يشتكى سكان قرية »أولاد منصور« ببلدية مقرة بولاية المسيلة، من أزمة عطش خانقة فرضت عليهم منذ مدّة طويلة. ورغم استفادة عدّة قرى ببلدية مقرة من عدّة مشاريع للقضاء على أزمة العطش، إلاّ أن وتيرة أشغالها تسير سير السلحفاة، وهو ما زاد من حدّة تذمّر السكان الذين لا زالوا يعتمدون على البغال والحمير لنقل الماء. كشفت زيارة »أخبار اليوم« الميدانية إلى هذه القرية مدى تكبّد سكانها لمعاناة عمّرت معهم طويلا في رحلة البحث عن قطرة ماء، حيث لاحظنا مع اقترابنا من القرية الحمير والبغال محمّلة بالدلاء والقارورات متّجهين نحو بئر تقليدي الذي يزوّد ثلاثة مشاتي بهذه المادة الضرورية للحياة. وحسب سكان القرية، فإن أزمة العطش التي لازمتهم منذ أزمنة طويلة فرضت عليهم اللّجوء إلى هذا البئر الذي لم يبخل عليهم بقطرة ماء، لكن ما أثار تذمّرهم هو التماطل في إنجاز المشاريع التي تخلّصهم حال تجسيدها من أزمة العطش وهذه المعاناة اليومية، حيث تمّت برمجتها منذ مدّة طويلة ولم تر النور إلى حدّ الآن. ولا يقتصر هذا الوضع على قرية »أولاد منصور«، بل تشهد القرى المجاورة لها نفس الوضعية على غرار قريتي »لقشايش« و»أولاد سعيد« اللتين استفادتا من نقب بقدرة ضخّ 15 لتر في الثانية، وكذا قرية »أولاد عريبة« حيث تمّ إنجاز نقب بقدرة ضخّ 10 لترات في الثانية. وانتهت الأشغال بهذا المشروع منذ حوالي عام تقريبا، لكن الماء لم يصل بعدُ إلى المواطن، حيث لا يزال ينتظر إنجاز دراسة للخزان. وحسب مصادرنا، فإن السلطات تراهن على مشروع سدّ »سوبلة« بالمنطقة الحدودية بين ولايتي سطيفوالمسيلة من أجل القضاء نهائيا على أزمة العطش التي أرهقت السكان بالجهة الشرقية للولاية، على غرار بلدية مقرة، الدهاهنة، برهوم وعين الخضراء. ويتخوّف سكان قرى »أولاد منصور، لقشايش« التابعة لبلدية مقرة، 55 كلم شرق ولاية المسيلة، من تعرّضهم لأمراض خطيرة قد تتسبّب في حدوث مشاكل صحّية لهم جرّاء استهلاكهم لمياه شرب ملوّثة بالحشرات المرئية والأوساخ، مع العلم أن مصالح النّظافة والصحّة أجرت معاينة سابقة لعيّنة تمّ فحصها وأثبتت خلالها عدم صلاحية استهلاك هذه المياه. يذكر أن هذه القرى تقطنها أزيد من 2700 نسمة كلّها تتزوّد بهذه المياه، وهو ما أثار تخوّف السكان، وما زاد من ذعرهم هو اكتشافهم مؤخّرا لطفيليات تسبح في قنوات المياه الصالحة للشرب وصلت إلى غاية حنفيات مساكنهم، وهو الأمر الذي يدفع بهؤلاء إلى التبليغ عن هذا الأمر للتحقيق ومعاينة المياه الملوّثة. للإشارة، فإن هذه الأخيرة لونها متغيّر وذات رائحة غريبة وتسبح فيها جراثيم متنقّلة، وهو ما ذهبت إليه المصالح التي أجرت المعاينة، وهي نفس الملاحظة التي استنتجتها خلال معاينة محيط البئر الذي يزوّد المنطقة ومناطق أخرى بالمدينة بمياه الشرب الذي عثر على جرذان وكلاب وحيوانات أخرى ميتة داخله.