أمهات يتمسكن بطقوس خاصة بالممتحنين في البكالوريا تحرص عديد الأمهات التي يقبل أبناؤهن على اجتياز امتحان البكالوريا، على تقديم قطع السكر وبعض الحلويات لهم صبيحة الامتحان، لتوفر لأجسامهم الطاقة الكافية للقدرة على التركيز و تنشيط عمل المخ، فيما تلجأ أخريات إلى ماء زمزم، للتخلص من الطاقة السلبية لديهم، كما أكدن للنصر. تلاميذ البكالوريا باشروا أمس أول أيام امتحان البكالوريا دورة جوان 2018، الذي يعتبر اختبارا مصيريا و مفصليا، لكونه يقود إلى أهم و آخر مرحلة في المشوار التعليمي ، و المتمثلة في الدراسة الجامعية التي يقطف خلالها التلاميذ ثمار جهود سنوات من الاجتهاد و المثابرة، لافتكاك شهادة لدخول عالم الشغل، كل ذلك جعل أغلب الممتحنين يشعرون بالخوف و الارتباك خلال الاختبار، لدرجة الإغماء عند الكثيرين ، و هو ما جعل أغلب العائلات تحافظ على بعض العادات المتوارثة عن الجدات، بدء بإيلاء ابنها أو ابنتها اهتماما خاصا خلال فترة الامتحان. في صبيحة أول أيام الامتحان تقدم الأمهات قطع السكر أو الحلوى، أو حبات من العنب المجفف «الزبيب» و التمر، لأبنائهن الممتحنين تفاؤلا بالتوفيق و النجاح و جلب الحظ، بالإضافة إلى شرب ماء زمزم و يعتبر من العادات الأكثر استعمالا في هذا الامتحان، حيث يتم جلبه خصيصا للمقبل على البكالوريا، ، فيما ترمي بعض الأمهات الماء خلف أبنائهن عند ذهابهم للامتحان، اعتقادا منهن أن ذلك يسهل عليهم الإجابة على الأسئلة . طقوس عديدة أخرى تقوم به عديد الأسرة الجزائرية، من بينها مثلا استعمال الحناء و التي تكون في الغالب مصدرها البقاع المقدسة، لكونها مباركة و تنبؤ بالخير ، و كذا الذهاب للزوايا للتبرك بالأولياء الصالحين، و لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أصبحت كذلك الرقية الشرعية ملاذا لبعض المقبلين على البكالوريا لتفادي القلق و الخوف و المعالجة من العين أو الحسد الذي يمكن أن يصاب به التلميذ لكون جل الأنظار مصوبة نحوه، حسب ما قالته لنا بعض الأمهات، حيث يخضع التلميذ لجلسات رقية متكررة قبيل الامتحان و كذا ليلة الامتحان، فيما اختارت أخريات جلسات الاسترخاء و الموسيقى لأبنائهن للترويح عن النفس و التخلص من الضغط النفسي. وجبات خاصة للممتحنين قبيل عودة التلميذ من الامتحان تحضر والدته وجبات خاصة له غنية بالبروتينات و الفيتامينات لتنشيط الذاكرة و منح الجسم الطاقة، حيث تعد له في أول يوم من الامتحان السمك، حسب العادات المتداولة ، مع الحرص على تقديم الفواكه و عصائرها الطبيعية، لما لها من فوائد كبيرة، كما تخصص له طوال أيام الامتحانات وجبات خاصة، و توفر له الهدوء التام بالبيت، و تواظب على تحضير حمام له بعد عودته من كل امتحان للاسترخاء، خاصة في ظل الارتفاع المحسوس لدرجة الحرارة. إن جل العائلات الجزائرية تكرس هذه العادات و التقاليد و تؤمن بالطقوس التي توارثتها، معتبرة أنها تبعث على الأمل و تبث الثقة بالنفس في الممتحنين، غير أن ذلك قد يزيد من توتر و ارتباك بعض التلاميذ ، حيث يرسخ لديهم الاعتقاد بأنهم مقبلون على اختبار مصيري، و يجعلهم خائفين من الإخفاق، بالنظر للاهتمام الكبير الذي أولاه لهم أولياؤهم.