بقلم: رشيد حسن من أكبر المفاجآت التي كشف عنها وباء الكورونا هي هشاشة الدول الكبرى. ونقصد التي يجمعها النظام الرأسمالي المتجسد في الامبريالية المتوحشة. بصورتها الامريكية الفاضحة. !! الكورونا أسقطت القناع عن واقع هذه الدول وخاصة أميركا. التي فرضت نفسها زعيمة للعالم بالعصا. بقواعدها الجوية المنتشرة في اكثر من 86 دولة. وبأساطيلها التي تجوب المحيطات. وتطوق العالم من أقصاه الى أدناه. وبمزيد من التفاصيل.
فالكارثة التي حلت بهذه الإمبراطورية وقد اعترف بها ترامب بعد طول مراوغة وقد اصبحت الدولة الاكثر عددا بإصابات الوباء أكثر من نصف مليون اصابة والاكثر في عدد الوفيات 22 ألف وفاة حتى مساء الاحد12 الجاري. وقد تحولت حواضرها وخاصة نيويورك. العاصمة الاقتصادية والمالية والسياسية للعالم الى مدينة اشباح. الى مدينة اموات. بعد ان غطت الجثث الشوارع والحدائق العامة في ظل عجز ثلاجات المستشفيات عن استيعابها. فاضطرت سلطات المدينة الى حفر خنادق في جزيرة هارت لدفن الموتى. القرصان الذي كان لوقت قريب 22 جانفي يتبجح بان الكورونا مرض عادي..انفلونزا خفيفة.. لا تحتاج الى الكثير من الاستعدادات. وانها بإمكاناتها الهائلة قادرة على القضاء على الفيروس ولن تقوم بحجر المواطنين في منازلهم كما فعلت الصين.. ترامب المتبجح هذا لم يقم بتوفير الكمامات واجهزة التنفس لمواطنيه المصابين بالمرض. فاضطر لدب الصوت عاليا.. طالبا النجدة من الصين التي طالما هاجمها وطالما تهكم عليها. وطالبا المساعدة من عدوه اللدود بوتين .. فأرسلت الدولتان الطائرات تحمل ملايين الكمامات والاجهزة الطبية الضرورية لإنقاذ المرضى الامريكيين. ونسجل هنا مفارقة تمثلت بإسراع فيتنام الدولة الفقيرة والعدو الاول لأميركا في عقد السبعينيات من القرن الماضى والتي تصدت بفقرها وارادتها التي لا تنكسر الى العدوان الاميركي وتمكنت من الانتصار على اكبر امبراطورية في التاريخ..وتمريغ سمعتها في التراب.. بعد ان اضطر سفيرها الى الهروب بطائرة هليوكبتر حطت على ظهر السفارة في هانوي.. الدول الكبرى اثبتت انها هشة.. قائمة على الهيمنة واستلاب الاخرين فلم تحقق العدالة الاجتماعية لمواطنيها ولم تقم ببناء نظام صحي متطور ومختبرات قادرة على مواجهة الاوبئة. وكل همها تطوير الاسلحة للسيطرة على الاخرين وتحويل العالم كله الى عبيد يأتمرون بأمر اليانكي.. دول فقدت هيبتها وفقدت مبرر سيطرتها على المشهد العالمي وفقدت مبرر تفردها بمقاعد مجلس الامن..الخ الكورونا اسقطت النظام الدولي المتداعي وها هي تمهد لإقامة نظام جديد..