الاحتجاجات تتوسع وترامب في مواجهة العاصفة جريمة مينيابوليس تُشعل غضب العالم حبس العالم أنفاسه خلال الأيام الخمسة الماضية من الاحتجاجات المدنية التي شهدتها مدن أمريكية عدة عقب مقتل أمريكي من أصل إفريقي أثناء اعتقاله على يد الشرطة وامتدت الاحتجاجات إلى خارج أمريكا حتى وصلت أوروبا. ق.د/وكالات تصدّرت صور السيارات المحترقة وشرطة مكافحة الشغب الأمريكية الصفحات الأولى للصحف في جميع أنحاء العالم بدلاً من أخبار جائحة فيروس كورونا التي هبطت إلى المرتبة الثانية في الاهتمام والتغطية. وحث الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في تغريدات ليل الأحد حكام الولايات على مواجهة العنف. وغرد: كونوا صارمين مع الفوضويين واستدعوا الحرس الوطني الآن . ودعا إلى ضرورة إصدار أحكام سجن لمدد طويلة على المخربين وأضاف حول التخريب: ليس هذا ما تريده أمريكا . وشدد على أن تجاوز خطوط الدولة يستوجب قوة عسكرية غير محدودة واعتقالات . واشار إلى أن الحرس الوطني اعتقل مشاغبي مينيابولس الذين أتوا من خارجها . وطلب ترمب فرض النظام والقانون في فيلادلفيا الآن . وقال: إنهم ينهبون المتاجر في فيلادلفيا ويجب استدعاء الحرس الوطني . وعلق ترمب على الشغب: هل هذا ما يريده الناخبون من جو النعسان ؟ في إشارة إلى المرشح الديمقراطي المحتمل لانتخابات الرئاسة الأمريكية جو بايدن. وفي وقت سابق طلب الرئيس الأمريكي نشر الحرس الوطني في باقي المدن الأمريكية لمواجهة الاحتجاجات متهماً وسائل إعلام أمريكية بنشر الكراهية والفوضى. كما اتهم ترمب مجموعة أنتيفا بقيادة الاحتجاجات التي شهدتها مدينة مينيابوليس في ولاية مينيسوتا الأمريكية مؤكداً أنه سيصنف هذه الحركة منظمة إرهابية . وقال ترمب في تغريدة عبر صفحته الرسمية على موقع تويتر: أهنئ حرسنا الوطني على العمل الرائع الذي قاموا بها فور وصولهم إلى مينيابوليس في مينيسوتا الليلة الماضية . وأضاف قائلا: كان يجب على عمدة الولاية أن يسكت الفوضويين في الليلة الأولى ولو كان فعل ذلك لما واجهنا مشكلة حينها. وقال ترمب في تغريدة لاحقة أنه سيُصنف أنتيفا منظمة إرهابية. يذكر أن مجموعة أنتيفا هي حركة توصف بأنها يسارية وتهدف لمحاربة الفاشية بدأت في أوروبا وانتقلت إلى أمريكا مع بروز حركة ما يُعرف ب سيادة العرق الأبيض . وتزايدت الاحتجاجات المتوترة في أمريكا الأحد واندلعت في 30 مدينة أمريكية على الأقل في احتجاجات على مقتل جورج فلويد الأمريكي من أصول إفريقية على يد ضابط شرطة في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا. وفي مدينة إنديانابوليس عاصمة ولاية إنديانا الأمريكية أكدت الشرطة مقتل أحد المحتجين وإصابة اثنين آخرين. الشرطة لم توضح ملابسات إطلاق النار والجهة المسؤولة عنه لكنها أكدت أن عناصرها لم يطلقوا النار. وأكدت الشرطة في الولاية إطلاق قنابل مسيلة للدموع بعد تواصل أعمال الشغب والنهب أثناء الليل. *تضامن عالمي وفي العاصمة الألمانية برلين احتج ما يقارب 1500 شخص تحت شعار العدالة لجورج فلويد وذلك على خلفية مقتل المواطن الأمريكي من أصل إفريقي جورج فلويد الذي توفي الاثنين الماضي على يد شرطي في مدينة مينيابوليس في ولاية مينيسوتا. وشارك في الاحتجاجات حوالي 1500 شخص من مختلف الأطياف السياسية والمجتمع المدني مطالبين بالعدالة لفلويد كما عرضوا ملصقات حملت شعارات لا أستطيع التنفس و أن تكون أسود ليس جريمة علما أن الترخيص للتظاهرة منح الحق لحوالي 100 شخص فقط بالمشاركة. وذكرت الشرطة الألمانية أن مسيرة برلين جرت بطرق سلمية. وتظاهر حوالي 2000 شخص أمام سفارة الولاياتالمتحدة في برلين. وأشارت شبكة إيه آر دي الإخبارية إلى أن الدعوة للتظاهرة أتت بمبادرة عبر الإنترنت. وتجمّع الآلاف في وسط لندن لدعم المتظاهرين الأمريكيين وهم يرددون لا عدالة! لا سلام! ملوّحين بلافتات حيث تجاهل المتظاهرون تدابير التباعد الاجتماعي لكبح تفشي الوباء. وفي إيطاليا كتب مراسل صحيفة كورييري ديلا سيرا في الولاياتالمتحدة ماسيمو غاغي أن ردّ الفعل على مقتل فلويد كان مختلفاً عن الحالات السابقة التي قُتل فيها أمريكيون سود على أيدي الشرطة واستمرار العنف. وكتب غاغي: هناك حركات سوداء غاضبة لم تعد تقنع بالمقاومة السلمية مشيراً إلى تحذير حاكم ولاية مينيسوتا من أن الجماعات الفوضوية والجماعات التي تنادي بسيادة البيض تحاول تأجيج الفوضى . وفي البلدان ذات الحكومات الاستبدادية سلّطت وسائل الإعلام الحكومية الضوء على الفوضى والعنف في المظاهرات الأمريكية بهدف تقويض انتقادات المسؤولين الأمريكيين لدولهم. ففي الصين نظرت الحكومة إلى الاحتجاجات من منظور انتقاد الحكومة الأمريكية لقمع الصين للاحتجاجات المناهضة للحكومة في هونغ كونغ. وغرّد رئيس تحرير صحيفة غلوبال تايمز المملوكة للدولة هو شي جين عبر تويتر قائلاً إن المسؤولين الأمريكيين يمكنهم الآن رؤية الاحتجاجات من نوافذهم الخاصة: أريد أن أسأل رئيسة مجلس النواب بيلوسي والوزير بومبيو: هل يجب أن تدعم بكين الاحتجاجات في الولاياتالمتحدة مثلما مجدّتم مثيري الشغب في هونغ كونغ؟ . وأشارت هوا تشونينغ وهي متحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية إلى الاضطرابات العرقية الأمريكية بتغريدة: لا أستطيع التنفس وهو ما قاله فلويد قبل وفاته. كما أعربت روسيا عن عدم دهشتها. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان هذا الحادث ليس غريباً عن الحادثة الأولى في سلسلة من السلوك غير القانوني والعنف غير المبرر من سلطات تطبيق القانون الأمريكية . وأضافت الشرطة الأمريكية ترتكب مثل هذه الجرائم الكبيرة في كثير من الأحيان . كما كانت هناك تعابير تضامن مع المتظاهرين فخلال عطلة نهاية الأسبوع أغرق المتظاهرون اللبنانيون المناهضون للحكومة وسائل التواصل الاجتماعي بتغريدات متعاطفة مع المحتجين الأمريكيين باستخدام هاشتاغ أمريكا تنتفض في تقليد لشعار حركة الاحتجاج في لبنان- لبنان ينتفض - التي اندلعت في 17 أكتوبر من العام الماضي. وفي غضون 24 ساعة أصبح هاشتاغ أمريكا تنتفض الرقم 1 في لبنان.