ارودغان يهدد الأسد: سنضربكم في كل مكان سوريا.. ساحة المواجهة الكبرى ! حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الأربعاء من أن الجيش التركي سيضرب قوات النظام السوري في حال كررت اعتداءاتها على الجنود الأتراك حتى لو كان ذلك خارج المناطق المشمولة باتفاق سوتشي. ق.د/وكالات شدد الرئيس التركي -في كلمة ألقاها باجتماع الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية بالبرلمان في العاصمة أنقرة- أنه حال اعتداء قوات النظام السوري على قواتنا سنضربها حتى في المناطق غير المشمولة باتفاق سوتشي . وتابع أردوغان أن الطائرات التي تقصف المدنيين في إدلب لن تستطيع التحرك بحرية كما كان في السابق مشيرا إلى أن تركيا لن تظل صامتة حيال ما يجري في إدلب رغم تجاهل الجميع للمأساة هناك. وشدد على أنه لن يكون أحد في مأمن بمكان أُهدر فيه دم الجنود الأتراك ولن نتغاضى بعد الآن عن عمالة أو حقد أو استفزاز أي كان مجددا إصرار بلاده على خروج النظام السوري إلى ما بعد نقاط المراقبة بحلول نهاية فيفري الجاري. بوتين وأردوغان وفي سياق متصل قالت الرئاسة الروسية إن الرئيس فلاديمير بوتين ناقش مع نظيره التركي -في اتصال هاتفي- الصراع المتصاعد في محافظة إدلب السورية. وأضاف الكرملين -في بيان مقتضب بشأن الاتصال- أن بوتين وأردوغان اتفقا على أهمية تنفيذ الاتفاقات الروسية التركية بخصوص سوريا وكذلك ضرورة مواصلة الاتصالات بين بلديهما بشأن هذا البلد من خلال الوكالات المعنية. وفي السياق قال وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو إن وفدا من بلاده سيزور موسكو خلال الأيام المقبلة لبحث الصراع المتصاعد في منطقة إدلب. *مركز التنسيق في غضون ذلك أعلن مركز التنسيق الروسي السوري في بيان مشترك عن رئيس المركز الوطني الروسي لإدارة الدفاع بالجيش الروسي الجنرال ميخائيل ميزنتسيف ووزير الإدارة المحلية السورية والبيئة حسين مخلوف أن عمليات جيش النظام في منطقة خفض التصعيد بإدلب جاءت ردا على ما وصفها باستفزازات الإرهابيين . وأوضح أن الجيش السوري حصل على كميات كبيرة من الآليات العسكرية والأسلحة والذخيرة خلال انسحابهم من محافظة إدلب. وأضاف البيان أن الجماعات المسلحة قامت بتفخيخ وإغلاق الطرق المؤدية إلى نقاط التفتيش في محافظات إدلب وحلب وحماة بهدف منع خروج المدنيين عبر ممرات آمنة شكلتها روسياوسوريا. تصعيد ميداني ميدانيا أفادت المصادر في سوريا بأن الجيش التركي أقام نقطة مراقبة عسكرية جديدة شرقي مدينة بنش بريف إدلب جاء ذلك عقب هجوم معاكس شنته قوات المعارضة على قوات النظام وسيطرت على عدة أحياء من بلدة النيرب غرب سراقب في ريف المدينة. وتمكنت قوات المعارضة السورية يوم أمس من إسقاط مروحية عسكرية تابعة للنظام في محافظة إدلب مما أدى لمقتل طاقمها وقالت المصادر إن فصائل المعارضة السورية و الجبهة الوطنية للتحرير أسقطتا المروحية قرب بلدة النيرب وهي ثاني مروحية يخسرها النظام في إدلب خلال 24 ساعة. وفي ريف حلب أفادت المصادر بسقوط قتلى وجرحى في غارة جوية روسية في محيط مدينة الأتارب. *موجات النزوح هي الأسوا منذ 2011 وفي غضون ذلك وصفت الأممالمتحدة موجات النزوح التي يشهدها شمال غربي سوريا جراء هجمات قوات النظام السوري وحليفته روسيا بأنها الأسوأ منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011. وقال ينس لاركيه المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في تصريحات له إن موجات النزوح الأخيرة بشمال غربي سوريا تعد الأسرع نموا على الإطلاق في سوريا مؤكدا فرار نحو 700 ألف مدني سوري أغلبهم نساء وأطفال من مدنهم وبلداتهم الواقعة ضمن ما تعرف بمناطق خفض التصعيد في محافظتي إدلب وحلب. وحذر لاركيه من أن نحو 300 ألف آخرين قد يفرون من المناطق المكتظة بالسكان بما فيها مدينة إدلب التي تضم مئات الآلاف من النازحين. وقال المتحدث الأممي إن إدلب تضم أكبر تركز للنازحين في العالم وتحتاج بشكل ملح إلى وقف الأعمال القتالية حتى لا تتحول إلى مقبرة حسب تعبيره. من جهته قال ديفيد سوانسون المتحدث الإقليمي باسم المكتب الأممي لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه منذ مطلع ديسمبر الماضي نزح 690 ألف مدني من منازلهم في محافظة إدلب والمناطق المحاذية لها. وأضاف سوانسون في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية أنه وفق تحليل أولي يعد عدد النازحين المسجل في الأسابيع العشرة الماضية الأكبر الذي يسجل في فترة واحدة في سوريا منذ تسع سنوات. وفي السياق نقلت المتحدثة باسم المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون عنه قوله إنه لا يمكن القبول بمقتل مزيد من المدنيين في إدلب أو مفاقمة أزمة النازحين. وكانت قوات النظام السوري بدأت مطلع ديسمبر الماضي بدعم من روسيا هجوما واسعا على المناطق الخاضعة للمعارضة المسلحة في محافظتي إدلب وحلب. وفي إدلب تمكنت قوات النظام من السيطرة على مدن عديدة في مقدمتها معرة النعمان وسراقب مما دفع مئات الآلاف إلى الفرار نحو الحدود التركية كما فر الآلاف من ريف حلب الغربي المتاخم لإدلب. وقبل أيام عندما كانت قوات النظام تقترب من مدينة سراقب أظهرت صور للجزيرة قوافل للنازحين تتجه نحو مناطق أقل عرضة للقصف قرب الحدود التركية وتؤكد منظمات أهلية أن النازحين يعانون جراء شح المساعدات والظروف المناخية. في السياق قالت جمعية منسقو الاستجابة المدنية في الشمال السوري إن نحو 27 ألف مدني نزحوا خلال الأيام الأربعة الماضية جراء هجمات النظام السوري وروسيا في إدلب وحلب. وأضافت الجمعية أن نزوح المدنيين نزوح يتواصل من مدينة إدلب وكذلك من مدينتي الأتارب ودارة عزة والقرى المحيطة بهما في ريف حلب الغربي الجنوبي. *واشنطن تستبعد تدخلها عسكريا في إدلب إلى ذلك استبعد مستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين احتمال تدخل بلاده عسكريا في محافظة إدلب السورية على خلفية التصعيد الأخير الذي تشهده المحافظة. وأوضح أوبراين في كلمة بندوة عقدت بالعاصمة الأمريكيةواشنطن أن بلاده ستواصل التشديد على ضرورة وقف المجازر التي تطال المدنيين في إدلب. وتابع قائلا: نظام الأسد وداعموه أغاروا على القوات التركية والعناصر التي تعمل معها فهل يُنتظر منّا أن نلعب دور الشرطي الدولي وننزل بالمظلات إلى إدلب لإيقاف الاعتداءات؟ . ووصف أوبراين العلاقات بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين ب المتذبذبة مبينا أن واشنطن تسعى لإحلال السلام في سوريا. وأردف قائلا: الوضع في إدلب سيء للغاية والأسد لاعب سيء جداً وكذلك الإيرانيون والخطوات التي تُقدم عليها تركياوروسيا لا تساهم في تحسين الوضع هناك . وأوضح أن واشنطن ليست في وضعية يلزمها وقف الفعاليات السيئة للنظام وروسيا وإيران مشيرا إلى عدم وجود شيء سحري لإنهاء الوضع السيئ في إدلب . وفي ماي2017 أعلنت تركياوروسيا وإيران توصلهم إلى اتفاق منطقة خفض التصعيد في إدلب في إطار اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري. ورغم تفاهمات لاحقة تم إبرامها لتثبيت وقف إطلاق النار في إدلب وآخرها في جانفيالماضي إلا أن قوات النظام السوري وداعميه تواصل شنّ هجماتها على المنطقة.