لقد مضى من شهر رمضان أكثر من 10 أيام فماذا فعلت؟ وماذا قدمت من خير؟! أيها الصائم لحظة.. من فضلك ! هل حافظت فيما مضى من هذا الشهر على الصلوات في المسجد؟! أم أن صلاة الفجر والعصر لم تحسب حسابهما؟ والآن تبقى الثلث الأخير من رمضان؟؟ قال تعالى ((إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابآ موقوتاً)) وقال : {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى} ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة) متفق عليه ويقول ابن مسعود رضي الله عنه (من سمع المنادي فلم يجب لم يرد الله به خيراً) أيها الصائم .. وماذا فعلت في مجال الصدقة فيما مضى من هذا الشهر؟؟ هل أنفقت ؟ هل تصدقت ولو بشيء يسير؟ فكم من فقير ينتظر وكم من يتيم منكسر وكم من أرملة تتلهف فهل ستنفق وتتصدق فيما بقي من الشهر؟ خاصة وأنت تعلم قول المولى عز وجل (ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عبادة ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم) وتعلم قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- : (الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله) ويقول عمر بن عبدالعزيز رحمه الله (الصلاة تبلغك نصف الطريق والصوم يبلغك باب الملك والصدقة تدخلك عليه) ويقول الإمام أحمد رحمه الله: (ظل المؤمن يوم القيامة صدقته) أيها الصائم .. ترى ماذا فعلت مع القرآن الكريم في هذا الشهر؟! كم ختمته من مرة في العشرين يومآ الماضية؟ لا تقل أنك لم تختمه ولا مرة فإنها مصيبة فالذي لايختم في رمضان ففي غيره من باب أولى. أمامك الآن مايقارب عشرة أيام فهل ستراك تعوض مافات وتقبل على كتاب رب السموات قراءة وتدبرا وتفهمآ؟! فمثلك لايجهل قول الله تعالى: {وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً} وقوله: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم}. وقول حبيبنا -صلى الله عليه وسلم- (اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعآ لأصحابه) رواه مسلم. أما سعد بن أبي وقاص فيقول: (من ختم القرآن نهارا صلت عليه الملائكة حتى يمسي ومن ختمه ليلا صلت عليه الملائكة حتى يصبح) أيها الصائم .. وفي مجال التوبة ماذا فعلت؟! هل عزمت فيما مضى من الشهر أن تتوب توبة صادقة عامة من جميع معاصيك؟ هل عاهدت ربك على تلك المعصية التي تراودها بين الفينة والأخرى هل عاهدته على الإقلاع عنها؟! إذا .. أمامك الفرصة الآن فلا تضيعها فمن لم يتب في شهر التوبة فمتى سيتوب؟ أمامك الجزء الأخير من رمضان فاربأ بنفسك.. قال سبحانه: {وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى} ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب في اليوم مائة مرة) رواه مسلم أيها الصائم.. قلي بربك ماذا فعلت في هذا الشهر مع قلبك؟؟ هل عالجته عن الحقد والحسد والبغضاء؟ هل طهرته من السمعة والرياء؟ هل صفيت قلبك لإخوانك المسلمين؟ هل حاولت أن يكون قلبك سليما؟ أخي ..لا تحزن لا يزال في الأمر متسع فعليك فيما بقي من الشهر أن تعالج قلبك ليكون سليما فقد قال الله تعالى: {لا تباغضوا ولاتحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا} متفق عليه. أيه الصائم .. لحظة من فضلك هل طلبت ممن تكلمت في أعراضهم أن يبيحوك ويسامحوك؟ ألم تخف دعوة مظلوم يرفعها الله فوق الغمام فيقول لأنصرنك ولو بعد حين؟ إن المسلم أقرب وألين ما يكون في رمضان فانطلق إلى أخيك واطلب السماح منه وستجد الصدر الرحب والقلب المتسع. (إنما المؤمنون أخوة). أيها الصائم.. مضى من الشهر أكثره فهل قمت بشيء من الدعوة إلى الله؟؟ هل نصحت مقصراً؟ هل أرشدت ضالاً؟ هل أنكرت منكراً؟ قال تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة}ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم- : (بلغوا عني ولو آية) فقدم ماتستطيع من الدعوة إلى الله. أخيراً أيها الصائم تذكر:.. العمرة في رمضان الاعتكاف ولو بعض الأيام إخراج زكاة أموالك صدقة الفطر ..