تعيش حوالي 10 عائلات في حي المجاهد التابع لبلدية بوروبة بالعاصمة في بناية هشة وضعت في الخانة الحمراء ، بعد زلزال بومرداس سنة 2003. تهدد هذه العائلات بإعادة قطع الطريق في الأيام القليلة القادمة إذا لم يوف رئيس دائرة الحراش بالوعود التي قطعها لهم منذ أيام عند استقباله لهم في مقر الدائرة، و ذلك عقب قيامهم بقطع الطريق الرابط بين واد السمار و الحراش، و ذلك في آخر محاولة لجلب انتباه المسئولين الذين تجاهلوا مأساتهم لعدة سنوات. يقول السكان أن معاناتهم زادت خاصة مع زلزال 2003 ، حيث تهدم معظم البيت ، و لم ينظر احد للخطر المحدق بهم ، لذا عمدوا إلى إرسال عدة تقارير و شكاوى لمختلف الهيئات كالبلدية ، الدائرة ، ولاية الجزائر ، و الحماية المدنية هذه الأخيرة التي أخبرت المعنيين بخطورة البيت على ساكنيه لتوقع انهياره في أي لحظة، و فعلا فقد انهار جدار السطح في 2008 ، و لحسن الحظ حدث ذلك في الظهيرة حيث كان الأطفال في مدارسهم و الحركة كانت قليلة ، و لولا ذلك لكانت الكارثة، لذلك عمد السكان القاطنين بالبيت إلى بناء جدار آخر عوض الذي انهار لسد الفراغ الذي تركه، لكن مصالح البلدية قامت بتهديم الجدار لأنها رأت فيه خطرا على الجيران و المارة ، و لهذا أصبح السطح بلا جدار يطلون مباشرة على الفراغ ، و لقد أنقذ في الأيام الماضية طفل رضيع من موت محقق نتيجة حبوه باتجاه الفراغ الذي ظل موجودا إلى غاية هذه الساعة رغم خطورته على العائلات و خاصة الأطفال، و رغم خطر الانهيار الذي يتهددهم ظلت العائلات في هذا البيت من دون استفادتهم من إعادة ترحيل حتى للشاليهات التي تنتشر بكثرة في منطقتهم ، و على الرغم من أنها غير شاغرة و مغلقة ، إلا أنهم منعوا لأكثر من مرة من السكن فيها ريثما يحد لهم المسئولون حلا جذريا ، و نظرا للتجاهل الظلم الذي تعرضوا له ، قررت العائلات اللجوء إلى قطع الطريق في 2008 ، و عاودتها في 2010 و في كل مرة تأتيهم الوعود لكنهم إلى الآن لم يروا شيئا ملموسا. و بالإضافة إلى التهديد بالموت تحت أنقاض هذا البيت فان أطفال هذه العائلات الساكنة بغرفة واحدة لكل أسرة ، يعانون أيضا من كثرة الجرذان و الثعابين التي تهدد حياتهم ، حيث قام جرذ بعض رضيع ذو سبعة أشهر في العام الماضي و كاد يسبب له عاهة في وجهه ، بالإضافة إلى الجراثيم التي كادت تودي بحياته لولا عناية الله و من ثمة المضادات الحيوية و اللقاحات التي تلقاها لمدة أشهر في مستشفى القطار ! لذلك قامت الأم بالهرب بأولادها من هذا البيت مفضلة المبيت في العراء على أن يموت أطفالها بعضة جرذ أو لسعة ثعبان أو بسقوط جدار ! و لقد وعدت هذه العائلات بمجيء الوالي المنتدب لدائر الحراش بعد محاولتهم اقتحام الشاليهات الملاصقة لبيتهم للسكن فيها ريثما تحل أزمتهم ، فوحدوا حرسا بلديا متفهما لوضعهم و لم يحضوا برؤية واليهم المنتدب ، لذا فقد قرروا إعادة قطع الطريق في الأيام القليلة القادمة حتى يأخذوا حقهم بأيديهم.