شهد أمس مجلس قضاء العاصمة حضورا إعلاميا كبيرا سواء من الصحافة الوطنية وحتى الأجنبية التي جاءت خصيصا لتغطية محاكمة الجزائري (س·اسكندر) الذي تم تجنيده من طرف حنبعل القذافي لضرب مواقع حساسة من شأنها أن تهز الوضع الاقتصادي والديبلوماسي الجزائري في الساحة الدولية، حيث خطط نجل القذافي لتفجير مطار جنيف ومنشأتين اقتصاديتين بكل من باريس وروما، غير أن هيئة المحكمة ارتأت تأجيل الفصل في القضية إلى الدورة الجنائية بسبب غياب دفاع المتهم ما أثار الكثير من الغموض حول حقيقة علاقة القيادات الليبية بتنظيم القاعدة· جلسة المحاكمة شهدت توافد عدد من الشخصيات السويسرية التي انتقلت خصيصا لمعرفة تفاصيل القضية التي أثارت الرأي العام الدولي خاصة وأن العقل المدبر لهذه السلسلة من التفجيرات هو نجل معمر القذافي الذي كان يخطط لنسبها فيما بعد لتنظيم القاعدة انتقاما لمتابعته وزوجته من طرف القضاء السويسري في قضية الاعتداء على خادمتهما داخل فندق، غير أن مصالح الأمن منعت دخول أي شخص لقاعة المحاكمة ما عدا وسائل الإعلام كما لقت صعوبة بالغة في نقل المتهم إلى المؤسسة العقابية نظرا للتوافد الكبير للمهتمين بالقضية خاصة من الجانب السويسري· وقد أثار تأجيل الملف الكثير من نقاط الاستفهام حول حقيقة القيادات الليبية التي اتخذت حسب ما ورد في الملف سياسة التهديد والتعذيب وسيلة لتجنيد العمالة العربية واستخدامها كأهداف للقيام بعمليات إرهابية وحول حقيقة علاقات هذه القيادات بتنظيم القاعدة وبجميع العمليات الإرهابية التي استهدفت الدول الغربية حيث كان من المتوقع أن يفصح أمس المتهم عن الكثير من خبايا النظام الحاكم بليبيا وخاصة أنه كان جد مقرب منهم· وتجدر الإشارة أن الملف يضم حسب ما نشرته أخبار اليوم في عدد سابق أن حنبعل القذافي اختار الجزائري (س· اسكندر) الذي كان يعمل كنادل بمركز استراحات الشخصيات الليبية لتجنيده بعدما زوده بهوية مزورة لنقيب عسكري وسلاح وهذا بعد أن قام بتعذيبه لتسريبه معلومات حول الوضع الصحي للرجل الثاني في القيادة البحرية الليبية والذي تعرض للضرب من طرف حنبعل الذي كان في حالة سكر غير أن المتهم وخوفا من أن يلقى نفس مصير فتاة من جنسية مغربية التي تعرضت للتعليق على جذع شجرة ثم القتل رميا بالرصاص بأمر من حنبعل فضل الهروب ودخول التراب الوطني عن طريق منطقة الدبداب قبل أن يتوجه للسفارة الفرنسية بعنابة والتصريح بما جرى له·