جراد يرافع لحل سلمي في الجارة الشرية: نرفض أي تدخل أجنبي في ليبيا بوقادوم: الجزائر ستواصل الاضطلاع بدور محرك في حل الأزمة الليبية ألقى الوزير الأول عبد العزيز جراد ممثل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون كلمة يوم الخميس خلال القمة الثامنة لرؤساء دول وحكومات اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الإفريقي حول ليبيا استعرض فيها المقاربة الجزائرية القائمة على ضرورة تغليب الحل السياسي والسلمي في حل النزاعات ورفض أي تدخل أجنبي في ليبيا. وفي الوقت ذاته جدد جراد موقف الجزائر الساعي لإيجاد تسوية سلمية بين الفرقاء الليبيين داعيا اللجنة رفيعة المستوى إلى التحرك للمساهمة في حلحلة الأزمة الليبية وضرورة القيام بدور محوري ومشيرا إلى أن المشهد الليبي بات شديد التعقيد بسبب التدخلات الأجنبية س. إبراهيم وانطلقت يوم الخميس بالعاصمة الكونغولية برازافيل أشغال القمة الثامنة للجنة رفيعة المستوى للاتحاد الإفريقي حول ليبيا التي يشارك فيها رؤساء دول وحكومات أفارقة. وفي هذا الصدد أكد وزير الشؤون الخارجية صبري بوقادوم الذي رافق الوزير الأول عبد العزيز جراد أن الجزائر ستواصل الاضطلاع بدور محرك في حل الأزمة الليبية في أسرع وقت ممكن مضيفا أن المبادئ الأساسية التي يقوم عليها المسعى الجزائري معروفة فالحل لا يمكن أن يكون إلا سياسيا وسلميا ولا يمكن أن يأتي إلا من لدن الليبيين أنفسهم بمساعدة دولية لا سيما دول الجوار هذا وستكون مشاركة الجزائر في هذه القمة لافتة بالنظر إلى دورها المحوري في حلحلة المعضلة الليبية وضمن هذه المساعي. وأكد أن الجزائر في إطار جهودها الرامية إلى إيجاد حل للأزمة الليبية أعادت تفعيل العديد من الآليات لا سيما آليات البلدان المجاورة لليبيا وكذا مالي بالنظر لنتائج النزاع الليبي على هذا البلد . وأضاف بوقادوم تشارك الجزائر في كل التظاهرات والنوايا الحسنة التي يمكن أن تساعد في تسوية الأزمة الليبية مذكرا في هذا الإطار بالمشاركة الفعالة للجزائر في ندوة برلين (ألمانيا) الدولية المنعقدة في ال 19 جانفي الجاري التي شارك فيها الرئيس تبون. كما أكد وزير الخارجية أن الجزائر دافعت عن إجبارية إشراك الاتحاد الإفريقي في جميع المحافل الدولية بما فيها الاجتماعات الأخيرة المنعقدة حول ليبيا في كل من برلينوالجزائر. ومن المقرر ان تحال توصيات هذا الاجتماع -الذي يهدف إلى تحيين خارطة طريق الاتحاد الإفريقي حول اقامة حوار بين الليبيين كشرط مسبق لكل مسار انتخابي في ليبيا -للمصادقة على الدورة ال33 لندوة رؤساء دول وحكومات منظمة الاتحاد الإفريقي التي ستعقد شهر فيفري المقبل باديس ابابا بأثيوبيا. وجهاء قبائل ليبيا في الجزائر قريبا كشف مستشار الشؤون الخارجية لرئيس المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية خالد الغويل عن قدوم وفد من وجهاء القبائل الليبية إلى الجزائر قريبا من أجل التحضير لمؤتمر وطني سينعقد على الأراضي الليبية بحضور سفراء كل من الجزائرتونس ومصر. وقال الغويل في تصريح للقناة الأولى للإذاعة الوطنية نعول على زيارة للجزائر بوفد يضم وجهاء القبائل الليبية قبل انعقاد المؤتمر الذي يسعى في المقام الأول إلى التحاور بين مختلف المجالس الاجتماعية في عموم البلاد التي توافدت أمس على مدينة بني وليد بهدف مناقشة الأوضاع والأزمات التي تمر بها ليبيا مشيراً إلى أن هذا اللقاء التشاوري يعد خطوة إيجابية تستبق الدعوة للمؤتمر الجامع لكل الأطياف الليبية . ولفت الغويل إلى أن دور الجزائر ما فتئ يتعاظم في الملف الليبي خصوصا منذ انتخاب رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وبات يشكل أحد أولويات الخارجية الجزائرية مؤخرا. وأضاف الغويل بأن الحل السياسي يشكل أفضل مخرج للأزمة الليبية حيث يعول الليبيون على دور الجزائر في إيجاد حلول تنهي الأزمة وتضع حد للتدخلات الأجنبية في الأزمة الليبية. محمد طيبي: موقف الجزائر موجه إلى الشعب الليبي لعل من المسلمات المبكرة في الملف الليبي أن طغيان أطماع الدول الكبرى في تقسيم ليبيا هو ما أزّم الوضع أكثر وألزم على الليبيين انتهاج الحوار السياسي الذي يضم كل الأطراف الليبية. وقال المحلل السياسي والأستاذ أحمد ميزاب في تصريح للقناة الأولى للإذاعة الجزائرية إن الأزمة الليبية ليست صراع بين أطراف داخلية وإنما هي نتاج صراع دولي إذ أن 12 دولة تتصارع حول الملف الليبي تضخ أموالا ومقاتلين وأسلحة . ومنه استنتج الأستاذ ميزاب مردفا: بان سيناريو تقسيم ليبيا موجود على ارض الواقع ولكن لم يرسم بعد. وبالتالي لا يمكن أن تحدث في إطار مقاربة إلاّ من خلال انتهاج مقاربة تعتمد على الحل السلمي الذي ينطلق من الحوار السياسي الذي يجمع كل الليبيين . كما أن موقف الجزائر من الملف الليبي موجه إلى الشعب الليبي صاحب السيادة والقرار وفي هذا الصدد يرى المحلل السياسي والباحث الجامعي محمد طيبي أن: المجهود الجزائري لا يشبه المجهودات الأخرى المرتبطة بالأقطاب ( طرابلس وبنغازي ) بل هو متجه نحو المجتمع الليبي وحل القضية الليبية حلا سياسيا سلميا ليعطي لليبيا قوة التأثير في محيطها ويعطي لمحيط ليبيا وخاصة الجزائر للقدرة في التحكم في أمنها.