أصدر مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان »بتسيلم« أمس الثلاثاء، تقريره السنوي بخصوص أوضاع حقوق الإنسان في الأرض المحتلة خلال ال16 شهراً الواقعة ما بين جانفي 2009 ولغاية أفريل 2010، ويستعرض التقرير الأحداث التي وقعت منذ بداية حملة »الرصاص المصبوب« في قطاع غزة. وأشار »بتسيلم« في تقريره إلى أنه على الرغم من مرور سنة ونصف على حملة الرصاص المصبوب، فإن الاشتباهات بخصوص انتهاك قوانين الحرب من قبل إسرائيل وحماس خلال الحملة لم يتم بحثها كما يجب. تحسّن في حقوق الإنسان وقال التقرير »منذ نهاية الحملة طرأ تحسن على أوضاع حقوق الإنسان في الأرض المحتلة في عدد من المجالات، حيث إن عدد الفلسطينيين والإسرائيليين الذين قتلوا في المواجهات انخفض كثيراً مقارنة مع السنوات السابقة، كما استمر الانخفاض في عدد السجناء الإداريين الذين تحتجزهم إسرائيل، كما تم رفع عدد من القيود التي تفرضها إسرائيل على حرية الحركة والتنقل للفلسطينيين في الضفة الغربية، فيما أدى تعديلان على الجدار الفاصل إلى ربط جزء من السكان الفلسطينيين الذين كانوا معزولين عن الضفة الغربية لمدة ستة أعوام تقريباً«. وأشار إلى تجميد بلدية الاحتلال لهدم البيوت في القدسالشرقية في مطلع العام 2010، لافتة أن معظم التحسينات لا تنبع من تغيير جوهري في السياسة الإسرائيلية أو تغييرات في التشريع، بل هي ناتجة عن التهدئة النسبية في الصراع. وأضاف »بتسيلم«: »في مجالات أخرى استمرت الانتهاكات كما كان الأمر في السابق. إن السياسة التي تعفي عناصر قوات الأمن المشتبه بهم بالمسّ بالفلسطينيين من تقديم الحساب جرَّاء أفعالهم باستثناء الحالات النادرة، بقيت على ما هي عليه، وأن المواطنين الإسرائيليين الذين مسوا بالفلسطينيين وممتلكاتهم لم يتحملوا هم أيضاً، بالعموم، المسؤولية عن أفعالهم«. الاستيطان أضرَّ بالفلسطينيين وتابعت »رغم أن إسرائيل أعلنت تجميد البناء في المستوطنات، فقد استمر مشروع الاستيطان في إلحاق الضرر بحقوق الإنسان للفلسطينيين، وقد سرعت بلدية القدس خلال السنة الأخيرة من معالجة عدد من المشاريع لإقامة المستوطنات في قلب الأحياء الفلسطينية في القدسالشرقية. ولا يزال الجدار الفاصل يفصل عدداً من القرى في الضفة الغربية عن محيطها وعزل المزارعين عن أراضيهم. ولا تزال إسرائيل مستمرة في تقييد وصول الفلسطينيين إلى أجزاء واسعة في الضفة الغربية، من بينها القدسالشرقية، غور الأردن والمناطق الواقعة إلى الغرب من الجدار الفاصل وهي بالعموم تتعامل مع حرية الحركة والتنقل للفلسطينيين كامتياز يحق لها مصادرته متى شاءت«. وأشارت »بتسيلم« إلى أن الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة مستمر هذا العام أيضا، وإن الحظر شبة التام على استيراد المواد الخام والتصدير مستمر في شل الصناعات المحلية، وأكثر من 70٪ من سكان قطاع غزة يرتبطون بالمعونات المقدمة من المنظمات الدولية من أجل شراء الغذاء. وبسبب القيود المفروضة على إدخال مواد البناء، لا يمكن ترميم المباني التي هدمتها إسرائيل خلال حملة »الرصاص المصبوب«، والكثير من المواد التي لا تسمح إسرائيل بإدخالها إلى قطاع غزة، كما هو الحال بالنسبة للسلاح والذخيرة، يتم تهريبُها إلى قطاع غزة بواسطة الأنفاق، التي لا يمكن لها أن تشكل قاعدة لاقتصاد مستقر. إن اقتصاد الأنفاق يخضع لسيطرة حماس وهو ما يقوِّيها«. محاسبة ذاتية إسرائيلية من ناحيتها، قالت جيسيكا مونتل، المدير العام لمنظمة بتسيلم، بخصوص التقرير: »نحن نعيش هذه الأيام ذكرى مرور 43 عاماً على اليوم السابع من حرب الأيام الستة، الذي كان اليوم الأول لاحتلال الأرض من قبل إسرائيل. ومادامت إسرائيل تسيطر على ملايين الفلسطينيين يتوجب عليها الحفاظُ على حقوقهم. إن استمرار الاحتلال ينطوي على أخطار واضحة على الديمقراطية في إسرائيل ولهذا يتوجب علينا المطالبة بالمحاسبة بخصوص ما يجري باسمنا في الأرض المحتلة وتغيير السياسة التي تمس بحقوق الإنسان«. وأشار التقرير »إلى أنه في عام 2009 حصل تباطؤ ملحوظ في أعمال البناء للجدار الفاصل. طبقاً لمعطيات الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد أضيفت أربعة كيلومترات فقط هذا العام لمسار الجدار الفاصل. ويصل طول الجدار المبني حتى الآن إلى 413 كم، وهو ما يشكل حوالي 58٪ من بين 709 كم المخططة. وعلى الرغم من إتمام تعديلين في أعقاب قرارات المحكمة العليا، لا يزال مسار الجدار الفاصل يلحق الضرر بعشرات آلاف الفلسطينيين«. مقتل 20 قاصراً فلسطينياً وإسرائيلي ويظهر التقرير معطيات حول القتلى الفلسطينيين والإسرائيليين بين 1 جانفي 2009 وإلى غاية 30 أفريل 2010 (لا يشمل قتلى الحرب على قطاع غزة). حيث قتلت قوات الأمن الإسرائيلية 83 فلسطينياً، من بينهم 20 قاصراً، وأن 31 فلسطينياً من بين الفلسطينيين الذين قتلوا، حوالي 37٪، لم يشاركوا في القتال، وأن معظم الفلسطينيين الذين قتلوا في هذه الفترة بأيدي قوات الأمن الإسرائيلية (67٪) كانوا من سكان لقطاع غزة. وقد قتل الفلسطينيون ثلاثة مواطنين إسرائيليين، من بينهم قاصر عمره 16 عاماً، وأربعة من عناصر قوات الأمن. بالإضافة إلى ذلك، قُتل شرطيان من قبل جهة غير معروفة في غور الأردن. وهناك تسعة فلسطينيين قتلوا في قطاع غزة من قبل عناصر في أجهزة الأمن الفلسطينية أو أشخاص عرَّفوا أنفسهم بهذه الصفة. كما تم إعدام فلسطينيين بعد إدانتهما بالتعاون مع إسرائيل. ولفتت »بتسيلم« إلى أن هناك تسهيلات معينة إلى جانب الاستمرار في تقييد الحركة، حيث يوجد في أعماق الضفة الغربية 44 حاجزاً معززاً، مقابل 63 حاجزاً في عام 2008، من بينها 18 حاجزاً داخل مدينة الخليل. حتى أكتوبر2009 يوجد 488 عائقاً، بما في ذلك السدات الترابية، البوابات ومقاطع الطرق المغلقة أمام الفلسطينيين مقابل 537 عائق بالمعدل في الأشهر التسعة الأولى من عام 2008. على امتداد الجدار الفاصل هناك 39 حاجزاً اضافياً، من بينها 19 حاجزاً تستعمل كنقاط فحص أخيرة قبل الدخول إلى إسرائيل. 317 من دون مأوى وفي ما يتعلق بالقيود المفروضة على بناء الفلسطينيين وهدم البيوت، أظهر التقرير أنه منذ بدء عام 2009 حتى نهاية أفريل 2010 هدمت الإدارة المدنية 44 مبنى سكنياً تم بناؤها من دون ترخيص في مناطق C التي تسيطر عليها إسرائيل سيطرة تامة، والتي تشكل حوالي 60٪ من مساحة الضفة الغربية. وقد بقي 317 فلسطيني من دون مأوى، وأن أكثر من نصف عمليات الهدم تمت وسط تجمعات بدوية في غور الأردن. وفي عام 2009 هدمت بلدية القدس 48 مبنى في القدسالشرقية كان يعيش فيها 247 فلسطيني، مقابل 89 بيتاً تم هدمها في عام 2008 ، ومنذ بداية عام 2010 حتى نهاية شهر أفريل لم تهدم البلدية أي بيت في القدسالشرقية. واعتبر التقرير أن هناك انخفاضاً متواصلاً في عدد المعتقلين الإداريين خلال العامين الأخيرين، حيث طرأ انخفاضٌ مستمر على عدد المعتقلين الإداريين ليصل لغاية تاريخ 30 أفريل 2010 إلى 222 معتقل. وإلى غاية نهاية مارس 2009، عندما كان عدد المعتقلين الاداريين 237 معتقل، تم احتجاز حوالي 55٪ منهم بين نصف سنة حتى سنة وحوالي 35٪ ما بين سنة وسنتين، 25 معتقلاً تم احتجازهم بين سنتين إلى أربع سنوات، فيما يتم احتجاز معتقل واحد منذ أكثر من أربع سنوات ونصف.