بقلم: رشيد حسن* بدون مقدمات... الاحتلال الصهيوني.. هو احتلال استئصالي..إحلالي...كولونيالي.. يستهدف الأرض والإنسان. ولذا فهو اخطر من وباء الكورونا ..رغم مناخ الموت الذي فرضته هذه الجائحة في طول العالم كله لم تستثن بلدا واحدا وحولته الى مجرد مستشفى كبير بسعة الكرة الأرضية يحتجز أكثر من نصف البشرية. وباء الكورونا سيرحل حتما عاجلا أو آجلا وسيهزم بإرادة وجهود آلاف العلماء والأطباء الذين يعملون ليلا نهارا وعلى مدار الساعة وفي آلاف المختبرات.. يحدوهم الأمل باكتشاف الترياق الشافي الذي سيهزم المرض.. ويهزم الموت.. ويهزم الخوف والهلع.. ويعيد للحياة معناها الجميل وقدسيتها.. ويعيد للإنسانية قيمها المسفوحة .. ويعيد للحضارة رونقها وبهائها بعد ان توقفت لشهور.. طغى فيها الظلام على النور وأصبحت اكبر حواضر العالم مسرحا للأشباح بعد ان كانت تنبض بالحياة والفنون والعلوم والحياة الجميلة بكل افانينها واقانيمها.. واحلامها السعيدة.. الكورونا لن تستمر الى الابد.. لن تستمر طويلا.. وستنتهي هذه الغيمة السوداء..كما انتهى وباء الطاعون والكوليرا والانفلونزا الاسبانية..الخ.. وقد أصبحت هذه الاوبئة مجرد كوابيس تستذكرها البشرية حين تجتاحها أوبئة أخرى غير معروفة كالكورونا . العالم كله يتحد ضد الكورونا .. يتسابق العلماء في اكتشاف العلاج الناجع لقهر المرض.. في حين نجد دولا كأميركا تقف مع الاحتلال.. وتدعم الاستيطان. وتضرب بالقوانين الدولية ذات الصلة عرض الحائط.. لأنها ببساطة هي من أسهمت وبقوة في إقامة الكيان الصهيوني وكانت وراء وعد بلفور وقامت بتزويد العدو بأحدث الأسلحة وبأحدث التكنولوجيا ليتفوق على كافة الدول العربية فأصبحت إسرائيل مجرد حاملة طائرات وقاعدة متقدمة للامبريالية الأميركية المتوحشة لنهب النفط والثروات العربية وفرض التبعية على دولها. وها هو القرصان ترامب يقوم بعدوان جديد على الشعب الفلسطيني من خلال جريمة القرن والتي تنص على استلاب فلسطين كلها والقدس وإهدائها للكيان الصهيوني والحكم على 6 ملايين لاجئ بالنفي الأبدي.. المتابع للشأن الإسرائيلي يلاحظ ان العدو تعامل في البدء باستهتار مع وباء الكورونا ولم يطبق إجراءات الصحة الدولية ما أدى الى ان يستبيح الوباء الكيان الصهيوني بشراسة ويوقع حتى الان 17 الف إصابة وبقي جهد الإرهابي نتنياهو منصبا على تنفيذ جريمة القرن والاعلان عن ضم منطقة الاغوار والمستوطنات في تموز القادم. وفي هذا الشأن نشير الى الطابع العنصري و الابرتهايد الفاشي الذي حكم إجراءات العدو.. وهي تتجاهل المدن والقرى العربية من اجراءات الحماية ما دفع بالأطباء والممرضين العرب الى اعلان النفيرالعام واتخاذ الاجراءات الصحية اللازمة لحماية شعبهم والمجتمع ككل..وهو ما حدا بصحيفتي هارتس الاسرائيلية و الليموند الفرنسية الى الاشادة بأصحاب المعاطف البيضاء من الأطباء العرب وجهودهم وتضحياتهم وهم يتقدمون الصفوف الأمامية في التصدي للموت وحماية الآخرين من الوباء... باختصار.. وباء الكورونا سيزول بفعل تكاتف المجتمع الدولي وتسخير كافة إمكاناته العلمية للوصول الى الترياق الشافي الذي سيضع حدا لعذابات البشرية... اما زوال الاحتلال فلن يتم بسرعة.. في ظل الدعم الاميركي والتواطىء الاوروبي والتطبيع العربي وسيبقى شعبنا مصلوبا على صليب المعاناة وسيبقى شلال الدماء الفلسطينية منهمرا لا يتوقف كسبيل وحيد لطرد الغزاة وتطهير الارض من أدرانهم.. مؤكدا ومذكرا المتأسرلين.. بان الدم الفلسطيني ينتصر دائما على سيف الغزاة.