مختصون ينصحون بتجنب التوتر والقلق تلاميذ الباك يخوضون غمار الامتحان المصيري اليوم * تجند الأسر لمرافقة الأبناء نفسيا في فترة الامتحان بعد فترة عصيبة من المذاكرة والحفظ يخوض اليوم أزيد من 674 ألف مترشح غمار امتحان البكالوريا على المستوى الوطني وهو امتحان مصيري توليه الأسر أهمية بالغة وتتجند لمرافقة الأبناء من جميع النواحي بالنظر الى وقع الامتحان على نفسية التلاميذ وما يرافقه من توتر وقلق عاشتة العائلات قبل الامتحان لاسيما وان المذاكرة والتحضير للبكالوريا اقترن بشهر رمضان المعظم مما أفرز نوع من التعب والإجهاد للمقبلين على الامتحان. نسيمة خباجة يعد امتحان البكالوريا الذي سيجري ابتداء من اليوم امتحانا مصيريا وعادة ما يرافقه التوتر والقلق لدى المترشحين وهو الوضع الذي يتخوف منه الأولياء لأكثر من سبب. ويعاني العديد من المترشحين في هذه الفترة من الإجهاد والضغط والخوف من الفشل والتوتر المفرط يمنع الممتحنين من إطلاق طاقاتهم بالكامل حسبما ما يؤكده مختصون في البيداغوجيا النفسية. السكر وماء الزهر فأل للممتحنين دأبت العائلات الجزائرية على ممارسة بعض العادات والطقوس التي تقترن بفترة الامتحانات على غرار امتحان البكالوريا بحيث عادة ما يبدأ الممتحن يومه وقبل الذهاب الى قاعة الامتحان بتناول حبات من السكر مع ماء الزهر او الحليب أو شرب ماء زمزم للتخفيف من التوتر وهو ما اوضحته إحدى السيدات التي قالت انها ستقدم لابنها صبيحة الامتحان حبات من السكر وماء زمزم كفأل حسن لتخفيف توتره والتوكل على الله تعالى بعد جهد كبير في المراجعة. كما اتجه البعض قبل الامتحان الى ممارسة الرياضة والتأمل لتجاوز التوتر في محاولة للاقتراب بهدوء من هذا الامتحان المصيري وجعل كل الاسباب في صالحهم فبالنسبة لراضية التي ستجتاز البكالوريا شعبة العلوم التجريبية فرأت أن أفضل طريقة للتغلب على التوتر هي التأمل معترفة انها تقوم منذ أسبوع بمحاكاة تتخيل خلالها انها في غرفة فارغة لاجتياز الامتحان. وتضيف: عشنا الكثير من الضغط في هذا الوقت من العام وعلينا إيجاد مخرج مؤكدة أنها ابتعدت قبل الامتحان عن الاجهزة الإلكترونية حتى لا تزيد من التوتر . وفي مقارنة مع إخوتها الأكبر سنا الذين اجتازوا شهادة البكالوريا قبل عقد من الزمن قالت: الخطأ الذي يجب تجنبه في فترة الامتحان هو إجراء مراجعة مضاعفة والتركيز على النوم و الراحة . من جانبه اشار جيلالي الذي سيجتاز البكالوريا في شعبة اللغات الأجنبية إلى أهمية الثقة بالنفس خلال الأيام الأخيرة قبل الامتحان لافتا إلى أنه يلعب كرة القدم في وقت متأخر من اليوم رفقة مترشحين آخرين لاخراج كل الهواجس والمخاوف . وشدد هذا الشاب البالغ من العمر 17 عاما على أهمية بدء الامتحان جيدا خصوصا وأن الاختبار الأول في البرنامج ليس لديه معامل عال مقارنة بالمواد الأساسية في هذه الشعبة. تجند الأولياء طيلة أيام الامتحان فترة اجتياز الامتحان تكون أصعب على الأولياء بحيث يعملون جاهدا للتوفيق بين الحالة النفسية التلميذ والمواد الممتحنة بحيث يوفرون جو هادئا ويتجنبون طرح الأسئلة حول المواد التي اجتاز فيها الامتحان بل يقومون بتشجيع الأبناء في الاستمرار والعزيمة وتعويض كل هفوة في الامتحانات القادمة لاسيما وأن الامتحانات تدوم خمسة أيام. وعلى العموم فإن التوتر هو قوي من ناحية الأولياء أيضا مما يعزز فكرة أن البكالوريا غالبا ما تكون الأسرة بأكملها هي التي تجتازها . و بالنسبة لحسين الذي سيجتاز ابنه هذا الامتحان في شعبة اللغات فإن التوتر يظهر بمجرد بدء السنة الدراسية مؤكدا أن اجتياز الابناء لامتحان مصيري مثل هذا يتطلب من الاولياء التضحيات والصرامة . ويعترف هذا الاب الأربعيني أشعر بالتوتر ولكني لا أظهر لابني ذلك حتى لا أزعجه وقال إن الميزة الرئيسية للبكالوريا هي أنه امتحان يمتد على خمسة ايام مما يتطلب تجندا كبيرا لمواجهة أي احتمال .
الابتعاد عن التوتر لكسب الثقة حتى لو كان جزءًا من المشهد المدرسي العام فقد يكون للتوتر عواقب وخيمة للغاية على أداء المرشح مما يجعله يفقد ثقته بنفسه كما تؤكده الطبيبة النفسية بمديرية التربية شهيرة قاسمي. وأوضحت أن التوتر الذي يشعر به المترشح قبل أي امتحان يعد ظاهرة طبيعية إنه نوع من الآليات التي يطلقها الدماغ لتنبيهه إلى حالة تصور كحامل للخطر . وبالنسبة لها فإنه من الضروري للمرشح أن يتحدث عن ضغوطه خاصة مع والديه وأصدقائه وإلا فانه يمكن لهذه الضغوط أن تعرقله حسبما حذرت منه ذات المتحدثة التي دعت الآباء إلى عدم إظهار لأطفالهم أنهم هم أنفسهم متوترين. من الواضح أن الأولياء هم الذين يمارسون الضغط الأكبر على التلميذ لأنهم الأوائل المعنيين بأي حال من الأحوال بنجاح طفلهم أو فشله . فالتحضير الحقيقي لامتحان البكالوريا يجب أن يبدأ من الفصل الأول من العام وأكد من جهته كاديمي كامل أستاذ التاريخ والجغرافيا في ثانوية أول نوفمبر بالعطاف على أهمية الراحة والاستجمام خلال الأيام التي تسبق الامتحان. وأضاف أنه على التلميذ الراغب في الحصول على شهادة البكالوريا أن يعمل بجد ولكن غالبًا ما يتم فهم هذا الأمر بالخطأ من طرف التلاميذ الذين يجهدون انفسهم بالمراجعة من الصباح إلى المساء ويقضون ليالي بيضاء مستنكرا دروس الدعم غير المبررة . وينصح هذا المعلم ذو 27 عامًا من الخبرة في التعليم وابنته المترشحين بتجنب الذهاب مبكرًا جدًا في ايام الامتحان إلى مراكز الامتحانات لتجنب سماع كل ما من شأنه أن يزعج ويعكر صفوهم. وأضاف أن من شأن انتشار شائعات كأن الموضوع تداول على الشبكات الاجتماعية أو حتى إدراج هذا الدرس في أسئلة من المواضيع يمكن أن تقوض معنويات المرشحين وبالتالي فإنه من مصلحتهم الذهاب نحو مركز الامتحان قبل الوقت الرسمي بربع ساعة لعدم مضاعفة التوتر والقلق.