لم تنته معركة الانتخابات الأوروبية بعد وإن كانت نتائجها محسومة فإذا كان معروفا حجم وطبيعة المجموعات والتكتلات البرلمانية لكنْ لا يزال صراع المناصب في مختلف مؤسسات الاتحاد الأوروبي قائمًا والأهم من كل هذا هو ترؤس المناصب الكبرى الأربعة في الاتحاد الأوروبي. وليس سرًا أن ترؤس هذه المناصب يمنح السلطة لمن يتحكم فيها وخاصة المفوضية الأوروبية التي تتميز بكونها الجهاز الوحيد المخوَّل باقتراح النصوص. ويبدو الصراع على أشده كما التنافس بين الطرفين الفرنسي والألماني على الرغم من الوئام والتنسيق اللذين يحاول قادة البلدين المهمين في الاتحاد الأوروبي إظهارَهما للعلن. وعلى الرغم من دور البرلمان الأوروبي في تحديد سياسات الاتحاد الأوروبي إلا أن المحدد الأكبر للسياسات يظل هو رئيس المفوضية الذي من صلاحياته توزيع مَناصب المفوَّضين وخاصة المنصب الأكثر أهمية مفوض الاقتصاد التي يراقب العجز العمومي السنوي. وسيكون على الزعماء الأوروبيين الاختيار من بين عدّة أسماء مقترحة لتعويض جان كلود يونكر رئيس المفوضية السابق إذ تقترح المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مواطنَها الألماني مانفريد فيبر وهو من الحزب الشعبي الأوروبي (اليميني) في حين أن اليسار الذي يتوفر على 153 نائبًا يدعم الهولندي فرانس تيمرمانس وثمة أخيرًا الدنماركية مارغريت فيستاجر من مجموعة تجديد أوروبا الليبرالية وتتوفر على 106 نواب وتحظى بدعم الجمهورية إلى الأمام حزب الرئيس الفرنسي ماكرون. وعلى الرغم من أن ثمة انعدام توافق بين المكونات الثلاثة الكبرى في البرلمان الأوروبي إلا أن الألماني مانفريد فيبر يمكن أن يعتمد على هيمنة الحزب الشعبي الأوروبي (179 نائبا من مجموع 751) أكبر أحزاب البرلمان الأوروبي إلا أن الرئيس الفرنسي لا ينظر بعين الرضا لتعيينه ويخفي بصعوبة رغبته في رؤية فرنسي يترأس هذا المنصب الاستراتيجي. ومن بين من يأمل ماكرون رؤيتهم في هذا المنصب ميشال بارنييه الذي لم يُخف قبل أسابيع قربَه من سياسات الرئيس إيمانويل ماكرون.