** أنا عمري خمس وعشرون سنة والحمد الله، لكن إلى الآن لم أتزوج إن سألتني لماذا لا أعرف؟! لقد تقدم لي البعض لكن ليسوا هم الذين أريدهم، فكلهم أعرفهم، فمنهم من أقاربي ومنهم من غيرهم، وعندما أضع قراري أكون قد فكرت فيه لسنوات، لكن الكل ظن أني لا أريد الزواج، والذي أريده لا يتقدم، ولا يفكر بذلك، مع أنهم يريدونني، أنا أعمل متطوعة في إحدى المؤسسات، ولقد تطوعت لمدة طويلة بدون مقابل، يعني ليس لي حظ في الوظيفة ولا الزواج، والأخير الذي تقدم لي لم أرغب به؛ لأنني وافقت عليه من أجل أهلي خوفاً من كلام الناس، لقد صُدمت لأكثر من مرة وكرهت الجميع، لقد كنت أُُضرب من أجل أن أوافق على بعض الخطّاب، وعشت لمدة سنة وأنا محطمة، حتى إن أي إنسان يراني يبتعد عني لبشاعتي، فقد صرت نحيفة جدا، وبعد ذلك كرهت الزواج. أرشدوني مأجورين. * الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: الأخت الفاضلة: أسعدتني رسالتك وشرحك لوضعك، فأي إنسان في هذه الحياة يحتاج لمن يحدثه ويبثه همومه وما يعتريه من ضيق وهمّ.. وهنا يتميز المؤمن من غيره. فالهم والغم والنصب والحزن مشاعر يُؤجر عليها المؤمنُ ويثاب، ويؤجر أكثر إذا آمن وحقق أركان الإيمان برضاه بما قدر الله من الخير والشر. فما أصابك في حياتك وخطبتك للعديد من الشباب قدرٌ لم يكن ليخطئك، وقدرك وزواجك من أحدهم لم يحن بعد، ولن يستطيع أحد؛ أي أحد ردُّه ومنعه. ومن هنا فالشعور والتصرف الصحيح هو الاطمئنان والرضا لما يقدره الله ويكتبه. وأنت الآن في سن مناسب ولم تصِلي بعد إلى سن يخشى عليه من التأخر وفوات الأوان، وعدم ارتباطك بوظيفة أو زوج ليست مقياساً لتعاستك أو شقائك، بل اثبتي للجميع من حولك أنك قادرة على إسعاد نفسك ومن حولك بأخلاقك الرائعة ومعاملتك الحسنة لهم مهما كانت معاملتهم لك. اعلمي أن لكل مشكلة حلا، وأن لكل ضيق مخرجا، وأن بعد العسر يسرا. نحافتك إن لم تكن مرضاً أو مبالغا فيها فهي المطلب الآن من الجميع، وإن كنتِ غير راضية عنها يمكنك زيادة وزنك بشتى الطرق الطبيعية، والأغذية المناسبة، حتى تصلي إلى الوزن المطلوب والمظهر اللائق الذي يشعرك بالثقة. إن الله سبحانه وتعالى كريم غني قدير رحيم لا يرد من سأله، الجئي إليه بالدعاء والصلاة وكثرة الاستغفار، ألحي عليه بما يتردد في صدرك ويجول في خاطرك، ولا يمكنك بثه لمن حولك، وأيقني بثقة بأن الإجابة قريبة، وأن كرم الله يفيض على من يشاء من عباده فقط أسالي وألحي. اشغلي نفسك في هذه الفترة بتطوير نفسك بالالتحاق بدورات وأنشطة منوعة، وأنت قد جربت التطوع وشعرت بقيمة العطاء دون مقابل، ويمكنك تجربة مجالات أخرى فيها إشغال لوقتك بما ينفعك، وإبعادك عن التفكير في الزواج وأمور أخرى لا تملكين أمامها شيئاً. أسعدك الله ووفقك إلى ما يحبه ويرضاه. والله أعلم وصلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم.