيراً) أيها الصائم.. وماذا فعلت في مجال الصدقة فيما مضى من هذا الشهر؟ هل أنفقت ؟ هل تصدقت ولو بشيء يسير؟ فكم من فقير ينتظر وكم من يتيم منكسر وكم من أرملة تتلهف فهل ستنفق وتتصدق فيما بقي من الشهر؟ خاصة وأنت تعلم قول المولى عز وجل (ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عبادة ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم) وتعلم قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله) أيها الصائم.. ترى ماذا فعلت مع القرآن الكريم في هذا الشهر؟! كم ختمته من مرة في العشرين يومآ الماضية؟ لا تقل أنك لم تختمه ولا مرة فإنها مصيبة فالذي لايختم في رمضان ففي غيره من باب أولى. أمامك الآن مايقارب عشرة أيام فهل ستراك تعوض مافات وتقبل على كتاب رب السموات قراءة وتدبرآ وتفهمآ؟! فمثلك لايجهل قول الله تعالى: {وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً} وقوله: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم}. وقول حبيبنا -صلى الله عليه وسلم- (اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعآ لأصحابه) رواه مسلم. أما سعد بن أبي وقاص فيقول: (من ختم القرآن نهارآ صلت عليه الملائكة حتى يمسي ومن ختمه ليلآ صلت عليه الملائكة حتى يصبح) أيها الصائم.. وفي مجال التوبة ماذا فعلت؟! هل عزمت فيما مضى من الشهر أن تتوب توبة صادقة عامة من جميع معاصيك؟ هل عاهدت ربك على تلك المعصية التي تراودها بين الفينة والأخرى هل عاهدته على الإقلاع عنها؟! إذا.. أمامك الفرصة الآن فلا تضيعها فمن لم يتب في شهر التوبة فمتى سيتوب؟ أمامك الجزء الأخير من رمضان فاربأ بنفسك.. الحق بالركب في الوقت بدل الضائع يا غافل