ضيّع وداد بوفاريك فرصة الارتقاء إلى البطولة المحترفة الثانية على إثر التراجع الذي سجّله في الجولات الأخيرة من عمر البطولة، ممّا سمح لفرق المقدّمة بالتدوال على صدارة الترتيب، الأمر الذي أثار سخط الأنصار الذين حمّلوا أعضاء الطاقمين الفنّي والإداري مسؤولية خروج الفريق من سباق الصعود قبل جولة واحدة من اختتام البطولة عقب الهزيمة التي تكبّدها الوداد أمام مضيفه شباب عين الترك، ممّا فتح المجال لشباب الساورة لافتكاك تأشيرة الصعود، في حين أنهى ممثّل مدينة البرتقال البطولة في المرتبة الثالثة، والتي اعتبرها المشرف الأوّل على الجانب الفنّي مجيد بوغراب جدّ إيجابية بالنّظر إلى المشاكل العويصة التي كادت تعصف بالفريق، مؤكّدا من خلال هذا الحوار الذي أجريناه معه أن هدف الصعود لم يكن من بين الأهداف المسطّرة. حاوره: ي· تيشات - كيف تقيّم مسيرة الوداد بعد تضييع تأشيرة الصعود في الجولة ما قبل الأخيرة؟ -- أعتبر النتائج التي حقّقناها جدّ إيجابية وتفوق بكثير الإمكانات التي يتوفّر عليها الفريق، خاصّة من النّاحية المالية، ممّا أثّر سلبا على معنويات اللاّعبين بسبب عدم تلقّيهم بقّية مستحقّاتهم المالية في الآجال المحدّدة، لذا أنا جدّ راض عن مشوار الفريق رغم تضييعنا ورقة الصعود بطريقة كان بإمكاننا تفاديها لو تمّ حلّ الإشكال المالي في الوقت الذي كان فيه اللاّعبون في أمسّ الحاجة إلى جزء من حقوقهم لدفعهم إلى بذل المزيد من الجهد ومواصلة البطولة بنفس العزيمة والإدارة· لكن للأسف لم يتجسّد ذلك على أرض الواقع، ممّا تسبّب في تهاون بعض اللاّعبين وفتح المجال للفرق التي كانت هي الأخرى مرشّحة للصعود لاعتلاء الصدارة قبل أن يتمّ الحسم في ورقة الصعود لفائدة شباب الساورة في آخر جولة من عمر البطولة· - نفهم من كلامك أن فريقك دفع ثمن إهمال السلطات الوصية·· -- طبعا السلطات الوصية لم تلعب دورها على أحسن ما يرام من النّاحية المالية، إذ كان بإمكانها حلّ الإشكال المطروح في الوقت الذي كان فيه الفريق في أمسّ الحاجة إلى إعانة مالية مستعجلة لتسوية جزء من الديون التي تثقل كاهل النّادي، وهذا لا يعني أن ذات السلطات تهاونت، بالعكس فقد قامت بواجبها وفقا للإمكانات المالية التي تتوفّر عليها· - لذا يمكن القول إن من الصّعب على وداد بوفاريك دخول الاحتراف بالنّظر إلى قلّة الإمكانات، أليس كذلك؟ -- بطبيعة الحال، الانخراط في البطولة المحترفة يتطلّب توفير كافّة الشروط الضرورية وبالأخص من النّاحية المالية، لذا يتوجّب على المعنيين إعادة النّظر في العديد من الأمور وانتهاج سياسة مدروسة ليكون الوداد في المستوى من كافّة الجوانب لدخول عالم الاحتراف من الباب الواسع، لأنه في الوقت الحالي ليس بمقدور النّادي مواكبة البطولة المحترفة بسبب قلّة الموارد المالية، ناهيك عن الحالة الكارثية التي يتواجد فيها الملعب بسبب عدم صلاحية أرضية الميدان، حيث أضحت تشكّل خطرا على اللاّعبين· - بعد ختام البطولة هل تفكّر في البقاء أم العكس؟ -- في الوقت الرّاهن أفضّل أخذ قسط من الرّاحة بعد التعب الكبير الذي نال منّي طيلة الموسم وبعدها سأفكّر في مستقبلي، لكن هذا لا يعني أنني سأغادر الوداد بالعكس أفضل إعطاء الأولوية لوداد بوفاريك على الفرق التي تريد الاستفادة من خدماتي بداية من الموسم المقبل، لكن يتوجّب على المعنيين توفير الشروط الضرورية لمواصلة العمل الكبير الذي قمنا به، والذي أثمر بإنهاء البطولة في مرتبة مشرّفة· - لكن البعض انتقدوك بحجّة أنك تتحمّل مسؤولية الإخفاق في الصعود·· -- كما قلت لك سالفا أنا جدّ مرتاح من هذا الجانب لأنني عملت بنيّة وإخلاص رفقة أعضاء طاقمي الفنّي، وأقول للذين يرون أنني السبب في تضييع الصعود إن الهدف الذي سطّرناه رفقة أعضاء الطاقم الإداري هو تكوين فريق مشكّل من لاعبين شبّان من أجل بلوغ الصعود في أقرب وقت ممكن وهو ما تجسّد ميدانيا، حيث وبالرغم من الصعوبات التي أعاقت عملنا إلاّ أننا تمكّنّا من تشكيل فريق سيكون له شأن كبير في المستقبل القريب شرط أن يتمّ الاحتفاظ بغالبية اللاّعبين الحاليين· - في حال بقائك هل تطالب الإدارة بتدعيم التشكيلة؟ -- هذا سؤال سابق لأوانه لأنني لم أحدّد بعد وجهتي المقبلة، وكلّ ما أقوله إنني في حال مواصلة مهامي خلال بطولة الموسم المقبل سأقوم بتدعيم التشكيلة بثلاثة أو أربعة لاعبين من أجل تغطية النّقص الفادح الذي ظهر على مستوى الخطّ الأمامي وبدرجة أقل على مستوى محور الدفاع· - هناك حديث عن عدم مرور التيّار بينك وبين بعض اللاّعبين، هل تؤكّد ذلك؟ -- بالعكس علاقتي متينة مع جميع اللاّعبين وليس هناك أيّ إشكال من هذا الجانب، اللّهم إلاّ لاعب أو اثنين لأسباب انضباطية محضة لأنني لست من المدرّبين الذين يتعاملون مع اللاّعبين بالعاطفة لأن تحقيق النتائج الإيجابية يمرّ عبر الاعتماد على اللاّعبين الأكثر جاهزية وليس الاعتماد على اللاّعبين الذين يلعبون بالاسم وفقط، الأمر الذي لم يعجب بعض اللاّعبين· - ماذا تقول عن صعود شباب الساورة؟ -- أهنّئ هذا الفريق على تحقيقه الصعود لكن هذا لا يعني أنه هو الأجدر بذلك وإنما العكس، فحسب رأيي الشخصي هذا الفريق لا يستحقّ الصعود مقارنة بالفرق التي كانت مرشّحة لذلك، على غرار شبيبة الشرافة وشباب عين الترك وطبعا فريقي وداد بوفاريك، لأن الانتصارات التي حقّقها شباب الساورة خارج قواعده تبقى محل شكّ، خاصّة في الجولات الأخيرة من عمر البطولة· - تريد القول إن هناك تلاعبا في نتائج بعض المباريات·· -- بطبيعة الحال هذا شيء مفروغ منه، ممّا يوجب على الجهات الوصية إعادة النّظر في العديد من الأمور للتقليل من حدّة التلاعب بنتائج المباريات، لأنه وللأسف الشديد الكولسة هي التي أصبحت تحدّد هوية الفريق الذي يصعد بطريقة مكشوفة· - بماذا نختم هذا الحوار؟ -- أغتنم هذه الفرصة لأقول لأنصار وداد بوفاريك إنني عملت بنيّة خالصة من أجل إدخال الفرحة في نفوسهم، لكن وللأسف الشديد لم يتحقّق ذلك في آخر المطاف لعوامل فاقت طاقتنا، لذا أطلب منهم الوقوف إلى جانب فريقهم وعدم الاستماع إلى كلام الشارع لأن الوداد ملك لجميع سكان مدينة بوفاريك وليس ملكية خاصّة· كما أتمنّى من صميم قلبي أن يتجاوز المنتخب الوطني الفترة الصّعبة التي يمرّ بها ويستعيد عافيته في أقرب الآجال مع المدرّب الجديد الذي سيكون على رأس العارضة الفنّية، وأناشد رئيس (الفاف) محمد روراوة بإنصاف فرق القسم الثاني للهواة باستحداث مجموعة ثانية للبطولة المحترفة الثانية·