قال إن الجيش يحمي العدالة لتطهير الجزائر.. فايد صالح: حان وقت الحساب.. لا حدود لنطاق مكافحة الفساد ولا استثناء لأي كان الجيش الوطني متمسك بالمخارج القانونية والدستورية لحل الأزمة يجب تغليب مصلحة الجزائر على أي مصلحة أخرى الأولوية الآن هي الإسراع في انتخاب رئيس الجمهورية ينبغي المضي قدما وبسرعة نحو حوار شامل بعض المسيرين استباحوا المال العام تم خلق مشاريع عقيمة وغير مفيدة أصلا للاقتصاد الوطني ع. صلاح الدين (لقد حان وقت الحساب وحان وقت تطهير بلادنا من كل من سولت له نفسه الماكرة تعكير صفو عيش الشعب الجزائري من خلال مثل هذه الممارسات ومن كل من تسبب في سد الأفق أمام الجزائريين وبعث في نفوسهم الخوف بل اليأس من المستقبل).. هذا ما قاله الفريق أحمد فايد صالح رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي أمس الإثنين مشيراً إلى أن الجيش الوطني يحمي العدالة لتطهير الجزائر ومؤكدا ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس الجمهورية الذي يمكنه تجسيد مطالب الشعب الجزائري.. أكد الفريق أحمد فايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي أن سبيل الخروج من الأزمة الحالية التي تمر بها البلاد ينبني على ضرورة التمسك بأحكام الدستور وانتهاج أسلوب الحوار الجاد بين جميع الأطراف والتعجيل في تنظيم الانتخابات الرئاسية في الآجال المتاحة دستوريا. وحسب ما أورده بيان لوزارة الدفاع الوطني تلقت أخبار اليوم نسخة منه فقد قال الفريق فايد صالح خلال زيارة عمل وتفتيش إلى وحدات الناحية العسكرية الثالثة ببشار أمس الاثنين إن من بين معالم السير التي يحرص الجيش الوطني الشعبي على إتباعها هو التمسك الشديد بالمخارج القانونية والدستورية لحل الأزمة التي تمر بها الجزائر وأضاف في كلمة تابعها أفراد جميع وحدات الناحية عبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد أن (تلكم مبادئ ثابتة لا سبيل أبدا إلى التخلي عنها ولا نمل إطلاقا من ترديدها وإعادة ترديدها بكل ثقة وعزم وهي ذات المبادئ النبيلة والصائبة التي أعلم يقينا أن الأغلبية الغالبة من الشعب الجزائري تتبناها). مفاتيح.. وقال الفريق أحمد فايد صالح: (لقد أكدنا أكثر من مرة أن مفاتيح هذه الأزمة موجودة لمن تتوفر فيهم شميلة الإيثار أي التخلي عن كافة دروب الأنانية الشخصية والحزبية وغيرها من الأنانيات الأخرى وذلك من خلال تغليب مصلحة الجزائر على أي مصلحة أخرى والأكيد أن أهم مفاتيح ذلك يتلخص تحديدا في انتهاج نهج الحوار بين جميع الأطراف الجادة). وأضاف رئيس أركان الجيش: (إننا لا نمل من القول بأن الأولوية الآن هي الإسراع والتعجيل في انتخاب رئيس الجمهورية في الأوقات والآجال المتاحة دستوريا والمقبولة زمنيا هذه الآجال التي وصلت اليوم إلى حدودها القصوى أي أنه على الجزائريين المخلصين لوطنهم أن يبحثوا الآن نعم الآن عن أنجع الطرق إلى بلوغ ذلك وأعود مرة أخرى إلى القول بأن إيجاد هذه الطرق الموصلة إلى الانتخابات الرئاسية لا يتم إلا بالحوار الذي ترضي نتائجه أغلبية الشعب الجزائري أي نتائج توافقية لبلوغ حل توافقي لفائدة الجزائر ولمصلحتها. إن إجراء الانتخابات الرئاسية في أقرب وقت ممكن وفي أحسن شروط الشفافية والمصداقية يمثل عنصرا أساسيا تستوجبه الديمقراطية الحقيقية التي لا يؤمن بها مع الأسف الشديد بعض أتباع المغالاة السياسية والإيديولوجية الذين يعتبرون أن الانتخابات هي خيار وليست ضرورة وذلك هو قمة التناقض الفكري والسياسي فأي ديمقراطية دون انتخابات حرة ونزيهة إلا إذا كانت الديمقراطية تعني الانغماس في مستنقع التعيين). نقاشات بناءة وحوار رزين ورصين ونبّه الفريق فايد صالح إلى ضرورة العمل على تجميع كافة الشروط الضرورية لتنظيم استحقاق رئاسي تسبقه نقاشات بناءة وحوار رزين ورصين يكفل للمواطن منح صوته لمن يعتبره قادرا على قيادة البلاد على درب الرفاهية والرقي: (ومن أجل بلوغ شاطئ الديمقراطية الحقة بكافة مقاييسها وشروطها فإنه من الأصح أن نقول أنه يتعين العمل على تجميع كافة الشروط الضرورية لتنظيم انتخاب تعددي تسبقه نقاشات بناءة وحوار رزين ورصين يكفل للمواطن منح صوته لمن يعتبره قادرا على قيادة البلاد على درب الرفاهية والرقي وذلكم هو المحور الذي يتعين على جميع الطاقات أن تركز عليه بكل إرادة وعزم بل وبكل إخلاص بما يتماشى وعدم تخييب طموحات الشعب الجزائري. هذا الشعب الأبي الذي عليه أن ينتبه بل ويحذر من استمرار بعض الأشخاص وبعض الأطراف في إبداء معارضة تستند فقط إلى نهج تشويه صورة الآخرين أو صياغة طلبات جديدة واقتراحات غير صائبة بل وغير موضوعية تصب في خانة الممارسات غير البناءة التي تهدف وعن قصد إلى إطالة أمد الأزمة التي نواجهها متناسين أنه يعود لرئيس الجمهورية الجديد ودون غيره القيام بمهمة الترجمة الميدانية وبشكل ملموس لبرنامج الإصلاحات المفصل والدقيق الذي يبني على أساسه ترشحه ووفقا لمضمونه يتم انتخابه من طرف الشعب الجزائري وهو ما يستلزم بالضرورة المضي قدما وبسرعة نحو حوار شامل قصد السماح بتجسيد هذا الاستحقاق الانتخابي الحاسم حوار يجمع كل من الطبقة السياسية والمجتمع المدني والشخصيات الوطنية وذلكم هو السبيل الأوحد نحو إحداث القطيعة الفعلية التي ينادي بها الشعب الجزائري قطيعة مع كل ما هو بائس وسلبي يتم من خلالها تفادي كل ما يتنافى مع المصلحة العليا للبلاد وتبني مقاربة وطنية في محتواها وعصرية في وسائلها وأدائها لها قابلية التطبيق على السياسة والاقتصاد وحتى على الحياة الاجتماعية والثقافية). ..حان وقت التطهير بخصوص ملفات الفساد التي تتولى العدالة الجزائرية النظر فيها أكد الفريق أحمد فايد صالح حرص قيادة الجيش الوطني الشعبي على الاستمرار في مرافقة جهاز العدالة عن قناعة تامة وحس رفيع بالواجب في سبيل تمكينها من معالجة ملفات الفساد الثقيلة والذهاب إلى استكمال مهامها إلى أبعد الحدود: (وفي هذا السياق يتعين التأكيد مرة أخرى عن عزم المؤسسة العسكرية على مرافقة العدالة وعن قناعة تامة وحس رفيع بالواجب وحمايتها حماية كاملة من أي مصدر كان بما يسمح لها بأداء مهامها على أحسن وجه ويكفل لها القيام بدورها التطهيري على الوجه الأصوب من خلال إخراج كافة الملفات ومعالجتها بكل عدل وإنصاف مهما كانت الظروف والأحوال وبما يكفل بالتالي مثول كافة الأشخاص المفسدين مهما كانت منزلتهم الوظيفية والمجتمعية. وانطلاقا من أنه لا حدود لنطاق مكافحة الفساد ولا استثناء لأي كان فإن هذا النهج هو الذي ستسهر المؤسسة العسكرية على انتهاجه بكل عزم في سبيل تمهيد الطريق أمام تخليص الجزائر من دنس الفساد والمفسدين قبل إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة. فتمكين العدالة من معالجة ملفات الفساد الثقيلة والذهاب في استكمال مهامها إلى أبعد الحدود هو واجب وطني تشعر المؤسسة العسكرية أنها مسؤولة أمام الله والتاريخ والشعب على حتمية إتمامه مهما كانت الظروف والأحوال لقد تبين الآن للشعب الجزائري من خلال كل هذه الملفات المعروضة على العدالة بأنه قد تم في الماضي وعن قصد توفير كل الظروف الملائمة لممارسة الفساد وقد تبين أيضا من خلال ذلك أن ما كان يعرف بإصلاح العدالة هو كلام فارغ وإصلاحات جوفاء مع الأسف الشديد حيث وعلى العكس تماما فقد تم تشجيع المفسدين على التمادي في فسادهم وتمت رعايتهم من أجل التعدي على حقوق الشعب واختراق القوانين عمدا دون خوف ولا ضمير. لقد حان وقت الحساب وحان وقت تطهير بلادنا من كل من سولت له نفسه الماكرة تعكير صفو عيش الشعب الجزائري من خلال مثل هذه الممارسات ومن كل من تسبب في سد الأفق أمام الجزائريين وبعث في نفوسهم الخوف بل اليأس من المستقبل). سبب الأزمة.. أكد الفريق فايد صالح أن كل المؤشرات تؤكد أن الأزمة الاقتصادية التي تمر بها بلادنا يعود سببها بالدرجة الأولى إلى سوء التسيير من قبل بعض المسؤولين الذين فقدوا كل مقومات الالتزام ولم يراعوا ثقل المسؤولية التي يتحملون وزرها: (لقد تبين الآن السبب الأساسي مما تعاني منه بلادنا من أزمة اقتصادية وهو سبب تسييري في المقام الأول أي أن المال العام كان بالنسبة لبعض المسيرين عبارة عن مال مشاع بل ومباح يغترفون منه كما يريدون ووقت ما يشاؤون ودون رقيب ولا حسيب ولا مراعاة لثقل المسؤولية التي يتحملون وزرها. فالمسؤولية بمعناها الواسع والشامل والصحيح هي إبراء للذمة وإرضاء للضمير وهي صفة يصبح من خلالها الإنسان أهلا للالتزام والمسؤولية بمدلولها العميق أيضا هي التزام بالعهد ووفاء للقسم لكن الغريب أن ثقل الملفات المعروضة على العدالة اليوم تظهر بوضوح أن أصحاب هذه الملفات قد فقدوا كل مقومات الالتزام وكل متطلبات المسؤولية من خلال استغلال وظائفهم ونفوذهم وسلطتهم من أجل التعدي على القوانين واختراق حدودها وضوابطها. فبمثل هذا التسيير غير القانوني تم خلق مشاريع عقيمة وغير مفيدة أصلا للاقتصاد الوطني وتم منحها بأشكال تفضيلية وبمبالغ مالية خيالية في صيغة قروض فبهذا الشكل تعطلت وتيرة التنمية في الجزائر هذه الممارسات الفاسدة كانت تتناقض تماما مع محتوى الخطابات المنافقة التي كان يتشدق بها هؤلاء . يُذكر أن هذه الزيارة _ التي تندرج في إطار الزيارات التفتيشية والتفقدية إلى مختلف النواحي العسكرية وفي سياق اللقاءات التواصلية مع الأفراد عبر كافة الوحدات- استهلها رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي من القطاع العملياتي جنوب تندوف حيث وبعد مراسم الاستقبال ورفقة اللواء مصطفى سماعلي قائد الناحية العسكرية الثالثة ترأس الفريق أحمد فايد صالح لقاء توجيهيا حضره إطارات وأفراد القطاع العملياتي.