محور يحظى بالأولوية تعزيزا للوحدة الوطنية هذا موقع الهوية في مخطط عمل الحكومة تبرز مسألة ترسيخ مكونات الهوية والذاكرة الوطنيتين (الإسلام العربية والأمازيغية) كمحور ذي أولوية ضمن مخطط عمل الحكومة الذي يُنتظر أن يصادق عليه المجلس الشعب لوطني اليوم الخميس اقتناعا منها بأن الاعتراف بكامل التراث الثقافي واللغوي الوطني يعد عاملا معززا للوحدة الوطنية . ويشير مخطط عمل الحكومة إلى أن هذه الأخيرة و اقتناعا منها بأن الاعتراف بكامل تراثنا الثقافي واللغوي لشعبنا يحافظ ويعزز الوحدة الوطنية قد أدرجت ضمن مخطط عملها محورا ذا أولوية ويصب في هذا الاتجاه من خلال ترسيخ وترقية وحماية مكونات الهوية الوطنية المتمثلة في الإسلام والعربية والأمازيغية وتوطيد ارتباط شعبنا بتاريخه وثقافة أسلافه العريقة . كما تؤكد الوثيقة على أن الأفضلية التي توليها الحكومة لترسيخ مكونات الهوية الوطنية سوف تكون جنبا إلى جنب مع ترقية قيم الاعتدال والتسامح والحوار والتفتح على الثقافات والحضارات الإنسانية وعلى اللغات الحية . من جهة أخرى وأمام تصاعد الخطاب المحرض على الكراهية والفتنة الذي اعتبرته خطرا حقيقيا على الوحدة الوطنية أدرجت الحكومة ضمن أولى أولوياتها المبادرة بمشروع قانون يجرم كل أشكال العنصرية والجهوية والخطاب المحرض على الكراهية. ففيما يتصل بالشق المتعلق بتعزيز المرجعية الدينية الوطنية وترقيتها تعتزم الحكومة -مثلما جاء في مخطط عملها- تدعيم قواعدها وتعزيز أسسها من خلال ترقية خطاب ديني يطبعه ويميزه الاعتدال والإنسانية والانسجام الاجتماعي والوسطية . كما تسعى في ذات الإطار إلى العمل على نشر الثقافة الإسلامية الأصيلة وبث روح التسامح والحوار والمشاركة الاجتماعية والتصدي لكل أشكال التطرف والتمييز والكراهية . ولهذه الغاية ستسهر الحكومة على حماية النشاط الديني من أي انحراف كما ستعكف أيضا على تدعيم شبكة المنشآت الدينية قصد تعزيز مكانة المسجد والمدرسة القرآنية والزاوية والفضاءات الدينية والروحية والثقافية . وترمي هذه الخطوات إلى تمتين الأسس السليمة للمجتمع الجزائري وتوطيد دور الشبكة الوطنية للهيئات التي تتكفل بتسيير النشاط الديني تضيف الوثيقة التي أشارت في سياق ذي صلة إلى أن جامع الجزائر الجديد سيشكل مركزا للإشعاع الروحي والعلمي . كما سيتعلق الأمر كذلك بتعزيز مكانة الممارسات الدينية العريقة للمجتمع الجزائري وهذا من أجل إحداث تأثير ديني يميزه الاعتدال والتسامح ونشر السلم في إفريقيا وفي بلدان أخرى في العالم . وفضلا عن ذلك يشير مشروع مخطط عمل الحكومة إلى العمل على ترقية الأملاك الوقفية وتعزيز نظام الزكاة بغرض تمكينهما من المساهمات أكثر في تدعيم التماسك الاجتماعي . وبهذا الخصوص تشدد الوثيقة على أن الحكومة ستبذل الجهد الضروري من أجل تدعيم سياسة تكوين الأئمة وذلك ضمانا لتأطير أمثل للشبكة الوطنية للمساجد والمدارس القرآنية علاوة على تدعيم مسار التأطير الديني لفائدة الجالية الوطنية المقيمة في الخارج بهدف توطيد العلاقة التي تربطها بالوطن . تقوية هوية وثقافة الأمة حرصا منها على تعزيز أسس ثقافتنا ونسيج هوية أمتنا الثرية بتنوع روافدها تعتزم الحكومة ترقية اللغة العربية وتعزيزها لاسيما من خلال تعميم استعمالها في الميادين العلمية والتكنولوجية وتدعيم وتعزيز استعمال تمازيغت في المنظومة التربوية. وفي هذا المنحى ستعمل (الحكومة) على إعطاء الطابع الرسمي للغة الأمازيغية من خلال تدابير ترمي إلى إدماج هذه الأخيرة في مجالات الحياة العمومية ذات الأولوية وفق مسار يتوخى الشراكة مع كافة الفاعلين في مجال ترقية اللغة والثقافة الأمازيغيتين الذين سيشركون في المشروع الذي تعتزم الحكومة المبادرة به . ويندرج هذا المسار ضمن مسعى علمي يتميز بالرصانة بهدف استعادة المراجع الثقافية واللغوية الأمازيغية وهذا عبر استعادة أسماء أماكنها العريقة لاسيما البلديات والمدن التي ستستعيد تسميتها الأصلية . كما ستعكف الحكومة في نفس السياق على ترقية الثقافة الأمازيغية بكل مظاهرها مثلما ستعمل على إشعاع الثقافة الأمازيغية في الفضاء الاجتماعي والثقافي والإعلامي الوطني . من جهة أخرى يؤكد مخطط عمل الحكومة على السهر على اتخاذ كل التدابير والترتيبات التنظيمية والقانونية والمادية الرامية إلى صون الذاكرة الوطنية وضمان تكفل أمثل بالفئة النبيلة من المجاهدين وذوي الحقوق كما ستسهر الحكومة على تسوية الملفات المتعلقة بمفقودي حرب التحرير الوطني وتعويض ضحايا التجارب والتفجيرات النووية واسترجاع الأرشيف الوطني واستعادة التراث الوطني الذي سلب إبان الحقبة الاستعمارية . وفي ذات المسعى ستعمل الحكومة جاهدة على ترقية تدريس التاريخ وتبليغه إلى الأجيال الصاعدة وتكثيف عمليات جمع وتسجيل الشهادات الحية من أجل تصنيفها واستغلالها تضيف الوثيقة.