احتج سكان قرية ستيتة، الواقعة ببلدية بئر العرش شرقي سطيف، على إنجاز مشاريع الري التي استفادت منها القرية ولم تأت بنتيجة إيجابية، بالرغم من أن الدراسة التقنية أنجزت من طرف مصالح مختصة واستهلكت مبالغ مالية معتبرة. طالب سكان قرية ستيتة بضرورة إيفاد لجنة لتحقيق في كل مشاريع الري المنجزة بالقرية التي لم تأت بنتيجة إيجابية، حيث أكد السكان في رسالة استلمتها “الفجر” مرفقة بعشرات الإمضاءات، أرسلت إلى وإلي الولاية وإلى السلطات المعنية، بأنهم يعانون من أزمة عطش خانقة أرهقت كاهلهم على مدار سنوات طويلة، حيث يواجهون ظروفا قاسية لجلب قطرة ماء يروون بها عطشهم، ودفعتهم هذا للتزود بهذه المادة بطرق تقليدية كالصهاريج التي تجرها الأحمرة والبغال من حنفية عمومية بوادي “ڤرڤور” التي تستمد مياهها من نقب “الحاسي” الذي يزود مركز البلدية. وذكر السكان بأنهم يضطرون في فصل الشتاء للاعتماد على مياه الأمطار أو تذويب الثلوج. بداية المشاريع التي استفادت منها القرية في مجال الري تعود إلى منتصف التسعينيات حينما استفادت القرية من إنجاز نقب بمنطقة “مقيرس” تم ربطه بالكهرباء بعد إيصالها على مسافة 1 كلم، وتم تزويده بمحول كهربائي، وفي الأخير لم يستفد منه السكان لأن نتيجته كانت سلبية، وبعد استفادة البلدية بنقب “تنوطيت” لتزويد مركزها بمياه الشرب تم تحويل نقب الحاسي لتزويد قرية “ستيتة”، إذ تم بناء خزان فوق هضبة بالقرية ومد شبكة المياه سنة 2004 بمبلغ مالي مقدر ب500 مليون. وبعد تراجع نقب “الحاسي” تم إنجاز نقب بجواره غير أن نتيجته كانت سلبية، كما أن أشغال الحفر أثرت على النقب الأول الذي أصبح غير صالح بعدما كان يزود بلدية بأكملها، لتستفيد القرية مرة أخرى من غلاف مالي جديد مقدر ب600 مليون دج يندرج في إطار برنامج التنمية المحلية لسنة 2010 لإنجاز نقب بمنطقة “غلاد” وبناء خزان ثان مع توسيع شبكة المياه، حيث انطلقت به الأشغال وتم حفر أزيد من 200 متر، إلا أن نتيجته كانت سلبية كباقي المشاريع الأولى، وهو ما طرح علامة استفهام كبيرة لدى السكان حول جدوى مكاتب الدراسات المتخصصة وإنفاق مبالغ مالية معبرة في مشاريع تكون نتائجها سلبية. وحسب رئيس بلدية بئر العرش، فإن مصالح البلدية تقوم بتزويد سكان قرية ستيتة بالصهاريج بصفة مستمرة. وبخصوص المشاريع، فأشار إلى أن أشغال إنجاز نقب وخزان جارية، وأن هناك أشغالا أخرى لتعميق نقب “الحضيرة” الذي سيقلل من حدة أزمة العطش التي تعرفها القرية.