آلاف الموتى تحت الأنقاض وآلاف الأحياء فوقها ** *إقرار أممي بفشل الدبلوماسية في حرب مدمرة حلت أمس الأحد الذكرى التاسعة للثورة السورية بينما تستمر المأساة الإنسانية الهائلة للشعب السوري دون أن تفلح الجهود الدولية في التوصل إلى تسوية سياسية توقف معاناة المدنيين واعتبرت الأممالمتحدة في بيان أصدره المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون أن الطبيعة المخيفة للصراع السوري دليل دامغ على فشل الدبلوماسية الجماعية في سوريا وأكد البيان الذي أصدره بيدرسون بمناسبة ذكرى الثورة السورية أن معاناة الشعب السوري خلال هذا العقد المأساوي والمرعب ما زالت تتحدى العقل والمنطق. ق.د/وكالات تأتي الذكرى التاسعة للثورة السورية مع اشتداد الصراع المسلح في منطقة إدلب ونزوح نحو مليون شخص باتجاه الحدود التركية (شمال). وأوضح بيدرسون أن آلاف السوريين فقدوا حياتهم ومئات الآلاف معتقلون أو مختطفون بينما انتشرت على نطاق واسع انتهاكات لحقوق الإنسان والجرائم والدمار وفر نصف السكان من منازلهم. وتابع ومع وجود ما يقرب من مليون شخص نزحوا حديثا بسبب العنف الشديد في الأشهر الثلاثة الماضية في منطقة إدلب وحدها تتفاقم المأساة معتبرا أن مصير الشعب السوري أصبح مرتبطا بصورة خطيرة وحتمية بالمنطقة الأوسع والمجتمع الدولي. وشدد بيدرسون على أن الحاجة ملحة إلى مستويات غير مسبوقة من التعاون الدبلوماسي لوضع نهاية لهذا الصراع. *شرارة الثورة ويصادف 15 مارس الذكرى التاسعة لانطلاق الاحتجاجات المناهضة لنظام بشار الأسد التي قابلتها بشكل عنيف قوات الأمن والجيش لتتحول لاحقا إلى صراع مسلح بين المحتجين وبين النظام السوري. وحين اندلعت الاحتجاجات السلمية في مثل هذا اليوم قبل تسع سنوات لم يتخيل المتظاهرون أن مطالبهم بالديمقراطية والحريات ستكون مقدمة لأكبر حروب القرن ال21 وأن حراكهم الذي سرعان ما واجهته قوات الأمن بالقوة والقمع سيتحول حربا مدمرة تشارك فيها أطراف عدة. وبعد مرور تسع سنوات ما زال الرئيس بشار الأسد على رأس السلطة. وباتت قواته التي تدخلت روسيا عسكريا لصالحها عام 2015 وتتلقى دعما إيرانيا تسيطر على 70 من مساحة البلاد وتعمل على توسيع نطاق سيطرتها وآخر ما حققته تقدم إستراتيجي في محافظة إدلب (شمال غرب) حيث سُجلت أسوأ كارثة إنسانية منذ بدء النزاع. *ضحايا النزاع يشار إلى أن الحرب خلفت مئات الآلاف من الضحايا المدنيين وعشرات الآلاف من المعتقلين والمفقودين. وبحسب الأممالمتحدة نزح أكثر من ستة ملايين سوري داخل البلاد يقيم عدد كبير منهم في مخيمات عشوائية بينما بات أكثر من 5.6 ملايين سوري لاجئين في دول أخرى لا سيما لبنان وتركيا والأردن. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يدفع المدنيون الثمن الأكبر في سوريا حيث لم يجلب عقد من القتال إلا الدمار والفوضى . واعتبرت الأممالمتحدة أمس الأحد أن الطبيعة المخيفة للصراع السوري دليل دامغ على فشل الدبلوماسية الجماعية في سوريا جاء ذلك في بيان أصدره المبعوث الأممي الخاص الي سوريا غير بيدرسون بمناسبة الذكرى التاسعة لانطلاق الثورة السورية. وقال المبعوث الأممي في بيانه يدخل الصراع السوري الآن عامه العاشر ومازالت معاناة الشعب السوري خلال هذا العقد المأساوي والمرعب تتحدى العقل والمنطق . وأضاف بأن مئات الآلاف من السوريين فقدوا حياتهم ومئات الآلاف تم اعتقالهم أو اختطافهم وانتشرت على نطاق واسع انتهاكات لحقوق الإنسان والجرائم والدمار وفر نصف السكان من منازلهم . وتابع ومع وجود ما يقرب من مليون شخص نزحوا حديثًا بسبب العنف الشديد في الأشهر الثلاثة الماضية في منطقة إدلب وحدها تتفاقم المأساة . وأكد المبعوث الأممي أن مصير الشعب السوري أصبح مرتبطا بصورة خطيرة وحتمية بالمنطقة الأوسع والمجتمع الدولي وأصبحت الطبيعة المخيفة والدائمة للصراع هي دليل على فشل جماعي للدبلوماسية . وشدد بيدرسون على أن الحاجة ملحة إلى مستويات غير مسبوقة من التعاون الدبلوماسي والثبات لوضع نهاية لهذا الصراع . ودعا المجتمع الدولي لإيجاد حل سياسي وفق قرار مجلس الأمن 2254 (2015) . ويطالب القرار 2254 (18 ديسمبر 2015) جميع الأطراف بالتوقف الفوري عن شن هجمات ضد المدنيين ويحث على دعم وقف إطلاق النار. كما يطلب من الأممالمتحدة أن تجمع بين الطرفين للدخول في مفاوضات رسمية وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأممالمتحدة بهدف إجراء تحول سياسي. واختتم بيدرسون بالقول باتت معاناة السوريين كارثية ويجب أن تنتهي كما يجب أن يتوحد المجتمع الدولي معا نحو تحقيق تطلعات جميع السوريين المشروعة وأن نختار جميعا تحقيق السلام . ووفقا لإحصائيات غير رسمية تسبب عنف النظام السوري وحلفائه بمقتل وإصابة أكثر من مليون شخص ونزوح نحو 8 ملايين داخليا ولجوء مثلهم لدول الجوار ودمار شبه كامل في المدن والبلدات التي كانت بيد المعارضة.