دعا رشيد بن عيسى وزير الفلاحة والتنمية الرّيفية أمس الأوّل بالجزائر، كلّ محترفي ومنتجي الحليب إلى التحاور الجادّ الذي تمّت مباشرته مؤخّرا من أجل الخروج بمقترحات ومساعي كفيلة تتماشى والأهداف والانتقال من مرحلة الاستيراد المفرط لمسحوق الحليب إلى تطوير عملية جمع الحليب الطازج. وبدا من خلال كلام الوزير أن الجزائر »تكافح« لتقليص فاتورة استيراد الحليب. وصرّح الوزير بن عيسى على هامش جلسة علنية بالمجلس الشعبي الوطني خصّصت للأسئلة الشفوية بأن مختلف أطراف فرع الحليب بصدد التفاوض لتحديد أحد الآليات الرّامية إلى تقليص استيراد مسحوق الحليب ورفع نسبة إدماج الحليب الطازج في الإنتاج، وبالتالي تقديم اقتراح للديوان الوطني المهني للحليب الذي سينقله إلى الوزارة، مؤكّدا أن الإجراءات التي وضعتها الحكومة لبلوغ الهدف المرجو يتحادث بشأنها حاليا مختلف المتعاملين حتى يجد كلّ طرف حسابه. مضيفا أن الأمر يتعلّق بإيجاد أحسن وسيلة لضمان السوق بصفة منتظمة من جهة ورفع إدماج الحليب الطازج في الإنتاج من جهة أخرى، وبالتالي تقليص استيراد مسحوق الحليب. لهذا، قامت السلطات العمومية بوضع العديد من الإجراءات المالية والمادية التحفيزية، حيث منحت الدولة لهذا الفرع الاستراتيجي إعانة بقيمة 12 مليار دج سنة 2009 وتعود ب 12 دج للتر بالنّسبة للمربّي و5 دنانير بالنّسبة للجامع و4 دنانير لإدماج الحليب الطازج في إنتاج الحليب المعبّأ في أكياس، والذي يستفيد من إعانة ليباع بسعر 25 دينارا. *** أمل بلوغ نسبة 35 ٪ من الحليب الطازج تريد السلطات العمومية من هذه العملية رفع نسبة إدماج الحليب الطازج من 18 ٪ سنة 2009، ما يمثهل إنتاج 400 مليون لتر إلى نسبة 35 ٪ سنة 2010، أي إنتاج 550 مليون لتر. ففي سنة 2009، كان إدماج الحليب الطازج في مسار التحويل على مستوى مصانع الحليب من بين أهمّ العوامل التي مكّنت الجزائر من تقليص وارداتها ب 40000 طنّ من مسحوق الحليب، أي ربح حوالي 100 مليون دولار. حيث أعلن السيّد بن عيسى في هذا الصدد أنه تمّ استيراد ما يقارب 14000 بقرة حلوب في 2009 من طرف الخواص، وما يفوق 12700 بقرة خلال الثلاثي الأوّل من سنة 2010. وذكّر بأن إنتاج الحليب الطازج انتقل من 2.23 مليار لتر سنة 2008 إلى 2.45 مليار لتر سنة 2009. علما أن واردات مسحوق الحليب التي قام بها الديوان انخفضت ب 25000 طنّ بين 2008 و2009، حيث انتقلت من 145000 طنّ إلى 120000 طنّ، وبلغت الفاتورة الإجمالية للحليب ومشتقّاته 76.862 مليون دولار سنة 2009 مقابل 28.1 مليار دولار سنة 2008، أي انخفاض بنسبة 9.32 ٪. *** لهذا السبب اضطرب توزيع الحليب أوضح بن عيسى على هامش اجتماع اللّجنة المهنية المشتركة للحليب أنه يتمّ على مستوى الفرع البحث عن كيفية عقلنة استعمال مسحوق الحليب، »ونريد أن تتمّ هذه العملية بإشراك جميع الفاعلين«. مضيفا أن هذا البحث يندرج في إطار السياسة القطاعية الخاصّة بهذا الفرع الاستراتيجي، والتي تهدف إلى التقليص من واردات مسحوق الحليب وتعزيز طاقات الإنتاج الوطنية. وبخصوص الاضطرابات المسجّلة خلال الأيّام الأخيرة في توزيع حليب الأكياس، طمأن الوزير بأن السوق مستقرّة وستبقى كذلك، محذّرا من عمليات استفزاز بعض المتعاملين الذين يتّخذون المستهلك كرهينة. وحسب بعض المتعاملين، ترجع هذه الاضطرابات إلى قرار الديوان الوطني المهني المشترك للحليب المتمثّل في التقليص من الحصص المعتادة الممنوحة للمحوّلين. ومن بين مهام الديوان الوطني المهني المشترك للحليب توزيع مسحوق الحليب الذي تدعّمه الدولة للمحوّلين الذين عليهم استعماله فقط في إنتاج حليب الأكياس المحدّد سعره. وأشار الوزير إلى أنه من مجموع 80 ملبنة تتزوّد من الديوان توصّلت 70 منها إلى حلّ وسط بخصوص تقليص استعمال المسحوق ورفع نسبة أدراج الحليب الطازج في الحليب المعبأ في أكياس، مضيفا أن العشر وحدات الأخرى التي أخذت حصصها لشهر جوان توجد في طور التحادث ضمن اللّجنة المهنية المشتركة للحليب. وأكّد الوزير أن تقليص الحصص لم يطبّق بعد كون أن لجنة الضبط المكلّفة بهذا الملف على مستوى اللّجنة المهنية المشتركة للحليب لم تعلن بعد عن نتائجها. ويكمن دور هذه اللّجنة في إيجاد وسائل تقسيم المسحوق على وحدات التحويل وتشجيع إدراج الحليب الطازج في عملية إنتاج الحليب المعبّأ في أكياس. وتمّ تنصيب لجان أخرى من قبل اللّجنة المهنية المشتركة للحليب، لا سيّما لجنة الإنتاج الحيواني التي تتكفّل بتطوير زراعات الأعلاف ولجنة الحماية والصحّة الحيوانية واللّجنة الخاصّة بالتكوين. وأكّد السيّد بن عيسى أن الدولة مستعدّة لتوجيه الدّعم الذي تمنحه السلطات العمومية لدعم مسحوق الحليب نحو استعمال الحليب الطازج من قبل المحوّلين. من جهة أخرى، دعا الوزير أعضاء اللّجنة المهنية المشتركة للحليب إلى تنصيب ستّ لجان جهوية في حدود شهر أكتوبر المقبل لتقريب الأطراف الفاعلة واستحداث فضاءات للتشاور والتنظيم على المستوى الجهوي بغية إحداث تنمية مستديمة في هذا المجال.