الكثير من المواد الغذائية ومع حلول فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة تصبح سريعة التلف، وبالتالي تشكل خطرا على المواطن ما لم يحذر عند اقتنائها، فماذا لو كانت، وبالإضافة إلى ذلك، تباع في أماكن لا تطابق أدنى معايير النظافة؟ السردين هو الغذاء الذي يحبه الكثير من المواطنين، ويفضلونه على أكلات أخرى، حيث أن بعض العائلات الجزائرية متعلقة به إلى درجة أن صارت تخصص له يوما في الأسبوع، كالخميس مثلا، مثله مثل الطبق الأشهر في الجزائر أي الكسكس، والتي تطهوه أغلب العائلات العاصمية كل يوم جمعة، إلاّ أنّ السردين وبحلول الصيف يصبح من الواجب الحذر معه، خاصة بالنسبة للذين اعتادوا شراءه من الباعة المتجولين، والذين تجدهم يمرّون بالأحياء والشوارع، يبيعون سلعهم في صناديق لا توافق أدنى شروط ومعايير النظافة، وهو الأمر الذي وقفنا عليه، ليس عبر هؤلاء الباعة المتجولين فقط، بل حتى في الأسواق الفوضوية، والتي ما زالت تلك الصناديق المهترئة والتي اسوّدت من كثرة الاستعمال، لا زال البعض يعتمد عليها لنقل السردين، رغم أنّ المواطنين يشتكون يوميا، بل إنهم يئسوا من التذمر والشكوى من تلك الحالة التي يباع فيها السردين، خاصّة وأنّ البديل موجود، وهي صناديق بلاستيكية كان من الممكن الاعتماد عليها. في سوق بومعطي، وفي المسمكة، ومارشي 12 ببلكور، والسوق البلدي لبوزريعة، بل في كل الأسواق الشعبية التي يباع فيها السردين، لم ولا يفكر التجار في بيعه عبر صناديق بلاستيكية، وكيف يفعلون والرقابة شبه منعدمة؟ ويقول لنا بائع سردين بالسوق البلدي لبوزريعة إنه يراعي مقاييس النظافة، وإن سلعته تأتيه مباشرة من البحر عبر شاحنات تحفظ البرودة، كما أنّ الصناديق الخشبية التي يبيع فيها يحرص على تنظيفها بشكل يومي، ولهذا فهي لا تشكل، حسبه، أيّ خطر على صحة المواطن الذي يشتريها، ولم يسبق أن اشتكى له أحد زبائنه منها. أما عن سبب تفضيلها عن تلك البلاستيكية، فصارحنا بأنّ هذه الأخيرة غالية الثمن، وأنها بالإضافة إلى ذلك تنكسر بسرعة على عكس الخشبية التي حتى وإن انكسرت فيمكن تصليحها وترقيعها. ثمّ أضاف دون أن نعلم إن كان مجدا أو كان يمزح »لسنا أحسن من الذين سبقونا، والذين كانوا يستعملونها«. أما المواطنون فبعضهم لم يفكر حتى في الأمر، وفيما إذا كانت تشكل بالفعل خطرا على صحته، وقال لنا أحدهم إنه يجازف يوميا في شراء المواد الغذائية، والقليل من المحلات تحافظ على النظافة وتحترم المقاييس المطلوبة لذلك، لهذا لم يعد يهتم، أو لم يعد ينتبه للمواد التي يشتريها، أما مواطن آخر فعبر لنا عن استيائه من هؤلاء الباعة، والذين قال لنا عنهم إنهم بقدر ما يربحون بقدر ما يزدادون طمعا وجشعا، وإنه قد أقسم على ألاّ يشتري سردينا ما دام يباع بتلك الطريقة المهينة للمستهلك، وحتى لو تأكد من عدم وجود خطر، فإن شراءه له يعتبر تشجيعا لهؤلاء التجار الذين لم يجدوا من يوقفهم عند حدّهم.