مسيرات حاشدة.. وإصرار على التغيير الحراك يُنهي عامه الأول س. إبراهيم أنهى الحراك الشعبي السلمي الذي باشره الجزائريون في 22 فيفري 2019 عامه الأول ليدخل بداية من هذا السبت سنته الثانية وسط تطلعات لتحقيق مزيد من المكاسب. وخرج عدد غير قليل من الجزائريين أمس الجمعة في مسيرات حاشدة بالعاصمة وولايات أخرى ليجددوا العهد مع شعاراتهم المعتادة التي تتمحور أساسا حول الإصرار على ضرورة تكريس التغيير الجذري وبناء جمهورية جديدة يكون فيها الجميع سواسية أمام القانون مع الإصرار على ضرورة استقلالية القضاء وأداء مختلف المؤسسات لواجباتها بما يسمح للمواطن بعيش حياة كريمة. حصيلة الحراك يتوافق الجميع تقريبا على أنها إيجابية وتشكل ثمرة مسار نضالي سلمي بامتياز صنع الاستثناء وأعاد عبر 53 أسبوعا من التظاهر الحضاري في ظل احترافية أجهزة الأمن وتحت حماية مؤسسة الجيش الوطني الشعبي البلاد إلى سكتها الصحيحة منقذا بذلك الدولة الوطنية. وكانت الجمعة ال53 موعدا للتذكير بالشعارات المطالبة بتكريس الإرادة الشعبية وإرساء أسس الديمقراطية ودولة القانون ومحاربة الفساد من جهة والاحتفاء من جهة أخرى بالذكرى الأولى لمسيرات سلمية صنفتها بعض وسائل الإعلام العالمية على أنها الأضخم في العالم خلال ال20 سنة الماضية. وكانت أحد أعظم مخرجات الحراك الشعبي هي ذلك الشعار الذي حدد خطوط الدفاع الداخلية والخارجية لكل من تسول نفسه التلاعب بمصير الدولة والمجتمع لما هتف الجزائريون بصوت واحد وبقلب ولسان رجل واحد ( الجيش الشعب خاوة _ خاوة) وعن هذا المنتج يقول العقيد المتقاعد محمد العربي شريف: إن الحراك وحد بين كل الجزائريين وكانت بالمقابل مذ ذاك مؤسسة الجيش الوطني الشعبي قد تعهدت أن ترافق هذا الحراك وهو ما كان . وتعهدت مؤسسة الجيش الوطني الشعبي ألا تراق قطرة دم واحدة بالرغم من محاولات الاختراق وبهذا الصدد قال المحلل السياسي حكيم غريب في تصريح للإذاعة الجزائرية: نجح الحراك السلمي دون إراقة دماء ودون أي تجاوزات وذلك بفضل المؤسسة العسكرية التي استطاعت أن تعطي للشعب فرصة من اجل إحداث تغيير سلمي بعيدا عن أية فوضى أو أي تدخل أجنبي . وميزة هذه الظاهرة الواعية تجسدت في عدم سقوط أي ضحية خلال المسيرات الشعبية رغم محاولات الاختراق والتآمر التي كشفتها وجابهتها مختلف المصالح الأمنية بقيادة الجيش الوطني الشعبي من خلال توقيف 223 شخص أجنبي من مختلف الجنسيات تسللوا داخل المسيرات الشعبية سواء بحسن نية أو لأغراض أخرى وقد تم إطلاق سراح أغلبية الموقوفين من الأجانب فيما تم طرد 24 منهم وإحالة 10 آخرين على القضاء. وأحد الانتصارات التي حققها الجزائريون هي مواجهة مخططات التقسيم الممنهج التي تنطلق من منصات التواصل الاجتماعي وتجد سندا ودعما لها في عواصم أجنبية تحركت مؤخرا بشكل علني من مبنى البرلمان الأوروبي غير أنها اصطدمت بهبة شعبية ورسمية منقطعة النظير تمكنت من إفشالها. ولازال الجزائريون يصنعون الاستثناء بحراك متفاعل مع التطورات السياسية للبلاد وحتى الإقليمية والدولية بدليل الشعارات العفوية التي نددت مؤخرا بصفقة القرن وساندت القضية الفلسطينية. كما يحاول الحراك أيضا تكييف مطالبه التي يصدح بها أسبوعيا دون أي وسيط أو منطلق تفاوضي للتعبير بكل حرية ومسؤولية عن رأيه مع رفض محاولات التزعم والتوجيه. وبمناسبة إطفاء الحراك لشمعته الأولى أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون سهرة الخميس أن الحراك الشعبي ظاهرة صحية محذرا من محاولات اختراقه من الداخل والخارج .